أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

ارتفاع الأسهم الأمريكية ومؤشر داو جونز يسجل 600 نقطة يوم الجمعة

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية انتعاشا مذهلا يوم الجمعة، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 619 نقطة (أي بنسبة 1.56٪) ليغلق عند 40,212.71، مما أنهى أسبوعا تاريخيا من التقلبات الشديدة على وول ستريت.

وجاءت هذه المكاسب بعد أسبوع مضطرب كانت مؤشرات الأسهم فيه قد سجلت خسائر فادحة؛ فقد تراجعت مؤشرات مثل S&P 500، الذي انخفض يوم الخميس بنسبة 3.46%، ومؤشر ناسداك الذي هبط بنسبة 4.31%. إلا أن التعافي الأخير جاء بمثابة قفزة حاسمة، معلنة عن نهاية مرحلة من الانخفاضات الكبيرة في الأسواق.

تفاصيل تداولات الأسهم الأمريكية

شهد الأسبوع الماضي تقلباتٍ غير مسبوقة، حيث سجلت خسائر يومية كبيرة وتراجع في معنويات المستثمرين. فقد تسببت المخاوف الناتجة عن حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات الرسوم الجمركية والضغوط الناتجة عن النزاعات التجارية، وبخاصة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، في إنشاء حالة من تراجع الثقة في أسواق المال.

في هذا السياق، كانت خروجات رسومية مثل الرسوم الجمركية “المتبادلة” التي أعلن عنها ترامب مؤخرا تحدث ضغوطا كبيرة، مما أدى إلى تراجع مفاجئ في المؤشرات مثل مؤشر S&P 500 وداو جونز، والذي سجل خسائر وصلت إلى أكثر من 4,500 نقطة على مدى أربعة أيام تداول.

أضفى الرئيس دونالد ترامب مزيدًا من التقلبات على الأسواق من خلال تصريحات عدة، تضمن إعلان تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا لبعض الرسوم الجمركية، لكن مع الحفاظ على رسوم عالية على السلع الصينية – حيث أعلن عن معدل 145% للرسوم الجمركية على الواردات من الصين.

هذا التباين في السياسات دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم المخاطر، مما تسبب في انتعاش قصير الأمد في أسواق الأسهم يوم الأربعاء، تبعها تصحيح حاد في الأيام التالية، ومع ذلك، جاءت الأخبار الأخيرة بشأن تفاؤل الإدارة مع إمكانية التوصل لاتفاق تجاري مع الصين وأيضا تصريحات تفاؤلية من البيت الأبيض بشأن مستقبل المفاوضات، مما ساهم في ارتفاع السوق يوم الجمعة.

انتعاش مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية

شهدت جلسة الجمعة ارتفاعات كبيرة في مؤشرات الأسهم بعد أن خيم الهدوء على الأسواق:

  • مؤشر داو جونز الصناعي: ارتفع بمقدار 619.05 نقطة ليغلق عند 40,212.71 نقطة، مما يمثل قفزة نسبية بلغت 1.56%.

  • مؤشر S&P 500: ارتفع بنسبة 1.81% ليتداول عند 5,363.36 نقطة.

  • مؤشر ناسداك المركب: سجل ارتفاعا بنسبة 2.06% ليصل إلى 16,724.46 نقطة، محققا أكبر قفزة يومية منذ فترات معينة في التاريخ الحديث.

وقد ساهمت هذه المكاسب في إعادة الثقة إلى المستثمرين بعد أسبوع كان قد تخلله موجة بيع عنيفة أدت إلى تراجع الأسهم بشكل كبير. إذ أعاد الارتداد المفاجئ يوم الجمعة رفع معظم المؤشرات بعد أن كانت الأسواق قد شهدت تذبذبا شديدا خلال الأيام القليلة السابقة.

ذكرت تقارير أن الارتفاع في الأسواق جاء بعد تصريحات من البيت الأبيض تفيد بأن الرئيس ترامب يشعر بالتفاؤل من أن الصين ستسعى للتفاوض على صفقة تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، كما لعبت تصريحات مسؤولي البيت الأبيض دورا مهما في رفع معنويات المستثمرين؛ فقد أشارت بعض التقارير إلى أن المسؤولين كانوا متفائلين بأن المفاوضات قد تؤدي إلى تخفيف التوتر التجاري، حتى وإن كانت هناك بعض المخاوف المستمرة بشأن استمرار الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية.

تباطؤ المخاوف الاقتصادية

رغم التقلبات والأسبوع الذي سجله السوق، بدا أن بعض الضغوط الاقتصادية بدأت تخف مع تصاعد المؤشرات الاقتصادية. فقد شجعت بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية المستثمرين وأعادت بعض الاستقرار إلى السوق، مما ساهم في تحقيق الارتفاع الكبير يوم الجمعة. يُنظر إلى هذا الارتداد على أنه انعكاس لحالة شبية بالتعافي بعد أن كانت الأسواق تعاني من حالة من عدم اليقين تترتب عليها انخفاضات حادة.

وعلى الرغم من التخفيف المؤقت للرسوم الجمركية لبعض الدول، بقي النزاع التجاري قائمًا، خاصةً مع الصين، مما زاد من حدة التوتر في الأسواق. ونتيجة لذلك، فإن المستثمرين ظلوا متشككين بشأن الاستقرار على المدى الطويل. إلا أنه في ظل تلك الحالة، يُنظر إلى خطوة تعليق الرسوم الجمركية على أنها إشارة إلى أن الرئيس ترامب قد يكون مستعدًا لإعادة تقييم سياساته لجعل الوضع أكثر توازنًا، مما ساهم في رفع معنويات المستثمرين مؤقتًا.

شهدت جلسة الجمعة زيادة قياسية في حجم التداول، حيث تم تداول مليارات الأسهم خلال فترة قصيرة، مما يعكس تفاعل المستثمرين السريع مع التطورات الإخبارية. يُظهر هذا الحجم الضخم للتداول قدرة السوق على استيعاب التقلبات المفاجئة، مع بقاء الأثر الإيجابي للتصريحات والتغييرات المؤقتة قائمًا في ظل توقعات المستثمرين بمزيد من الاستقرار إذا ما تحسنت الظروف السياسية والتجارية.

التحديات على المدى القصير والبعيد

على الرغم من الارتفاع التاريخي الذي سجلته الأسواق يوم الجمعة، يحذر بعض المحللين من أن هذا الارتداد قد يكون مؤقتا. فقد أكد سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA Research، أن الحالة الحالية ليست ضمانا بأن يكون القاع قد تشكل بالفعل. فقد يشير الانتعاش الحالي إلى بداية مرحلة من الاستقرار المؤقت، لكنه لا يعني أن الاتجاه العام للسوق قد تحول إلى إيجابي بشكل دائم.

ويتوقع أن يظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أحد العوامل الرئيسية التي ستشكل ملامح الأسواق في الفترة المقبلة. فالرغم من أن بعض الدول الأوروبية قد أبدت استعدادها للتفاوض على صفقات تجارية، لا تزال مواقف الصين والولايات المتحدة تتسم بشدة التصعيد، مما قد يؤدي إلى تجدد المخاوف بشأن تأثير التوتر التجاري على النمو الاقتصادي العالمي.

وسيستمر المستثمرون بمراقبة البيانات الاقتصادية مثل تقارير التضخم ومؤشرات الإنفاق الاستهلاكي، التي ستساعد في تقييم مدى تأثير النزاع التجاري على الاقتصاد الأمريكي. كما سيكون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة مؤشرا هاما على المدى القصير، إذ يمكن أن تؤدي أي تغييرات في السياسات النقدية إلى تحولات كبيرة في معنويات المستثمرين وتحركات السوق.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى