أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

الأسهم الأمريكية ترتفع يوم الثلاثاء للجلسة الثالثة على التوالي بفضل آمال صفقة تجارية

شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعا قويا يوم الثلاثاء، حيث وصل إلى أعلى مستوياته خلال جلسة التداول، مدفوعا بتصريحات متفائلة من البيت الأبيض أشارت إلى أن الإعلان عن صفقة تجارية كبرى أصبح وشيكا، مما بعث موجة من التفاؤل في أوساط المستثمرين القلقين بشأن التوترات التجارية.

أداء المؤشرات الرئيسية

عكست المؤشرات الرئيسية هذا التحسن في المعنويات بأداء إيجابي ملحوظ. أغلق مؤشر داو جونز للشركات الكبرى (مؤشر البلو تشيب) مرتفعا بمقدار 300.03 نقطة، أي ما يعادل نسبة 0.75%، ليصل عند الإغلاق إلى مستوى 40,527.62 نقطة. كما واصل مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقا مساره الصاعد، مضيفًا نسبة 0.58% إلى قيمته ليغلق عند 5,560.83 نقطة.

والجدير بالذكر أن كلا المؤشرين، داو جونز و S&P 500، سجلا يومهما الإيجابي السادس على التوالي، مؤكدين على قوة الدفع الصعودي الأخير. تمثل هذه السلسلة أطول فترة مكاسب متتالية لمؤشر داو جونز منذ شهر يوليو الماضي، ولمؤشر S&P 500 منذ شهر نوفمبر الماضي. وتقدم مؤشر ناسداك المركب، الذي يغلب عليه أسهم قطاع التكنولوجيا، أيضا بنسبة 0.55%، ليستقر عند مستوى 17,461.32 نقطة.

محرك السوق: آمال صفقة تجارية

جاء الدعم الرئيسي والحاسم للسوق في وقت متأخر من الجلسة، وتحديدا بعد تصريحات أدلى بها وزير التجارة هوارد لوتنيك لشبكة CNBC الإخبارية بعد ظهر الثلاثاء.

حيث قال لوتنيك بحماس: “لدي صفقة منجزة، منجزة، منجزة، منجزة، لكنني بحاجة إلى انتظار موافقة رئيس وزرائهم وبرلمانهم، وهو ما أتوقعه قريبا”، على الرغم من أنه لم يحدد اسم الدولة المعنية بالصفقة.

كانت الأسهم تتداول في حالة من الاستقرار النسبي والترقب لمعظم فترات الجلسة قبل صدور هذه التعليقات التي جاءت بمثابة محفز قوي أشعل التفاؤل وكسر حالة الجمود التي سيطرت على التعاملات في وقت سابق.

أداء الأسهم البارزة

انعكست هذه الآمال المتجددة بشكل إيجابي على أداء أسهم الشركات الكبرى التي تعتبر الأكثر تأثرا بتقلبات الحرب التجارية. فقد تمكنت أسهم شركات مثل جنرال موتورز وأبل من التعافي جزئيا من أدنى مستوياتها المسجلة خلال الجلسة بعد ظهر الثلاثاء، مدفوعة بالتفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يخفف من حدة التوترات.

وكانت شركة جنرال موتورز قد أعلنت في وقت سابق صباح الثلاثاء أنها بصدد إعادة تقييم توقعاتها المالية المستقبلية وتعليق برنامجها لإعادة شراء الأسهم، وهي خطوة غالبًا ما تلجأ إليها الشركات للحفاظ على السيولة في أوقات عدم اليقين، وذلك بانتظار اتضاح الصورة بشأن التأثير الكامل للرسوم الجمركية المفروضة على عملياتها وسلاسل إمدادها. وعلى الرغم من التعافي الجزئي، أنهت جنرال موتورز اليوم منخفضة بنسبة طفيفة بلغت 0.6%، بينما تمكنت أسهم شركة أبل من تحقيق مكاسب طفيفة بنسبة 0.5%.

وشهدت أسهم شركة أمازون العملاقة للتجارة الإلكترونية أيضا تعافيا من أدنى مستوياتها المسجلة خلال اليوم، لتنهي الجلسة منخفضة بنسبة 0.2% تقريبًا. جاء هذا التعافي بعد أن نفت الشركة بشكل قاطع وجود أي خطة لعرض رسوم جمركية إضافية بشكل منفصل على موقعها الإلكتروني لمتجر الخصومات التابع لها Amazon Haul، وهي خطوة كانت قد أثارت جدلا.

وكان سهم الشركة قد تعرض لضغوط في وقت سابق من الجلسة بعد أن وصفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت مثل هذه الخطوة المحتملة بأنها قد تعتبر “عملاً عدائيًا وسياسيًا” من قبل الشركة، مما يسلط الضوء على الحساسية السياسية المحيطة بقضية التعريفات وتأثيرها على الشركات والمستهلكين.

وبرز سهم شركة هانيويل الصناعية العملاقة كأحد أكبر الداعمين لمؤشر داو جونز خلال الجلسة، حيث قاد مكاسب المؤشر بارتفاع قوي ومُلفت بلغت نسبته 5.4%. جاء هذا الأداء المتميز كرد فعل إيجابي من المستثمرين بعد أن أعلنت الشركة عن نتائجها المالية الفصلية الأخيرة، والتي فاقت توقعات المحللين بشكل واضح، مما عزز الثقة في أداء الشركة وقدرتها على تحقيق النمو رغم التحديات الاقتصادية.

وتواصل أسهم شركة نتفليكس، عملاق خدمات البث الترفيهي، مسيرتها الإيجابية الاستثنائية، متجهة بثبات لتسجيل جلستها الإيجابية الثامنة على التوالي، في أداء لافت للنظر. فمنذ أن أعلنت الشركة عن نتائج أرباح قوية فاقت التوقعات بشكل كبير في 17 أبريل، لم يشهد سهمها أي يوم تداول سلبي، مما يعكس ثقة المستثمرين القوية في آفاق نموها. وقد ارتفعت أسهم الشركة بنسبة تقارب 20% خلال شهر أبريل الحالي وحده، مما يضعها على المسار الصحيح لتسجيل أفضل أداء شهري لها منذ مايو 2023. ويُعتبر سهم نتفليكس حاليًا رابع أفضل سهم من حيث الأداء ضمن مكونات مؤشر S&P 500 لشهر أبريل، مما يبرز قوته النسبية في السوق.

تعليقات المحللين وموسم الأرباح

علق روس مايفيلد، استراتيجي الاستثمار في شركة Baird، على الوضع الحالي للسوق قائلاً إن التطورات التجارية تظل هي المحرك الرئيسي للمعنويات في الوقت الراهن: “حتى نحصل على بعض الحلول الواضحة والملموسة على جبهة التجارة، لا أعتقد أن أي شيء آخر يهم كثيرًا بالنسبة لاتجاه السوق العام”. وأضاف أنه في ظل حالة عدم اليقين هذه، قد يستمر مؤشر S&P 500 في التداول ضمن نطاق واسع نسبيًا يتراوح بين مستويي 5,100 و 5,700 نقطة، بينما يترقب المستثمرون أي تقدم حقيقي ومؤكد في المحادثات التجارية الجارية.

وبالإضافة إلى التطورات التجارية، تتأثر الأسواق أيضًا بزخم إعلانات نتائج الأرباح الفصلية للشركات، والذي يصل إلى ذروته هذا الأسبوع. فمن المقرر أن تعلن حوالي ثلث الشركات المدرجة ضمن مؤشر S&P 500 عن نتائجها المالية بين يومي الاثنين والجمعة. وتتركز أنظار المستثمرين بشكل خاص على نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى، التي لها وزن كبير في المؤشرات، حيث يُنتظر صدور نتائج شركة ميتا بلاتفورمز (الشركة الأم لفيسبوك) وشركة مايكروسوفت يوم الأربعاء، تليها نتائج شركتي أبل وأمازون يوم الخميس.

ومع ذلك، قلل المحلل مايفيلد من احتمالية أن يكون لنتائج الأرباح الحالية تأثير جوهري وحاسم على اتجاه السوق العام في ظل الظروف السائدة. وأوضح قائلاً: “لا أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن أن يصدر عن موسم الأرباح هذا قد يؤثر بشكل جوهري على الأسواق صعودًا أو هبوطًا. نحن في خضم تراجع في السوق ناجم بشكل أساسي عن السياسات (التجارية) ومخاوف من ركود محتمل، وسيتطلب الأمر تغييرًا في هذه السياسة لإخراجنا من هذا الوضع”. بعبارة أخرى، يرى أن العوامل الكلية المتعلقة بالسياسة التجارية والمخاوف الاقتصادية تطغى حاليًا على تأثير نتائج أرباح الشركات الفردية على معنويات السوق بشكل عام.

اقرأ أيضا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى