أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

تراجع أسعار النفط بعد تخفيض توقعات الطلب من وكالة الطاقة الدولية

شهدت أسعار النفط انخفاضا بسيطا يوم الثلاثاء بعد أن قامت وكالة الطاقة الدولية (IEA) بخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، في خطوة جاءت على خلفية تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وقد تسبب هذا التراجع في ظل عدم اليقين التجاري في ضغط إضافي على الأسواق، رغم وجود بعض العوامل الداعمة مثل استثناءات الرسوم الجمركية.

انخفاض أسعار النفط وتأثير توقعات الطلب

انخفض سعر خام برنت بمقدار 50 سنتا، أي بنسبة 0.8%، لينتهي عند 64.38 دولار للبرميل وقت نشر هذا المقال. وفي الوقت نفسه، هبط خام غرب تكساس الأمريكي(WTI) بنفس المقدار إلى 61.03 دولار للبرميل.

وقد جاءت هذه الحركة نتيجة إعلان وكالة الطاقة الدولية عن تخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي من 1.03 مليون برميل يوميا إلى 730,000 برميل يوميا لهذا العام، ومن ثم إلى 690,000 برميل يومياً العام المقبل، وذلك نتيجة لتفاقم التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وعلى الرغم من تراجع الأسعار بشكل مؤقت، أشارت بعض البيانات الإيجابية إلى احتمال دعم الأسعار في المستقبل. فقد أعرب الرئيس الأمريكي ترامب عن نية تعديل بعض الرسوم الجمركية، مما قدم حافزا جانبيا في رفع معنويات المستثمرين، وقد أشار بعض المحللين إلى أن هذه الإجراءات قد تخفف من المخاوف طويلة الأجل بشأن النمو الاقتصادي العالمي.

ومع ذلك، فإن المخاوف الأساسية لا تزال قائمة، خاصةً مع استمرار النزاع التجاري الذي قد يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي وتأثيره سلباً على الطلب على النفط.

توقعات المحللين والمخاطر

أشار محلل من بنك UBS، بقيادة جيوفاني ستاونوفو، إلى أن احتمال تفاقم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى سيناريو سلبي يتضمن ركودا أمريكيا وهبوطا في أسعار النفط، حيث قد يتداول خام برنت عند مستويات تتراوح بين 40 و60 دولارًا للبرميل في الأشهر المقبلة.

وقد خفض بنك BNP Paribas توقعاته لمستويات أسعار النفط لهذه السنة والسنوات القادمة إلى حوالي 58 دولار للبرميل بدلا من 65 دولار سابقا.

كما أثارت زيادة إنتاج النفط المخطط لها من قبل مجموعة منتجي النفط (أوبك+) وارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة مخاوف بشأن فائض العرض، مما قد يمارس ضغوطا إضافية على الأسعار.

وقد أكد الخبراء أن استمرار النزاع التجاري والتوترات الاقتصادية قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي يقلل من الطلب على النفط.

تأثير البيانات الاقتصادية والسياسات التجارية

تأتي هذه التطورات في ظل حالة عدم يقين شديدة تتداخل فيها السياسات التجارية والبيانات الاقتصادية. فبينما ساعدت بعض الاستثناءات على تخفيف الضغوط مؤقتا، لا يزال التوتر التجاري قائما خاصة في التعامل مع الصين.

ويذكر أن الرئيس ترامب رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى معدلات مرتفعة، بينما تستمر الصين بدورها في الرد بفرض رسوم متبادلة على السلع الأمريكية.

وقد أدت هذه السياسات إلى خلق توقعات بتراجع النمو الاقتصادي العالمي، مما يؤثر سلبا على توقعات الطلب على النفط.

تحركات المستثمرين والآفاق المستقبلية

وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يتخذ المستثمرون خطوات تحوطية وتقييم المخاطر بعناية. فبالرغم من أن الأسعار سجلت انخفاضا بسيطا بنسبة 1% يوم الثلاثاء، فإن الاتجاه العام يشير إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط إذا ما استمر التوتر التجاري.

ومن المتوقع أن تظل التوقعات بتراجع الطلب في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي عاملا رئيسيا في دفع الأسعار نحو مستويات أدنى في المستقبل.

تشير بعض التوقعات إلى أن الطلب العالمي قد ينمو بمعدل أقل مما كان متوقعا سابقا، مما يزيد من احتمال حدوث فائض في العرض يقود أسعار النفط للتراجع في المدى القريب.

وفي هذا السياق، من المهم متابعة البيانات الاقتصادية القادمة، مثل تقارير المخزون وإنتاج النفط، والتي ستكون مؤشرات هامة لتحديد مسار السوق.

اقرا أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى