أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

استقرار أسعار النفط وسط ضبابية اقتصادية ومخاوف إمدادات أوبك+

شهدت أسعار النفط استقرارا نسبيا في تداولات يوم الاثنين، حيث وجد المستثمرون أنفسهم في حالة ترقب، يوازنون بين عاملين متعارضين رئيسيين: حالة عدم اليقين العميقة المحيطة بالمحادثات التجارية الحاسمة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تلقي بظلال كثيفة على توقعات النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب المستقبلي على الوقود، وبين احتمالية زيادة المعروض النفطي في الأسواق العالمية من قبل تحالف أوبك+، الأمر الذي قد يضغط على الأسعار.

أداء أسعار النفط اليوم

في تفاصيل حركة الأسعار، سجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي انخفاضا طفيفا بمقدار 13 سنتا، أو ما يعادل 0.19%، لتصل إلى 66.74 دولار للبرميلوقت نشر هذا التقرير. وبالمثل، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي، المؤشر الرئيسي لأسعار النفط في الولايات المتحدة، بمقدار 12 سنتا، أو 0.19%، لتستقر عند 62.90 دولار للبرميل.

وعلى الرغم من أن عقود برنت قد أظهرت بعض الارتفاع الهامشي في الجلستين السابقتين، إلا أن المحصلة النهائية للأسبوع الماضي كانت سلبية، حيث سجلت انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 1% يوم الجمعة الماضي. ويعزى هذا التراجع الأسبوعي بشكل أساسي إلى تجدد المخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل للتعريفات الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم على النشاط الاقتصادي العالمي ومعدلات النمو.

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

تظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين هي العامل المهيمن الذي يوجه معنويات المستثمرين ويحرك أسعار النفط صعودًا وهبوطًا في الوقت الحالي، وفقًا لتحليل جون إيفانز من شركة الوساطة PVM. وأشار إيفانز إلى أن تأثير هذه القضية يتجاوز حاليًا عوامل أخرى مهمة مثل المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي قد تؤثر على إمدادات النفط الإيرانية، وكذلك أي خلافات محتملة داخل تحالف أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج.

وقد اهتزت الأسواق المالية وأسواق الطاقة بشكل خاص بفعل الإشارات المتضاربة والمتقلبة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإدارة الصينية في بكين بشأن مدى التقدم المحرز في جهود تهدئة الحرب التجارية. هذا التضارب في التصريحات يخلق حالة من عدم اليقين تعيق قرارات الاستثمار وتزيد من صعوبة التنبؤ بمستقبل الطلب على النفط، مما يهدد بتقويض النمو الاقتصادي العالمي. وفي هذا السياق، علقت فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل أسواق النفط، قائلة: “سيظل المتعاملون في السوق يترقبون بحذر أي مؤشرات على حدوث انفراجة حقيقية في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وسينظرون إليها كفرصة محتملة للشراء وإعادة بناء المراكز”.

ومما زاد من حالة الضبابية وعدم اليقين، جاءت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الأحد، والتي لم تؤكد بشكل قاطع تأكيد الرئيس ترامب السابق بأن المفاوضات تجري حاليًا مع الصين. يُضاف هذا إلى نفي بكين في وقت سابق لوجود أي محادثات رسمية جارية، مما يعزز انطباعًا بوجود فجوة في المواقف وصعوبة التوصل إلى اتفاق قريب.

على صعيد الإمدادات، تترقب الأسواق اجتماع تحالف أوبك+ المقرر عقده في 5 مايو المقبل. وتشير التوقعات إلى أن بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائهم من المنتجين المستقلين، قد يقترحون تسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي. مثل هذه الخطوة، إن تمت، قد تزيد من المعروض في السوق وتحد من أي ارتفاع محتمل في الأسعار ناتج عن تعافي الطلب أو توترات جيوسياسية.

المحادثات النووية الإيرانية

في غضون ذلك، تستمر المحادثات النووية الهامة بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان هذا الأسبوع، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه لا يزال “حذرًا للغاية” بشأن فرص نجاح هذه المفاوضات المعقدة، والتي قد يؤدي نجاحها إلى تخفيف العقوبات الأمريكية وعودة المزيد من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.

وفي تطور منفصل ومأساوي، أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية يوم الأحد بوقوع انفجار قوي في ميناء بندر عباس، أكبر الموانئ الإيرانية الحيوية. أسفر الانفجار عن مقتل 40 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 1200 آخرين. ورغم فداحة الحادث، لم تشر التقارير الأولية إلى تأثير كبير ومباشر على البنية التحتية لتصدير النفط، لكنه يضيف بلا شك إلى حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى