أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع أسعار الذهب عند مستويات قياسية في ظل انتظار تفاصيل تعريفات ترامب

شهدت أسعار الذهب استمرار الدعم في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مع بقاء الذهب عند مستويات قريبة من أعلى قيمة تاريخية له.

وجاء هذا الارتفاع بعد تسجيل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق في الجلسة السابقة، حيث ارتفع إلى حوالي 3,148.88 دولار للأونصة.

ويمثل الذهب ملاذا آمنا في ظل المخاوف الناتجة عن السياسات التجارية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب، والذي يروج ليوم 2 أبريل كيوم “التحرر” في سياق توقع تطبيق تعريفات جمركية شاملة على عدة دول.

أداء الذهب وأسباب الدعم

استمر الذهب في الارتفاع يوم الأربعاء، حيث سجل الذهب الفوري زيادة بنسبة 0.6% ليستقر عند 3,128.41 دولار للأونصة وقت نشر هذا المقال.

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,159.10 دولارًا للأونصة.

وتأتي هذه الارتفاعات مدعومة بارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة من عدم اليقين الناجمة عن التوترات الاقتصادية والجيوسياسية.

وقد صارت أسعار الذهب اليوم أعلى بأكثر من 400 دولار عن مستوياتها قبل تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير، مما يعكس قوة الثقة المتزايدة لدى المستثمرين في هذا الأصل الحيوي.

تأثير السياسات التجارية على الطلب

على مدى الأسابيع الماضية، كان ترامب يروج لفكرة “يوم التحرر” في 2 أبريل، ومن المتوقع أن يعلن عن تعريفات جمركية جديدة شاملة على مجموعة واسعة من الواردات خلال حدث يقام في حديقة الورود بالبيت الأبيض مساء يوم الثلاثاء.

ويعتقد أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات التضخم، مما يزيد من حدة عدم اليقين ويحفز المستثمرين على اللجوء إلى الذهب.

وقد علق محلل السلع في بنك ANZ، سوني كوماري، قائلا: “يستمد الذهب الآن كل دعمه من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية؛ فإذا كانت الرسوم الجمركية التبادلية التي يفرضها ترامب لن تكون لطيفة بل ستكون قاسية، فإن أسعار الذهب سترتفع مرة أخرى.”

البيانات الاقتصادية وتوقعات السياسات النقدية

تترقب الأسواق اليوم صدور بيانات اقتصادية مهمة؛ إذ سينتظر المستثمرون تقرير الوظائف ADP الذي سيصدر لاحقا خلال اليوم وتقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر يوم الجمعة.

وتأتي هذه البيانات لتوفر إشارات حول مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي يحتفظ بأسعار الفائدة دون تغيير في الآونة الأخيرة لكنه قد يخفضها إذا ما استمرت الضغوط التضخمية.

وقد أشارت تحليلات بعض المؤسسات مثل BMI إلى أن الذهب سيظل من الأصول المتفوقة ضمن مجموعة المعادن الثمينة، إلا إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع.

التوقعات والتحليل الفني

يواصل المحللون مراقبة مستويات المقاومة والدعم في سوق الذهب؛ إذ يتوقع أن يختبر الذهب مستويات جديدة بين 3,200 و3,250 دولار للأونصة على المدى القريب إذا استمر الدعم الناجم عن السياسات التجارية الضاغطة والمخاوف التضخمية.

وعلى الصعيد الفني، تظهر مؤشرات السوق أن الطلب على الذهب لا يزال قويا، رغم أن بعض المحللين يشيرون إلى احتمال حدوث تصحيح فني قصير الأجل بسبب ارتفاع مستويات الشراء المفرط.

ومع ذلك، فإن الطلب العالمي على الذهب لا يزال مدعومًا بارتفاع الاستثمارات المؤسسية والبنوك المركزية التي تواصل شراء هذا الأصل كجزء من تنويع محافظها المالية.

التدفقات المؤسسية والطلب العالمي

شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات جديدة ملحوظة، مما يعكس إعادة ثقة المستثمرين في الذهب كأصل آمن.

وتظهر البيانات أن المستثمرين ينظرون إلى الذهب كوسيلة للحماية من تأثير التقلبات الاقتصادية والتوترات السياسية التي يشهدها العالم، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية وتوترات التجارة العالمية.

وفي هذا السياق، يعزى ارتفاع أسعار الذهب أيضا إلى الدعم القوي من قبل البنوك المركزية، خاصة في آسيا وأوروبا، حيث تعتبر الاستثمارات في الذهب جزءا من استراتيجية التنويع للتحوط ضد المخاطر.

في النهاية يستمر الذهب في الحفاظ على مكانته كملاذ آمن في ظل حالة من عدم اليقين المتزايد بسبب السياسات التجارية وتعريفات ترامب المحتملة.

ومع بقاء الذهب عند مستويات قياسية تجاوزت 3,100 دولار للأونصة، يبقى المستثمرون متيقظين للتطورات الاقتصادية القادمة، سواءً من خلال البيانات الاقتصادية مثل تقرير الوظائف والإنفاق الشخصي أو التصريحات الرسمية بشأن سياسات التعريفات الجمركية.

وبينما تساهم الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية في دعم الطلب على الذهب، يُتوقع أن يستمر هذا الدعم في دفع الأسعار إلى مستويات أعلى، خاصة إذا ما تواصلت تدفقات الاستثمار المؤسسي والبنوك المركزية في شراء الذهب كجزء من استراتيجيات التحوط والتنويع.

وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل الذهب خيارا استراتيجيا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أصولهم في مواجهة تحديات النمو الاقتصادي والتوترات السياسية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى