أسعار الذهب تتراجع مع تلميح ترامب لصفقة تجارية بريطانية محتملة

شهدت أسعار الذهب تراجعا يوم الخميس، لتعكس مكاسبها المبكرة، وذلك في أعقاب تلميحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن صفقة تجارية محتملة مع بريطانيا. هذه الأنباء أدت إلى تخفيف حدة التوترات التجارية، مما قلل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار. في المقابل، ألقت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين الهند وباكستان بظلالها على المشهد، مما قد يوفر دعما لأسعار الذهب في ظل بحث المستثمرين عن الأمان.
وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية انخفاضا بنسبة 0.7% ليصل إلى 3,339.32 دولار للأونصة، بعد أن كان قد ارتفع بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 1.4% لتصل إلى 3,345 دولار.
تأثير أنباء الاتفاق التجاري الأمريكي البريطاني على أسعار الذهب
كان العامل الرئيسي وراء تراجع أسعار الذهب هو التفاؤل الحذر بشأن صفقة تجارية وشيكة بين الولايات المتحدة وبريطانيا. فقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشل” إلى أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا بخصوص “صفقة تجارية كبرى”. بالتزامن مع ذلك، من المتوقع أيضا أن يقدم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، تحديثا بشأن المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في وقت لاحق من اليوم. وتشير التوقعات إلى أن البلدين سيعلنان عن اتفاق لخفض التعريفات الجمركية على بعض السلع يوم الخميس.
وفي هذا السياق، علق نيتيش شاه، استراتيجي السلع الأولية في “ويزدوم تري”، قائلا: “مع تأكيد وجود نوع من الاتفاق التجاري في الأفق، يمكن أن يساعد ذلك في دعم الدولار قليلا ويقلل من بعض الزخم الصعودي للذهب”. عادة ما يؤدي انحسار المخاوف التجارية إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يضغط على أسعار الذهب.
عوامل أخرى مؤثرة في سوق الذهب العالمي
على الرغم من الضغط الناتج عن أنباء التجارة الأمريكية البريطانية، لا تزال هناك عدة عوامل أخرى تلعب دورًا هامًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب:
- مباحثات التجارة الأمريكية الصينية: يترقب المستثمرون بحذر المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين المقرر عقدها في سويسرا نهاية هذا الأسبوع. وكان الرئيس ترامب قد ذكر أن الصين هي التي بادرت بهذه المباحثات، مكررا عدم استعداده لخفض التعريفات الجمركية على السلع الصينية كاستراتيجية تفاوضية. هذا الوضع الضبابي عادة ما يدعم أسعار الذهب بسبب حالة عدم اليقين التي يخلقها.
- سياسة الفيدرالي الأمريكي: أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكنه حذر من تزايد مخاطر التضخم والبطالة، في الوقت الذي يعاني فيه صناع السياسات من تأثير تعريفات ترامب الجمركية. يُعتبر الذهب، وهو أصل لا يدر عائدًا، ملاذًا ضد حالات عدم اليقين السياسي والمالي، ويزدهر عادة في بيئة أسعار فائدة منخفضة. أي إشارات مستقبلية من الفيدرالي بشأن مسار الفائدة ستؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب.
- الطلب الصيني على الذهب: في تطور قد يدعم أسعار الذهب، أفادت مصادر مطلعة يوم الأربعاء بأن البنك المركزي الصيني وافق على مشتريات النقد الأجنبي من قبل البنوك التجارية لدفع ثمن واردات الذهب بموجب حصص متزايدة حديثًا. وتعتبر الصين من أكبر مستهلكي الذهب في العالم.
- التوترات الجيوسياسية (الهند وباكستان): على صعيد التوترات الجيوسياسية، أعلن الجيش الباكستاني يوم الخميس أنه أسقط 12 طائرة بدون طيار من الهند انتهكت مجالها الجوي، وذلك بعد يوم من ضربات هندية على أهداف متعددة في البلاد. وعلق أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، قائلاً: “استمرار التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان سيواصل جذب الانتباه، ومن المحتمل أن يؤدي إلى مستوى غير قابل للقياس من الطلب على الملاذ الآمن”، مما يشير إلى دعم محتمل لأسعار الذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
في سياق متصل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة، حيث انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% إلى 32.34 دولارًا للأونصة. بينما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.1% ليصل إلى 975.08 دولارًا، وتراجع سعر البلاديوم بنسبة 1.5% إلى 957.50 دولارًا.
تجد أسعار الذهب نفسها حاليا تحت ضغط تفاؤل المستثمرين بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يقلل من بريق المعدن كملاذ آمن. ومع ذلك، فإن الصورة العامة لا تزال معقدة، حيث إن عوامل أخرى مثل استمرار حالة عدم اليقين بشأن التجارة الأمريكية الصينية، والسياسة الحذرة للاحتياطي الفيدرالي، والطلب القوي من الصين، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مثل جنوب آسيا، يمكن أن توفر دعما لأسعار الذهب أو على الأقل تساهم في استمرار تقلباتها. ويبقى المستثمرون في حالة ترقب لتطورات هذه العوامل المتشابكة لتحديد المسار المستقبلي لأسعار الذهب.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد