ارتفاع الدولار وسط تفاؤل بمفاوضات تجارية وقوة سوق العمل
في جلسة تداول متقلبة، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا عقب تصريحات الرئيس ترامب حول تقدم المحادثات التجارية مع اليابان واستقرار سوق العمل الأمريكي.
وتراجعت البيانات العقارية وبيت الإعلام تأثيرا على الدولار، بينما زادت الضغوط على المعادن النفيسة. تباين أداء اليورو والين أمام الدولار مع ترقب المستثمرين لمزيد من الاجتماعات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.
تفاؤل بمفاوضات تجارية مع اليابان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن فريق المفاوضات الأمريكي حقق “تقدما كبيرا” مع المسؤولين اليابانيين في أول لقاء وجها لوجه، ما عزز آمال التوصل إلى اتفاق يخفض الرسوم على صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة، وأعلن ترامب أيضا أن واشنطن ستواصل التفاوض لمدة 90 يومًا لخفض الرسوم على العديد من الدول باستثناء الصين، وهو ما دفع الأسواق للارتياح جزئيا .
وأفادت وزارة العمل الأمريكية بأن مطالبات إعانة البطالة الأولية انخفضت بمقدار 9 آلاف طلب إلى 215 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 12 أبريل، ما يشير إلى قوة سوق العمل واستمرار الشركات في الحفاظ على الموظفين رغم عدم اليقين التجاري. ويظهر هذا التراجع مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى 225 ألف طلب، وقد ارتفع عدد المستمرين في تلقي الإعانة إلى 1.885 مليون، مما يعكس صعوبة إعادة العاطلين للعمل في وقت مبكر.
سجّل قطاع الإسكان تراجعًا ملحوظًا في مارس مع انخفاض تصاريح بناء المساكن الجديدة بنسبة 11.4% على أساس شهري إلى 1.324 مليون وحدة، دون توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى 1.420 مليون وحدة. في المقابل، فاقت تصاريح البناء الإجمالية التوقعات وارتفعت بنسبة 1.6% إلى 1.482 مليون وحدة، وهو مؤشر على نشاط بناء مستقبلي قد يدعم القطاع لكنه لم يعوّض الهبوط الحاد في بدءات البناء.
تذبذب الدولار مقابل اليورو والين
ارتفع المؤشر الرئيس للدولار مقابل ست عملات كبرى إلى مستوى 103.00 بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات منتصف الأسبوع. حقق اليورو مكاسب طفيفة أمام الدولار بنسبة 0.11% ليصل إلى 1.1388 دولار، في حين انخفض الين بنسبة 0.6% إلى 144.24 ين. عزز ضعف الين تراجع الطلب على الملاذات الآمنة بعد تصريحات ترامب حول قرب اتفاق مع اليابان، فيما تراجع الدولار أمام الفرنك السويسري بنسبة 3.57% إلى 0.83710 فرانك.
وتراجعت أسعار الذهب من ذروة قياسية إلى 3,318.19 دولار للأونصة وسط عملية جني أرباح، لكن المعدن ظل مرتفعا 2.5% منذ بداية الأسبوع . هبط الذهب بنسبة 0.8% بفعل انتعاش الدولار، وتراجع الفضة بنسبة 1.53% بعدما بلغت عقود مايو 31.38 دولار للأونصة. وذكر المحلل روس نورمان أن عمليات البيع المؤقتة لا تزال محدودة، وأن التفاؤل بدعم الذهب مستمر.
أظهر سوق المشتقات المالية توقعات لخفض الفائدة الفدرالية بنسبة 14% في مايو و94.5% في يونيو، بعد أن كانت ترتفع إلى 50% الأسبوع الماضي. في أوروبا، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الإيداع ربع نقطة أساس إلى 2.25% للمرة السابعة منذ يونيو الماضي، مع تحذير من المخاطر الناجمة عن تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على النمو والتضخم . قالت كريستين لاجارد إن التضخم مستقر حول هدف 2% على المدى المتوسط، لكنها أكدت أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يضغط على الاستثمار والاستهلاك .
تأثير السياسة التجارية على الدولار
أشار محلّلون في مؤسسة PIMCO إلى أن تذبذبات سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية قد تشكّل سببًا لإعادة النظر في دور الدولار كعملة احتياطية، مؤكدين أن تراجع التدفقات الرأسمالية إلى الأصول الأمريكية يعزّز جذابية سندات دولية أخرى في أوروبا واليابان والشرق الأوسط . وأضافوا أن اعتماد الولايات المتحدة على التدابير الحمائية قد يقلّص الاعتماد العالمي على الدولار ويخلق “عالما متعدد الأقطاب” ماليا.
في الملخص، أثّرت تطورات الرسوم الجمركية على تقلبات الأسواق العالمية، مع تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية والتوقعات المستقبلية لقرارات البنوك المركزية. تسلّم الدولار دعمًا من قوة سوق العمل وتقدم المحادثات التجارية مع اليابان، في حين ضغط ضعف نشاط الإسكان على أداء العملة. المعادن النفيسة واصلت التذبذب تحت ضغوط قوة الدولار وتوترات التجارة، مع ترقب لقرارات فدرالية وأوروبية جديدة تحدد مسار السياسة النقدية والاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضا…
- تراجع الدولار الأمريكي مع انتظار المستثمرين لاتفاقيات تجارية جديدة
- ارتفاع أسعار الذهب فوق 3,300 دولار في ظل تصاعد التوترات التجارية
- تراجع الدولار الأمريكي وسط حالة عدم اليقين الجمركي
