انخفاض مؤشر الدولار اليوم

شهد مؤشر الدولار (DXY) انخفاضًا حادًا اليوم بنسبة -2.19%، حيث سجل أدنى مستوى له خلال ستة أشهر. ينخفض الدولار بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسات التجارية الجديدة التي أعلنها الرئيس ترامب.
ويعتقد أن الرسوم المتبادلة الجديدة قد تؤدي إلى نشوب حرب تجارية تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي وتدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.
أسباب الهبوط في قيمة الدولار
تعود أسباب تراجع الدولار إلى عدة عوامل. أولا، أثارت الرسوم الجمركية الجديدة المخاوف من حرب تجارية تؤدي إلى اضطراب الأسواق العالمية، ويتوقع المستثمرون أن هذه الرسوم ستعطل سلاسل الإمداد وتزيد من تكاليف المنتجات المستوردة.
ثانيا، يشهد عائد سند العشر سنوات انخفاضا إلى أدنى مستوى له منذ 5.5 شهرا، مما يؤدي إلى تضاؤل الفارق بين أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والدول الأخرى.
ثالثا، قد تتعرض ثقة المستثمرين في الدولار للخطر إذا أدت الرسوم الجمركية إلى تصفية الأصول الأمريكية بكميات كبيرة، وأخيرا، تراجع مؤشر خدمات ISM الشهري في مارس إلى أدنى مستوى له خلال تسعة أشهر، مما زاد من المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي.
وارتفعت أسعار السندات الحكومية بحثا عن الأمان بين المستثمرين. انخفض عائد سند العشر سنوات الأمريكي بنسبة 0.17 نقطة مئوية ليصل إلى 4.02%، مما يعكس زيادة الطلب على الديون الأمريكية في ظل حالة عدم اليقين.
هذا الانخفاض يشير إلى تحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية. تستفيد الأسواق من هذه التحركات حيث يسعى المستثمرون إلى الحفاظ على رأس المال في بيئة يشوبها القلق الاقتصادي.
بيانات سوق العمل الأمريكي
أظهرت بيانات سوق العمل بعض الإشارات المتباينة، حيث انخفض عدد مطالبات البطالة الأولية الأسبوعية بمقدار 6,000 مطالبة ليصل إلى أدنى مستوى خلال سبعة أسابيع، ليبلغ الرقم 219,000 مطالبة.
هذا الانخفاض يدل على قوة سوق العمل بالمقارنة مع التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة الرقم إلى 225,000 مطالبة، بالمقابل، ارتفعت مطالبات البطالة المستمرة بمقدار 56,000 مطالبة لتصل إلى 1.903 مليون مطالبة، وهو رقم يُعد أعلى بمقدار 3 سنوات و4 أشهر من التوقعات التي كانت تشير إلى 1.870 مليون مطالبة. تُظهر هذه الأرقام أن صعوبة إيجاد عمل لمن فقدوه ما زال تشكل تحديًا في سوق العمل.
توقعات السياسات النقدية والبيانات الاقتصادية
يتطلع المستثمرون إلى بيانات اقتصادية هامة خلال الأيام القادمة، ومن المتوقع أن تسجل الوظائف غير الزراعية زيادة بمقدار 138,000 وظيفة في مارس، فيما يتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.1%.
كما تشير التوقعات إلى أن متوسط الأجر بالساعة سيزداد بنسبة 0.3% شهريًا وبنسبة 4.0% سنويًا، دون تغيير ملحوظ عن بيانات فبراير.
ومن المقرر أن يتحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، باول، في مؤتمر خاص بمجتمع تحرير وتحرير الأعمال، حيث سيتناول التوقعات الاقتصادية، في الوقت ذاته يقوم المتداولون بتسعير احتمال خفض سعر الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة المقرر عقده تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي.
وتسبب الرسوم الجمركية الجديدة في إثارة مخاوف واسعة بين المستثمرين بشأن مستقبل التجارة العالمية، ويؤمن البعض أن هذه الرسوم ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وتزيد من حالة عدم اليقين المالي.
ويتوقع محللون أن تنعكس هذه السياسات سلبًا على الأداء الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، مما يدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ إجراءات نقدية تدعم الاقتصاد. في ظل هذه الظروف، يتجه المستثمرون إلى البحث عن الأصول الآمنة كوسيلة لحماية استثماراتهم من التقلبات المتزايدة.
آراء الخبراء وتوقعات السوق
صرح مارك هايفيل، المسؤول التنفيذي للاستثمارات في UBS Global Wealth Management، بأن الصدمة الناتجة عن الرسوم الجمركية وحالة عدم اليقين المرتبطة بها قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي ملحوظ في المدى القريب.
وتوقع هايفيل أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 ليقترب من 1% أو أقل، كما يتوقع أن يقوم المتداولون بتسعير ثلاثة إلى أربعة خفضات سعر فائدة بمقدار ربع نقطة أساس حتى نهاية عام 2025، وهو ارتفاع من توقعات اليوم السابق التي كانت تشير إلى ثلاثة خفضات.
ويؤكد هذا التوجه أن الأسواق تتكيف مع بيئة اقتصادية غير مستقرة، حيث يعتمد المستثمرون استراتيجيات تحوطية للتعامل مع التحديات المتوقعة.
مستقبل الدولار في ظل التغيرات الاقتصادية
يواجه الدولار تحديات كبيرة مع استمرار تطبيق السياسات التجارية الجديدة والتقلبات في مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، ومع انخفاض عوائد السندات الحكومية وبيانات سوق العمل المختلطة، قد يواجه الدولار ضغوطًا إضافية في المستقبل.
وسيظل المستثمرون يراقبون عن كثب أي تطورات اقتصادية أو سياسية قد تؤثر على قيمة الدولار، وخاصة في ظل التوقعات بتغيرات في السياسات النقدية.
ومن المهم متابعة تصريحات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية القادمة للحصول على صورة أوضح عن مستقبل الدولار والاقتصاد الأمريكي.
خلاصة الوضع الاقتصادي الراهن
في المجمل، يشهد الدولار انخفاضا حادا بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية. تراجع مؤشر الدولار وانخفاض عوائد السندات وتباين بيانات سوق العمل والعجز التجاري يشير إلى بيئة مالية متقلبة تتطلب اهتمامًا دقيقًا من قبل المستثمرين.
وتبقى المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي هي العامل الأساسي الذي يدفع الأسواق إلى البحث عن ملاذات آمنة.
ويتوقع الخبراء أن تستمر هذه الحالة في التأثير على سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى المزيد من خفض أسعار الفائدة في المستقبل. تبقى الأسواق في حالة ترقب دائم لأي تغييرات قد تطرأ على السياسات الاقتصادية والتجارية، مما يجعل من الضروري متابعة أحدث البيانات والتصريحات الرسمية لتحديد الاتجاه المستقبلي للاقتصاد الأمريكي والدولار.
اقرأ أيضا…