أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

أسواق الأسهم الأمريكية ترتفع يوم الأربعاء مدعومة بآمال تهدئة التوترات التجارية

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية ارتفاعا قويا يوم الأربعاء، مسجلة مكاسب لليوم الثاني على التوالي، ومدعومة بشكل أساسي بالآمال المتزايدة في إمكانية تهدئة التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين قريبا. جاء هذا التفاؤل الجديد بالتزامن مع إشارة واضحة من الرئيس دونالد ترامب إلى أنه لا يخطط لإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من منصبه كزعيم للبنك المركزي الأمريكي.

على الرغم من المكاسب القوية التي حققتها المؤشرات الرئيسية خلال الجلسة، إلا أنها أنهت التداول بعيداً عن أعلى مستوياتها التي سجلتها خلال اليوم، مما يشير إلى بعض الحذر أو عمليات جني الأرباح قرب الإغلاق.

أداء المؤشرات الرئيسية في وول ستريت

سجلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت مكاسب ملحوظة لليوم الثاني على التوالي، مما يعكس تحسناً في معنويات السوق بعد فترة من التقلبات الحادة:

  • قفز مؤشر داو جونز الصناعي، الذي يضم أسهم أكبر 30 شركة صناعية أمريكية، بمقدار 419.59 نقطة، أو بنسبة 1.07%، ليغلق الجلسة عند مستوى 39,606.57 نقطة. يمثل هذا استمراراً للارتداد بعد الخسائر الكبيرة التي شهدها المؤشر مؤخراً.
  • صعد مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً، والذي يعتبر مقياساً رئيسياً لأداء السوق الأمريكية، بنسبة 1.67% لينهي الجلسة عند 5,375.86 نقطة. يشير هذا الارتفاع إلى تحسن واسع النطاق في أداء مختلف القطاعات.
  • ارتفع مؤشر ناسداك المركب، الذي يركز على أسهم شركات التكنولوجيا والنمو، بنسبة قوية بلغت 2.50% ليستقر عند 16,708.05 نقطة. يعكس هذا الأداء القوي في ناسداك عودة المستثمرين لشراء أسهم التكنولوجيا التي غالباً ما تكون حساسة للتوقعات الاقتصادية والتجارية.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن المؤشرات الرئيسية أنهت الجلسة بعيداً بشكل ملحوظ عن أعلى مستوياتها التي بلغتها خلال التداول. في وقت مبكر من صباح الأربعاء، شهدت الأسواق زخماً صعودياً قوياً، حيث أضاف مؤشر داو جونز في إحدى المراحل أكثر من 1100 نقطة، وكان مؤشر S&P 500 مرتفعاً بنسبة تصل إلى 3.44%. هذا التراجع عن الذروة اليومية قد يشير إلى أن بعض المستثمرين اختاروا جني الأرباح بعد الارتفاع السريع، أو أن هناك لا يزال بعض الحذر قائماً بشأن استدامة التطورات الإيجابية.

آمال تهدئة التوترات التجارية تدعم المعنويات

كانت الآمال المتجددة في تهدئة الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين محركاً رئيسياً لارتفاع الأسهم في الجلسة. أشار الرئيس ترامب يوم الثلاثاء إلى استعداده لاتباع نهج أقل تصادمية في المحادثات التجارية المستقبلية مع بكين. وفي تصريح لافت، أقر بأن التعريفة الحالية البالغة 145% المفروضة على الواردات الصينية “مرتفعة جداً”، وأضاف بوضوح: “ولن تكون بهذا الارتفاع… لا، لن تكون قريبة من هذا الارتفاع. ستنخفض بشكل كبير. لكنها لن تكون صفراً”. هذه التصريحات، التي جاءت بعد فترة من الخطاب المتشدد، اعتبرت إشارة إيجابية من قبل المستثمرين.

كما عزز وزير الخزانة سكوت بيسنت هذه النبرة المتفائلة يوم الأربعاء، حيث قال إن كلا البلدين لديهما فرصة حقيقية لإبرام “صفقة كبيرة” بشأن التجارة. وأضاف، مخاطباً الجانب الصيني: “إذا كانوا يريدون إعادة التوازن، فلنفعل ذلك معاً”. تشير هذه التصريحات المشتركة من مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى إلى وجود رغبة في إيجاد حل للنزاع التجاري الذي أضر بالاقتصاد العالمي.

علق كيث بوكانان، مدير المحافظ في Globalt Investments، على رد فعل السوق قائلاً: “هذا ما كانت السوق تتوسل إليه – حتى مجرد تلميح لتهدئة التراشق الكلامي بين الولايات المتحدة والصين عندما يتعلق الأمر بالتجارة”. وأضاف، معبراً عن شعور سائد بين المستثمرين: “السوق مرتاحة، بالطبع – أسوأ الكلام نأمل أن يكون قد مضى – لكننا ما زلنا لم نصل إلى النهاية”. يشير تعليقه إلى أن مجرد تخفيف حدة الخطاب يعتبر إيجابياً، لكن الطريق إلى اتفاق نهائي لا يزال غير مؤكد.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أيضاً يوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض مطلع على المناقشات الداخلية، أن الإدارة تدرس بجدية تخفيض التعريفات الجمركية المفروضة على الصين لتتراوح بين 50% و 65%، وهو ما يمثل انخفاضاً كبيراً عن المستوى الحالي. ومع ذلك، أضاف مسؤول آخر في البيت الأبيض لاحقاً في تصريحات لشبكة CNBC أن مثل هذه الخطوة أحادية الجانب غير مرجحة، وأن أي تخفيض في التعريفات الأمريكية سيشترط أن يكون ثنائياً، مع قيام الصين أيضاً بخفض الحواجز التجارية التي تفرضها على الواردات الأمريكية. هذا الشرط الثنائي يضيف طبقة من التعقيد للمفاوضات المحتملة.

أسهم الشركات المرتبطة بالصين ترتفع بشكل ملحوظ

كانت أسهم الشركات الأمريكية التي لديها انكشاف أعلى على السوق الصينية أو التي تعتمد بشكل كبير على سلاسل الإمداد المرتبطة بالصين من بين أكبر المستفيدين من أخبار التهدئة التجارية. هذه الشركات شهدت عمليات بيع كبيرة في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف من تأثير التعريفات والحرب التجارية على أرباحها وآفاق نموها. في جلسة الأربعاء، شهدت هذه الأسهم ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بأن تخفيف التوترات التجارية سيحسن بيئة أعمالها. شمل هذا الارتفاع عمالقة قطاع التكنولوجيا المدرجة ضمن مجموعة “السبعة الرائعين” (Magnificent Seven) مثل شركة آبل (Apple)، التي لديها عمليات تصنيع ومبيعات كبيرة في الصين، وشركة إنفيديا (Nvidia)، الرائدة في مجال الرقائق الإلكترونية والتي تعتمد على السوق العالمية، حيث ارتفعت أسهمهما بأكثر من 2% وأكثر من 3% على التوالي.

قفزت أسهم شركة تسلا (Tesla) أيضاً بنسبة 5%، مدعومة جزئياً بتخفيف الضغوط المتعلقة بالتعريفات الجمركية التي قد تؤثر على تكاليف إنتاجها ومبيعاتها العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تلقت أسهم تسلا دفعة إيجابية بعد أن قال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك خلال مكالمة أرباح الشركة يوم الثلاثاء إن الوقت الذي يقضيه في إدارة ما يسمى بـ “قسم كفاءة الحكومة” التابع لترامب، وهو دور غير رسمي كان يشغل وقته، سينخفض “بشكل كبير” اعتباراً من الشهر المقبل. يعتبر المستثمرون هذا التفرغ المحتمل من ماسك لعمليات تسلا الأساسية أمراً إيجابياً لتركيزه على أعمال الشركة التي تواجه تحديات كبيرة.

ترامب يتراجع عن تهديداته لرئيس الفيدرالي

تنفس المستثمرون الصعداء أيضاً بعد أن قال ترامب بوضوح إنه “لا ينوي” إقالة جيروم باول من منصبه كرئيس لبنك الاحتياطي الفيدرالي. هذه التصريحات جاءت لتخفف من حدة المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي والتدخل السياسي في قرارات السياسة النقدية، والتي كانت مصدراً رئيسياً لعدم اليقين في الأسواق.

ويعتبر هذا التعليق بمثابة تراجع واضح عن المواقف السابقة للرئيس، الذي وجه انتقادات لاذعة ضد باول في وقت قريب مثل يوم الاثنين السابق، واصفاً رئيس البنك المركزي بأنه “خاسر كبير” ومطالباً بخفض أسعار الفائدة بشكل فوري. وفي الأسبوع الماضي فقط، صعد ترامب من هجماته في منشور على موقع Truth Social، قائلاً إن “إنهاء خدمة باول لا يمكن أن يأتي بالسرعة الكافية”. هذا التغيير في النبرة من التهديد بالإقالة إلى النفي الصريح كان له تأثير إيجابي على معنويات السوق، حيث يفضل المستثمرون الاستقرار والقدرة على التنبؤ في السياسة النقدية.

اقرأ أيضا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى