أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تستقر بعد تسجيل مستوى قياسي جديد

استقرت أسعار الذهب يوم الخميس بعد ارتفاع قوي دفعها إلى مستوى قياسي جديد. جاء هذا الصعود عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية واسعة، مما دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن.

وقد شهدت الأسواق موجة من الترقب والقلق، حيث عززت هذه القرارات الاتجاه نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي واصل مكاسبه خلال الفترة الأخيرة.

الأسعار الحالية وأداء العقود الآجلة

بلغ سعر الذهب الفوري 3,130.21 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، وذلك بعد عمليات جني أرباح عقب وصوله إلى ذروة تاريخية بلغت 3,167.57 دولار في وقت سابق من الجلسة.

في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% إلى 3,154.10 دولار، وسط حذر المستثمرين وترقبهم لأي تطورات جديدة قد تؤثر على الأسواق المالية العالمية.

العوامل الداعمة لصعود الذهب

واصل الذهب مكاسبه من العام الماضي، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 19% منذ بداية عام 2025، وقد دعمت هذه الزيادة مجموعة من العوامل الرئيسية التي عززت الطلب على الذهب.

أولا، المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة دفعت المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق.

ثانيا، عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية لعبت دورا رئيسيا في دفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة، حيث كثفت العديد من الدول مشترياتها من الذهب لتعزيز احتياطاتها النقدية.

ثالثا، شهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب تدفقات استثمارية كبيرة، مما زاد من دعم الأسعار وأكد ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق

قال المحلل المستقل روس نورمان إن التوتر الناجم عن الرسوم الجمركية خلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية، مما عزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا.

وأوضح أن تحديد نقطة الذروة للذهب أصبح أمرا صعبا في ظل تسجيله مستويات قياسية متتالية، لكنه أكد أن الزخم الصعودي لا يزال قويا.

وأشار إلى أن أي انخفاض في الأسعار يتم شراؤه على الفور، مما يعكس استمرار التفاؤل بين المستثمرين بشأن الذهب.

هذا الاتجاه يعكس ثقة كبيرة في استمرار ارتفاع المعدن خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية غير المستقرة.

قرارات ترامب وتأثيرها على الأسواق

أعلن ترامب يوم الأربعاء عن فرض رسوم بنسبة 10% على معظم السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، مع زيادات كبيرة على سلع أخرى تشمل منتجات من شركاء تجاريين وحلفاء.

وقد أثار هذا القرار اضطرابا في الأسواق العالمية، حيث تزايدت المخاوف من تأثير هذه الرسوم على النمو الاقتصادي العالمي.

والمستثمرون يخشون من أن تؤدي هذه السياسات إلى تباطؤ اقتصادي وزيادة في معدلات التضخم، مما يدفعهم إلى البحث عن الأصول الآمنة مثل الذهب. هذه المخاوف دفعت الأسواق المالية إلى تسجيل تراجعات ملحوظة، في حين استمر الذهب في تحقيق مكاسب، مستفيدا من حالة عدم اليقين السائدة.

توقعات أسعار الذهب في الأشهر المقبلة

أشار محللون في بنك ANZ إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب والتدفقات الاستثمارية الاستراتيجية ستدفع الأسعار نحو 3,200 دولار خلال الأشهر الستة المقبلة.

ويعتقد الخبراء أن استمرار الإقبال على الذهب من قبل المستثمرين وصناديق الاستثمار سيؤدي إلى مزيد من الارتفاعات.

ومع استمرار حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، من المرجح أن يظل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن يحميهم من تقلبات الأسواق.

السلع غير المشمولة بالرسوم الجمركية

على الرغم من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، فإن بعض السلع لم تشملها هذه القرارات، ومن بينها الذهب، حيث أكدت وثيقة صادرة عن البيت الأبيض أن بعض المعادن والسلع الأخرى لن تخضع لهذه الرسوم.

وشملت القائمة النحاس والطاقة وبعض المعادن النادرة التي لا تتوفر بكميات كافية داخل الولايات المتحدة. هذا الاستثناء منح بعض الارتياح للأسواق، لكنه لم يكن كافيا لتهدئة المخاوف من التداعيات المحتملة للرسوم الجمركية الجديدة.

في الوقت نفسه، شهدت مخزونات الذهب في مستودعات COMEX بالولايات المتحدة ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الأخيرة، حيث سارع المستثمرون إلى تخزين الذهب تحسبا لأي تغيرات قد تؤثر على الإمدادات.

أداء المعادن الأخرى في الأسواق

إلى جانب الذهب، سجلت المعادن الأخرى تحركات مختلفة في الأسواق. تراجع سعر الفضة الفورية بنسبة 2.7% ليصل إلى 33.12 دولار، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع.

كما انخفض البلاتين بنسبة 1.5% ليصل إلى 969.25 دولار، بينما فقد البلاديوم 1% من قيمته ليصل إلى 960.25 دولار. ويرجع هذا التراجع إلى عمليات جني الأرباح بعد موجة الصعود الأخيرة، إضافة إلى حالة الترقب في الأسواق بشأن تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على الاقتصاد العالمي.

مستقبل الأسواق في ظل التغيرات الاقتصادية

يترقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة مزيدا من التطورات الاقتصادية التي قد تؤثر على أسعار الذهب والمعادن الأخرى، ومع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، من المتوقع أن تظل الأسواق متقلبة.

وإذا استمرت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، فقد نشهد مزيدًا من التدفقات الاستثمارية نحو الذهب كملاذ آمن، مما قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة.

في المقابل، إذا حدثت انفراجات في الأوضاع الاقتصادية أو تم التوصل إلى حلول للملفات التجارية العالقة، فقد تتراجع حدة الإقبال على الذهب، مما يؤدي إلى استقرار الأسعار أو انخفاضها بشكل طفيف.

في المجمل، تبقى العوامل الداعمة لصعود الذهب قائمة، سواء من حيث الطلب القوي من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار، أو من حيث حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

لذلك، سيظل الذهب محط أنظار الأسواق خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الترقب لأي تطورات قد تؤثر على مساره.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى