أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تتجه لتسجيل خسارة أسبوعية تحت ضغط المعروض والغموض التجاري

تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة، لتتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية ملحوظة تتجاوز 2%، مما يعكس الضغوط الهبوطية التي تواجه السوق. جاء هذا التراجع مدفوعاً بشكل أساسي بمزيج من المخاوف المستمرة بشأن زيادة المعروض المحتملة في السوق العالمية، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين والغموض المحيط بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تؤثر على توقعات الطلب العالمي على الطاقة.

تراجع أسعار النفط القياسية في نهاية الأسبوع

شهدت أسعار النفط القياسية، خام برنت وغرب تكساس الوسيط، انخفاضاً في تداولات يوم الجمعة، مما أكد الاتجاه الهبوطي للأسبوع:

  • انخفضت العقود الآجلة لخام برنت، بمقدار 41 سنتا لتصل إلى 66.14 دولار للبرميل وقت نشر هذا المقال. بهذا الانخفاض، سجل خام برنت تراجعا بنسبة 2.6% على مدار الأسبوع بأكمله، مما يشير إلى ضعف في المعنويات على المدى القصير.
  • تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي (WTI)، وهو المعيار الرئيسي في أمريكا الشمالية، بمقدار 36 سنتا ليصل إلى 62.43 دولار للبرميل. أنهى خام WTI الأسبوع على انخفاض أكبر نسبياً، بلغ 3.5% للأسبوع، مما يعكس ربما بعض الضغوط الإضافية في السوق الأمريكية.

قالت آن فام، كبيرة المحللين في LSEG (مجموعة بورصات لندن)، معلقة على أداء الأسعار الأسبوعي: “على أساس أسبوعي… انخفضت الأسعار مع استمرار المخاوف بشأن زيادة المعروض من تحالف أوبك+، بينما لا تزال توقعات الطلب غير مؤكدة وسط التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين. كما أضاف ارتفاع الدولار الأمريكي ضغطاً على أسعار النفط الخام، حيث أن قوة الدولار تجعل السلع المسعرة به أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى”. تحليل فام يلخص العوامل الرئيسية التي أثرت سلباً على الأسعار خلال الأسبوع.

محا النفط المكاسب الطفيفة التي حققها في وقت سابق من الجلسة يوم الجمعة بعد أن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين والولايات المتحدة لا تجريان حالياً أي مشاورات أو مفاوضات رسمية بشأن التعريفات الجمركية. هذا التصريح يتناقض بشكل مباشر مع تعليقات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال يوم الخميس إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين جارية. هذا التناقض في التصريحات الرسمية يزيد من حالة عدم اليقين في السوق ويجعل المتداولين حذرين.

ضغوط المعروض تتزايد مع مخاوف من تحركات أوبك+

قال أولي هانسن، المحلل في Saxo Bank، إن حالة عدم اليقين هذه تؤثر على توقعات الأسعار: “يرى المتداولون الآن أن المزيد من المكاسب [في أسعار النفط الخام] غير مرجحة على المدى القصير بسبب استمرار الحرب التجارية بين كبار المستهلكين العالميين [الولايات المتحدة والصين] والتكهنات المتزايدة بأن تحالف أوبك+ قد يسرع وتيرة زيادات الإنتاج اعتباراً من يونيو”. يشير هذا إلى أن السوق تركز حالياً على المخاطر الهبوطية أكثر من العوامل الصعودية.

تتزايد المخاوف بشكل خاص بشأن فائض المعروض المحتمل في السوق العالمية في الأشهر المقبلة. ذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن العديد من أعضاء تحالف أوبك+ اقترحوا على المجموعة تسريع وتيرة زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو. إذا تم تبني هذا الاقتراح، فقد يؤدي إلى ضخ كميات إضافية من النفط في السوق بشكل أسرع مما كان مخططاً له في الأصل، مما يضغط على الأسعار، خاصة إذا لم يواكب الطلب هذه الزيادة في المعروض.

عدم اليقين التجاري وتأثيره على توقعات الطلب العالمي

يعتبر عدم اليقين المحيط بالمحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عاملاً رئيسياً يضغط على أسعار النفط من جانب الطلب. أي تصعيد في النزاع التجاري، أو حتى مجرد استمراره دون حل واضح، يمكن أن يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي من خلال تعطيل سلاسل الإمداد، وتقويض ثقة الشركات، وتقليل الاستثمار. تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي سيؤدي حتماً إلى تقليل الطلب على الطاقة، وبالتالي يضغط على أسعار النفط.

في إشارة قد تخفف بعض الضغط على المدى القصير، أفادت تقارير أن الصين أعفت بعض الواردات الأمريكية من تعريفاتها الجمركية البالغة 125% وتطلب من الشركات المحلية تحديد السلع الحيوية التي تحتاجها معفاة من الرسوم. هذا يعتبر أوضح مؤشر حتى الآن على قلق بكين من التداعيات الاقتصادية السلبية للحرب التجارية على اقتصادها المحلي. قد تشير هذه الخطوة إلى استعداد الصين لاتخاذ إجراءات عملية لتخفيف التأثير على شركاتها، حتى لو لم يتم إحراز تقدم كبير على مستوى المفاوضات الرسمية.

كانت الصين قد رفعت تعريفاتها الجمركية بشكل كبير بعد أن أعلن ترامب عن رسوم أعلى على مجموعة واسعة من السلع الصينية. تراجعت أسعار النفط في وقت سابق من هذا الشهر بشكل حاد بعد أن أثارت إعلانات التعريفات مخاوف واسعة النطاق بشأن تراجع الطلب العالمي على الطاقة وتسببت في عمليات بيع واسعة في الأسواق المالية العالمية.

محادثات روسيا وأوكرانيا: عامل آخر يؤثر على جانب العرض

هناك عامل آخر يضيف إلى عدم اليقين بشأن جانب العرض وهو التطورات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا. قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة مع شبكة CBS News إن الولايات المتحدة وروسيا “تتحركان في الاتجاه الصحيح” لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه أضاف أن بعض العناصر المحددة للاتفاق النهائي لا تزال بحاجة إلى الاتفاق عليها بين الطرفين.

يمكن أن يؤدي وقف القتال في أوكرانيا وتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا إلى تدفق المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية. روسيا، وهي عضو رئيسي في مجموعة أوبك+ وأحد أكبر منتجي النفط في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، يمكن أن تؤثر صادراتها بشكل كبير على توازن العرض والطلب في السوق العالمية. عودة كميات كبيرة من النفط الروسي إلى السوق يمكن أن تزيد من الضغط الهبوطي على الأسعار، خاصة في ظل المخاوف الأخرى المتعلقة بالمعروض.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى