أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

الذهب يرتفع بأكثر من 1% يوم الاثنين وترقب قرار الفيدرالي

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ بأكثر من 1% خلال تداولات يوم الاثنين، في تحرك يعكس تزايد قلق المستثمرين ولجوء المتداولين إلى الأصول التي تُعتبر ملاذات آمنة تقليدية. يأتي هذا الارتفاع كرد فعل مباشر على عطلة نهاية أسبوع حافلة بالأحداث المقلقة على الصعيد الجيوسياسي، والتي أعادت المخاطر إلى الواجهة، بينما يترقب السوق بحذر شديد قرار السياسة النقدية الهام لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) المقرر صدوره هذا الأسبوع.

ارتفاع أسعار الذهب الفورية والآجلة

في تفاصيل حركة الأسعار، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى مستوى 3259.29 دولار للأوقية، مقتربًا من الحد الأعلى لنطاق تداوله الأخير. كما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب ارتفاعًا أكثر وضوحًا، حيث صعدت بنسبة 0.8% لتصل إلى 3267.70 دولار للأوقية، مما يشير إلى زيادة اهتمام المستثمرين بالمعدن الأصفر في ظل الظروف الحالية.

وتلقى الذهب دعما إضافيا ملموسا من تراجع أداء الدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، بنسبة 0.3%. هذا التراجع في الدولار يجعل الذهب المقوم به أكثر جاذبية وأقل تكلفة نسبيا للمشترين الذين يحملون عملات أخرى،

مما يساهم في زيادة الطلب عليه. وعلق تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، على هذا الوضع قائلاً: “يبدو الدولار الأمريكي ضعيفًا ومتراجعًا قبيل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الهام هذا الأسبوع، وهذا الضعف هو ما يمكّن الذهب من تحقيق ارتفاع طفيف ومحاولة استعادة بعض الزخم”.

التوترات الجيوسياسية تدفع المستثمرين نحو التحوط

جاء الارتفاع القوي والملحوظ في أسعار الذهب مدفوعا بشكل أساسي بتصاعد المخاطر الجيوسياسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما دفع المستثمرين للبحث عن الأمان في الذهب.

فالأنباء المتداولة عن هجوم الحوثيين الذي قيل إنه أصاب مطار بن غوريون، وتعهد إسرائيل بالرد العسكري بينما تستعد لعملية برية واسعة النطاق محتملة في قطاع غزة، أعادت بشكل كبير رفع مستوى المخاطر والتوتر في منطقة الشرق الأوسط الحساسة.

وفي سياق منفصل تماما ولكنه يضيف إلى حالة عدم اليقين العالمية، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن اللجوء إلى العمل العسكري قد يكون خيارا مطروحا على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة بهدف السيطرة على جزيرة جرينلاند، وهي تصريحات أثارت جدلاً واسعًا وزادت من الشعور العام بعدم الاستقرار.

ترقب قرار الفيدرالي وضغوط ترامب المتجددة

تزداد جاذبية الذهب أيضًا كأداة تحوط مع ترقب المستثمرين الشديد لقرار سعر الفائدة الذي سيصدر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء (7 مايو). وخلال عطلة نهاية الأسبوع، لم يتوان الرئيس ترامب عن تجديد انتقاداته اللاذعة للبنك المركزي ورئيسه جيروم باول، حيث وصف باول بـ “المتشدد” في سياسته النقدية، ودعا أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، وهي الهيئة المسؤولة عن تحديد أسعار الفائدة، إلى ممارسة الضغط على باول من أجل تقديم تخفيضات في أسعار الفائدة التي يرى ترامب أنها ضرورية لدعم الاقتصاد.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الضغوط السياسية، لا يتوقع السوق بشكل عام أي خفض لسعر الفائدة في اجتماع هذا الأسبوع، وذلك وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME والتي تتبع توقعات السوق. وتشير البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية القوي نسبيًا لشهر أبريل وبيانات قطاعي التصنيع والخدمات التي أظهرت تباطؤًا لكن ليس انهيارًا، إلى أن الاقتصاد الأمريكي بدأ بالفعل في التهدئة ولكنه لا يزال بعيدًا عن حافة الانهيار.

قد يمنح هذا الوضع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول الحجة اللازمة لمقاومة الضغوط السياسية وإيصال رسالة واضحة للأسواق مفادها أن أسعار الفائدة ستبقى ثابتة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول، وذلك حتى يشعر البنك بالراحة الكافية والتأكد من تراجع التضخم بشكل مستدام قبل الإقدام على خفضها.

في الوقت الحالي، يتوقع المتداولون في أسواق العقود الآجلة تخفيضات في أسعار الفائدة بنحو 80 نقطة أساس (أي 0.80%) خلال الفترة المتبقية من هذا العام، على أن تبدأ هذه التخفيضات المحتملة في شهر يوليو، وذلك بعد أن جاءت بيانات الوظائف الأمريكية لشهر أبريل أقوى مما كان متوقعا،

مما قلل من احتمالية خفض الفائدة بشكل فوري. ويُعتبر الذهب، الذي لا يدر عائدا ماليا مباشرا (مثل الفوائد على السندات)، أداة تحوط تقليدية ضد عدم اليقين العالمي والتضخم، ويميل عادة للازدهار في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر عائدا.

التجارة الأمريكية الصينية وتصريحات ترامب المتضاربة

على صعيد التجارة الخارجية، أدلى الرئيس ترامب بتصريحات حملت بعض التناقض. فمن ناحية، أكد أنه لن يقيل جيروم باول من منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء فترة ولايته الرسمية في مايو 2026، لكنه في الوقت نفسه جدد دعوته الصريحة للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.

كما ذكر ترامب يوم الأحد أن الولايات المتحدة تجري اجتماعات ومباحثات مع العديد من الدول، بما في ذلك الصين، بشأن إبرام صفقات تجارية جديدة، مؤكدًا أن أولويته الرئيسية فيما يتعلق بالصين هي التوصل إلى صفقة تجارية “عادلة” للطرفين، دون الخوض في تفاصيل ما يعنيه ذلك.

توقعات السوق وإغلاق الأسواق الصينية

أضاف تيم ووترر من KCM Trade، مقدمًا توقعاته لحركة السعر على المدى القصير: “قد نرى الذهب يستمر في التحرك والتذبذب ضمن نطاق سعري يتراوح بين 3200 دولار و 3350 دولارًا للأوقية في الفترة التي تسبق اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين، فإن أي عناوين أو أخبار جديدة ومفاجئة بشأن الصفقة التجارية المحتملة (مع الصين أو غيرها) قد تتسبب في ارتفاع مستوى التقلبات في السوق مرة أخرى وبشكل سريع”.

يُذكر أن الأسواق المالية في الصين مغلقة هذا الأسبوع بمناسبة عطلة عيد العمال، والتي تمتد من 1 إلى 5 مايو، ومن المقرر أن تستأنف التداول يوم الثلاثاء الموافق 6 مايو. غياب هذا اللاعب الرئيسي قد يؤثر على أحجام التداول والسيولة في الأسواق الآسيوية.

المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعا أيضا يوم الاثنين، مستفيدة من ضعف الدولار وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة. حيث ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة ملحوظة بلغت 1.1% ليصل إلى 32.33 دولار للأوقية، وسجل البلاتين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 961.20 دولار، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 958.38 دولار.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى