أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

الذهب يحافظ على استقراره وسط طلب قوي من البنوك المركزية

حافظ الذهب على استقراره يوم الاثنين رغم ضغوط البيع التي مارسها بعض المستثمرين لتغطية خسائر في صفقات أخرى.

وسجل سعر الذهب الفوري انخفاضا طفيفا بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,029.04 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، بعد أن هبط في وقت سابق إلى 2,971.09 دولار.

بينما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.4% إلى 3,046.20 دولار للأوقية، ويأتي هذا الاستقرار في ظل تصاعد التوترات التجارية بعد إعلان الرئيس ترامب عن رسوم جمركية جديدة على الواردات، ورد الصين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 34% على السلع الأمريكية.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها

يتوقع المستثمرون أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة قبل الموعد المقرر، ربما بدءا من يونيو. قد يدعم خفض الفائدة الطلب على الذهب لأنه لا يدر عائدا مثل الفوائد المصرفية، فيصبح الذهب خيارا أكثر جاذبية كملاذ آمن.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، إن المخاطر المتزايدة للركود، وضعف الدولار، وانخفاض العائدات الحقيقية، وتوقعات خفض الفائدة ستدعم صعود الذهب عند استقرار الأوضاع.

طلب البنوك المركزية على الذهب

زاد الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وأضاف بنك الصين الشعبي الذهب إلى احتياطاته في مارس للشهر الخامس على التوالي.

ويساعد هذا الطلب المركزي في دعم أسعار الذهب على المدى المتوسط، ويعكس حرص البنوك على تنويع احتياطياتها بعيداً عن العملات.

وعدل بنك دويتشه بنك توقعاته لنهاية العام، حيث رفع سعر الذهب المتوقع إلى 3,350 دولار للأوقية، مؤكدا أن حالة التفاؤل بالذهب لا تزال قوية رغم التراجع الأخير.

أداء المعادن الأخرى

تراجعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.2% قبل أن تعاود الصعود وتحقق ارتفاعا أسبوعيا طفيفا، بلغ سعر الفضة 30.18 دولار للأوقية بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ سبعة أشهر.

أما البلاتين فهبط بنسبة 0.2% إلى 915.14 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 916.21 دولار للأوقية، وتأثرت هذه المعادن بالتقلبات العنيفة في أسواق الأسهم التي سجلت أسوأ أسبوع منذ 2020، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة.

مخاطر الركود على السلع الصناعية

يزيد احتمال حدوث ركود عالمي من ضغوط البيع على السلع الصناعية مثل الفضة، وتشكل الاستخدامات الصناعية نحو نصف الطلب العالمي على الفضة، خاصة في قطاعات الكهرباء والإلكترونيات والطاقة المتجددة.

وقال كريس فيكشيو، رئيس استراتيجيات العقود الآجلة في Tastylive.com، إن الفضة ليست ملاذا آمنا لأنها تعتمد بشكل أساسي على الطلب الصناعي، وأوضح أن أي تباطؤ في النشاط الاقتصادي سيؤثر على الطلب على الفضة بشكل أسرع من الذهب.

تحولات في سلوك المستثمرين

شهدت أسواق العقود الآجلة تدفقات كبيرة من الذهب والفضة إلى خزائن COMEX في نيويورك، حيث بحث المتعاملون عن الحماية من الرسوم الجمركية المحتملة.

لكن المعدنين معفيان من الرسوم الجديدة، مما أدى إلى تراجع الفارق السعري بين العقود الآجلة والذهب الفعلي، وقال هانسن إن ارتفاع تدفقات الفضة إلى الخزائن بنسبة 51% منذ بداية العام قد يشهد جزئيا تراجعا، مما قد يزيد من المعروض في سوق ضعيف الطلب حاليا.

فرص تكتيكية للمستثمرين

تجاوزت نسبة سعر الذهب إلى الفضة مستوى 100 للمرة الأولى منذ مايو 2020، مما يشير إلى فرص تكتيكية لشراء الفضة عند تراجعها.

وقال نعيم أسلم، الرئيس التنفيذي للاستثمار في Zaye Capital Markets، إن هذه النسبة العالية غالبا ما تعقبها موجة صعود قوية للفضة.

وأضاف أن تحسن الطلب الصناعي أو تراجع المخاوف التجارية قد يدفع الفضة إلى اللحاق بالذهب سريعا، خصوصا مع العجز المستمر في المعروض على المدى الطويل.

نظرة مستقبلية لأسعار الذهب

يظل الذهب مهيأ لمزيد من المكاسب إذا تأكدت توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتعمقت المخاوف من الركود، وفي المقابل تواجه الفضة تحديات أكبر بسبب اعتمادها على الطلب الصناعي وحساسية المستثمرين تجاه الرسوم الجمركية.

وينصب تركيز الأسواق حاليا على بيانات التضخم والتوظيف في الولايات المتحدة، إضافة إلى تطورات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وستحدد هذه العوامل مسار أسعار السلع الثمينة في الأشهر المقبلة، مع بقاء الذهب الخيار الآمن الأول للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى