أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

استقرار الدولار الأمريكي قبيل سلسلة من الاخبار الاقتصادية

حافظ الدولار الأمريكي على استقراره النسبي في تداولات يوم الاثنين، في جو من الحذر والترقب بين المستثمرين الذين ينتظرون بقلق المزيد من التطورات بشأن السياسة التجارية الأمريكية المتغيرة، ويستعدون لأسبوع حاسم حافل بالبيانات الاقتصادية الهامة. هذه البيانات قد تقدم أولى المؤشرات الملموسة حول ما إذا كانت الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد بدأت بالفعل في إلحاق الضرر بالاقتصاد الحقيقي للولايات المتحدة.

أداء الدولار الأمريكي اليوم

في الوقت الحالي، يبدو أن الدولا الأمريكير قد وجد بعض الدعم المؤقت، حيث يتم تداوله مرتفعًا بشكل طفيف مقابل اليورو عند مستوى 1.1346 دولار، ومستقرًا إلى حد كبير مقابل الين الياباني عند 143.45 ين. ومع ذلك، لا تزال الصورة الأكبر تشير إلى ضعف، حيث يتجه الدولار الأمريكي لتسجيل أكبر انخفاض شهري له منذ ما يقرب من عامين ونصف. هذا التراجع يعكس بشكل كبير كيف أن تصريحات وسياسات الرئيس ترامب غير المتوقعة قد زعزعت ثقة المستثمرين في استقرار وموثوقية الأصول الأمريكية كوجهة استثمارية آمنة.

فقد انخفض الدولار بأكثر من 4% مقابل كل من اليورو والين خلال شهر أبريل، مما يعكس قلق الأسواق من تداعيات الحمائية التجارية. ورغم هذا التراجع الشهري الكبير، شهد الدولار ارتدادًا في نهاية الأسبوع الماضي، مدعومًا بما بدا أنه تحول نحو لهجة أكثر تصالحية في العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين، مما أعطى بصيص أمل للأسواق.

ضبابية الحرب التجارية

شهد الأسبوع الماضي بعض المؤشرات على تخفيف حدة المواقف من كلا الجانبين، حيث أبدت إدارة ترامب انفتاحًا على إمكانية خفض بعض التعريفات الجمركية، بينما قامت الصين بإعفاء بعض الواردات الأمريكية من رسومها الجمركية المرتفعة التي تصل إلى 125%، في خطوة بدت كبادرة حسن نية.

ومع ذلك، يستمر التضارب في التصريحات الذي يزيد من حيرة الأسواق. فبينما يصر الرئيس ترامب على أنه تم إحراز تقدم ملموس وأنه تحدث شخصيًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، نفت بكين بشكل قاطع إجراء أي محادثات تجارية رسمية. ومما زاد الطين بلة، تجنب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الأحد تأكيد أن محادثات التعريفات جارية بالفعل، مما عمق الشكوك حول حقيقة الموقف.

وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في بنك ING الهولندي: “الفصل الكبير التالي والمهم هنا سيكون معرفة ما إذا كانت كل هذه التقلبات والضبابية قد بدأت تؤثر فعليًا على القرارات الاقتصادية في العالم الحقيقي – وخاصة في سوق الوظائف الأمريكية الحيوية”.

تركيز على البيانات الأمريكية

هذا الوضع المعقد يجعل المستثمرين يوجهون أنظارهم بترقب شديد نحو بيانات الوظائف الأمريكية لشهر أبريل، والمقرر صدورها يوم الجمعة. لا يزال من المتوقع أن يُظهر التقرير نموًا في الوظائف، لكن التوقعات تشير إلى أن هذا النمو سيكون بوتيرة أبطأ بكثير مقارنة بالشهر السابق، مما قد يكون أول إشارة قوية على تأثر سوق العمل.

بالإضافة إلى تقرير الوظائف، تصدر الولايات المتحدة هذا الأسبوع بيانات هامة أخرى، تشمل القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، ومقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE). هذه البيانات مجتمعة سترسم صورة أوضح عن صحة الاقتصاد الأمريكي ومدى تأثره بالتوترات التجارية.

موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر

ألمح مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم الرئيس جيروم باول، في تصريحات سابقة إلى استعدادهم للتدخل وخفض أسعار الفائدة إذا اتضحت بشكل جلي وجود مخاطر تهدد النمو الاقتصادي. لكن يبدو أن النهج السائد حاليًا داخل البنك هو التريث والحذر، حيث يفضل معظم الأعضاء الانتظار أولاً لتقييم التأثير الفعلي لتعريفات ترامب على مقاييس الاقتصاد الحقيقي الأساسية، مثل معدلات التضخم وأرقام التوظيف، قبل اتخاذ أي قرار بشأن الفائدة.

وقالت تشارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو بنك: “التعريفات الجمركية تزيد من احتمالات استجابة الفيدرالي في نهاية المطاف، ولكن هذه الاستجابة قد تأتي بشكل أبطأ مما تتوقعه الأسواق حاليًا”. وأضافت أن البنك المركزي سيكون حذرًا بطبيعته من الرد السريع على التطورات السياسية المتقلبة وسريعة التغير. وأوضحت قائلة: “لذلك، ما لم نشهد تراجعًا واضحًا وملموسًا في البيانات الاقتصادية الصعبة – وخاصة أرقام الوظائف ومؤشرات الاستهلاك – فمن غير المرجح أن يتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع شهر يوليو. إنهم بحاجة إلى دليل قاطع على تدهور حقيقي في الاقتصاد لتبرير أي تحرك، ولن يكتفوا بمجرد التوقعات أو المؤشرات الأولية غير المؤكدة”.

عوامل عالمية أخرى:

  • أوروبا: تترقب الأسواق أيضًا صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي وأرقام التضخم الأولية في منطقة اليورو هذا الأسبوع، والتي ستعطي مؤشرات حول أداء الاقتصاد الأوروبي في ظل التحديات العالمية. بدا اليورو مستقرًا نسبيًا مقابل عملات أخرى مثل الجنيه الإسترليني، ولم يتأثر بشكل كبير بأنباء عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في معظم أنحاء إسبانيا يوم الاثنين.
  • كندا: يتوجه الناخبون الكنديون إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين لإجراء الانتخابات الفيدرالية. يتقدم الحزب الليبرالي الحاكم بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي التقليدية، وبفارق أكبر في أسواق التنبؤ عبر الإنترنت. وتشير تحركات أسواق الخيارات إلى أن المتداولين لا يتوقعون تقلبات كبيرة في سعر صرف الدولار الكندي نتيجة للانتخابات، حيث استقر عند 1.3873 دولار كندي للدولار الأمريكي.
  • اليابان: يحدد بنك اليابان المركزي سياسته النقدية يوم الخميس. لا يتوقع المحللون أي تغيير في السياسة الحالية شديدة التيسير، لكن الأسواق ستركز بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية للبنك وكيف يخطط صناع السياسة للتعامل مع البيئة الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، خاصة وأن المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة واليابان من المتوقع أن تتطرق إلى قضية سعر صرف الين الحساسة. وفي هذا السياق، نفى أتسوشي ميمورا، كبير دبلوماسيي العملة في اليابان، يوم الاثنين تقريرًا نشرته صحيفة يوميوري يفيد بأن وزير الخزانة الأمريكي بيسنت قال خلال اجتماع ثنائي إن ضعف الدولار وقوة الين يعتبران أمرًا مرغوبًا فيه، وهو تصريح قد يشير إلى ضغط أمريكي على اليابان بشأن عملتها.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى