انخفاض حاد في أسواق الأسهم الأمريكية وسط تفاقم التوتر التجاري
تعرضت أسواق الأسهم لضربات قوية لليوم الثاني على التوالي يوم الجمعة، حيث هبط مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 2,100 نقطة، أي بنسبة 5.5%، وهو أكبر انخفاض منذ يونيو 2020 خلال فترة الجائحة.
جاء هذا الانخفاض بعد تراجع مؤشر داو جونز يوم الخميس بمقدار 1,679 نقطة، مما رفع نسبة الهبوط الإجمالية عن أعلى مستوى إلى أكثر من 14%.
كما هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 5.8% يوم الجمعة بعد انخفاض بنسبة 4.84% يوم الخميس، ليصل إلى انخفاض إجمالي بنسبة 17% من أعلى مستوياته الأخيرة.
كما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 5.6% يوم الجمعة بعد انخفاض يقارب 6% يوم الخميس، وهو الآن منخفض بنسبة 22% مقارنة بسجلات ديسمبر، مما يشير إلى سوق هابطة وفق تعريف وول ستريت.
رد فعل الصين وتفاقم التوتر التجاري
أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة عن فرض تعرفة إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي.
وجاء هذا الإعلان مخيبا لآمال المستثمرين الذين كانوا يأملون في مفاوضات مع إدارة ترامب قبل اتخاذ خطوات انتقامية.
كما اتخذت الصين إجراءات إضافية، حيث أدرجت عدة شركات ضمن “قائمة الكيانات غير الموثوقة” وبدأت تحقيقات في شركة DuPont، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 12%.
وقاد قطاع التكنولوجيا الهبوط في الأسواق، حيث تراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 7%، مضيفة إلى خسارة أسبوعية بلغت 13%، فيما انخفضت أسهم نفيديا بنسبة 7%، وتراجعت أسهم تسلا بنسبة 10%. تعد هذه الشركات من بين الأكثر تعرضا لتأثير الرسوم الانتقامية الصينية بسبب ارتباطها الكبير بسلاسل الإنتاج والتجارة مع الصين.
وخارج قطاع التكنولوجيا، شهدت شركات مثل بوينج وكاتربيللر انخفاضات ملحوظة، حيث هبطت أسهم بوينج بنسبة 9% وكاتربيللر بنسبة 5%.
تداعيات على السندات ومؤشرات المخاطر
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاضا إلى أقل من 4% يوم الجمعة، مع ارتفاع ملحوظ في أسعار السندات نتيجة انتقال المستثمرين إلى الأصول الآمنة.
كما ارتفع مؤشر التقلب CBOE (VIX) إلى مستويات تجاوزت 40، وهو مستوى يشير إلى حالة خوف شديدة في الأسواق.
وظل الرئيس ترامب ثابتا على مواقفه بعد إعلان الرسوم الجمركية، مؤكدا على أن “سياساته لن تتغير أبدا”. في هذا السياق، صرح بعض المحللين مثل إميلي باورسووك هيل، الرئيس التنفيذي لشركة Bowersock Capital Partners، بأن “السوق الصاعدة انتهت، وقد دمرتها السياسات الذاتية التدمير”، معبرا عن مخاوفه بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
كما أشار جيه وودز، كبير الاستراتيجيين العالميين في Freedom Capital Markets، إلى أن المخاوف تتركز الآن على تصاعد الحرب التجارية إذا لم تتراجع الولايات المتحدة عن موقفها.
تحول في هيكل السوق وتأثيره على العظماء السبعة
أشار محللو Fidelity إلى احتمال حدوث تحول طويل الأجل من الأسهم العملاقة التكنولوجية نحو أسواق أخرى، مما قد يؤدي إلى تبعات أعمق من مجرد تساؤلات حول النمو الاقتصادي.
وشهدت مجموعة العظماء السبعة، التي تشمل أكبر شركات التكنولوجيا، خسائر جماعية تجاوزت تريليون دولار في القيمة السوقية خلال جلسة التداول الأخيرة، واستمرت في الهبوط خلال يوم الجمعة.
أداء صناديق أشباه الموصلات
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في قطاع أشباه الموصلات تراجعا كبيرا. توجّه صندوق iShares Semiconductor ETF (SOXX) نحو أسوأ أسبوع له منذ عام 2001، حيث انخفض بنسبة تزيد عن 16% خلال الأسبوع، مع هبوط يقارب 7% يوم الجمعة.
كما انخفض صندوق VanEck Semiconductor ETF (SMH) بنسبة أكثر من 6% يوم الجمعة، مما أدى إلى انخفاض أسبوعي يتجاوز 14%، وهو أسوأ أداء له منذ مارس 2020. وقد سجل كلا الصندوقين أدنى مستويات لم يشهدها السوق منذ أكثر من عام.
اقرأ أيضا…
- تراجع الأسهم الأمريكية بشكل حاد بعد إعلان الرسوم الجمركية الجديدة
- الأسهم الأمريكية تسجل مكاسب طفيفة مع بداية ربع جديد
- انخفاض الأسهم الأمريكية وسط رسوم جمركية جديدة على السيارات
