أخبار الأسواقأخبار النفط

أسعار النفط تواصل الهبوط وسط مخاوف الإمدادات السعودية وبيانات انكماش أمريكية

واصلت أسعار النفط الخام تراجعها الحاد يوم الخميس، لتمدد الانخفاض الكبير الذي شهدته الجلسة السابقة، وذلك بفعل مجموعة من العوامل الضاغطة، أبرزها مؤشرات متزايدة على أن المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قد لا تكتفي بعدم خفض الإنتاج بل قد تتجه لزيادته، بالإضافة إلى البيانات التي أظهرت انكماشًا في الاقتصاد الأمريكي، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

أداء أسعار النفط

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 59 سنتا، أو ما يعادل 1%، لتصل إلى 60.47 دولار للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI) بمقدار 65 سنتا، أو 1.1%، لتستقر عند 57.56 دولار للبرميل.

وكان خام غرب تكساس الأمريكي قد شهد تراجعا حادا بنحو 4% يوم الأربعاء، حيث تفاعلت الأسواق بقوة مع التقارير المتعلقة بنوايا السعودية. ويوم الأربعاء، كان خام برنت يتداول عند 63.14 دولار (بانخفاض 1.79%)، بينما كان خام غرب تكساس يتداول عند 58.29 دولار (بانخفاض حاد بلغ 3.53%).

مخاوف الإمدادات السعودية و أوبك+

تظل سوق النفط قلقة بشأن ضعف نمو الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة بسبب التوترات التجارية، بالإضافة إلى تراجع أسرع لتخفيضات إنتاج أوبك+، حسبما قال جيوفاني ستاونوفو، المحلل لدى UBS.

وتتفاقم هذه المخاوف بشكل كبير بسبب التقارير المتواترة من مصادر متعددة (رويترز وبلومبرغ) تفيد بأن المملكة العربية السعودية لا تبلغ الحلفاء وخبراء الصناعة فقط بأنها قادرة على تحمل الأسعار المنخفضة الحالية لفترة طويلة، بل إن زيادات الإنتاج قد يتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل لإنتاج شهر يونيو.

وكانت رويترز قد نقلت يوم الأربعاء عن خمسة مصادر لم تسمها قولها إن السعوديين ليس لديهم نية لدعم أسواق النفط بمزيد من تخفيضات الإمدادات، وأن ميزانية الرياض يمكنها تحمل الأسعار المنخفضة المستمرة. بل على العكس، تشير المصادر إلى أن السعوديين قد يبدأون في زيادة الإنتاج للاستحواذ على حصة أكبر في السوق بعد التضحية بالإنتاج لفترة طويلة في إطار التخفيضات الطوعية لأوبك+.

بالإضافة إلى ذلك، نقلت بلومبرغ يوم الأربعاء عن تجار نفط قولهم إنهم يتوقعون الآن أن تدفع السعودية التحالف نحو زيادة أخرى في الإمدادات الأسبوع المقبل لشهر يونيو، وأن هذه الزيادة ستكون أكبر بكثير هذه المرة. ونقلت بلومبرغ عن بوب ماكنالي، رئيس ومؤسس شركة Rapidan Energy Advisers LLC ومسؤول سابق في البيت الأبيض لشؤون الطاقة، قوله يوم الأربعاء: “يُظهر التاريخ أنه عندما تقرر قيادة أوبك+ تشجيع الامتثال من خلال ضغط الإمدادات، فإنها لا تتوقف حتى تحقق هدفها”.

وكان تحالف أوبك+ قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر أنه سيقدم موعد الإنهاء التدريجي المخطط له لتخفيضات إنتاج النفط الطوعية عن طريق زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو – أي ما يعادل ثلاث زيادات شهرية دفعة واحدة. كانت تلك الخطوة أول مؤشر على أن السعوديين قد يكونون مستعدين للتخلي عن دورهم كمنتج مرجح (swing producer)، بعد أن تحملوا لفترة طويلة عبء تعويض فائض الإنتاج من قبل أعضاء أوبك+ المخالفين للحصص الذين يواصلون الإنتاج الزائد، بما في ذلك كازاخستان والإمارات والعراق.

ويشير البعض أيضا، وفقا لبلومبرج، إلى وجود دوافع جيوسياسية محتملة هنا، حيث قد تحاول السعودية استرضاء واشنطن، التي دعت أوبك للتدخل لخفض تكاليف الوقود عن طريق ضخ المزيد من النفط.

ضعف الطلب وتأثير الحرب التجارية

على صعيد الطلب، انكمش الاقتصاد الأمريكي للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في الربع الأول، متأثرًا بفيض من الواردات حيث سارعت الشركات لتجنب التكاليف المرتفعة الناجمة عن التعريفات، مما يؤكد التأثير التخريبي لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية غير المتوقعة.

وأشار استطلاع أجرته رويترز إلى أن تعريفات ترامب جعلت من المحتمل انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود هذا العام.

وقال إحسان خومان، المحلل في MUFG: “استراتيجية إدارة الولايات المتحدة المتقلبة بشأن سياسة التعريفات، خاصة تلك المتعلقة بالصين، جعلت التجار الذين كانوا قلقين بالفعل بشأن فائض العرض طويل الأمد هذا العام متوترين بشأن ضعف العوامل الأساسية للسوق”.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز يوم الأربعاء أن توقعات الطلب التي تلقي بظلالها عليها النزاعات التجارية، إلى جانب قرار أوبك+ بزيادة الإمدادات، ستؤثر سلبًا على أسعار النفط هذا العام. وفي تأكيد لهذه المخاوف، خفضت شركة التحليلات Kpler توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2025 إلى 640 ألف برميل يوميًا من 800 ألف برميل يوميًا، مشيرة إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وضعف الطلب الهندي.

أيضا على عكس التوقعات، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 2.7 مليون برميل الأسبوع الماضي، مدعومة بارتفاع الصادرات وزيادة الطلب من مصافي التكرير. جاء ذلك مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع رويترز التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 429 ألف برميل. ورغم هذا الانخفاض المفاجئ في المخزونات، إلا أنه لم يكن كافيا لتبديد المخاوف الأوسع نطاقا بشأن زيادة العرض المحتملة وضعف توقعات الطلب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى