أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

الأسهم الأمريكية تسجل مكاسب طفيفة مع بداية ربع جديد

شهد سوق الأسهم الأمريكية تحركات متذبذبة خلال يوم الثلاثاء، حيث تمكن مؤشر S&P 500 من استعادة بعض الخسائر السابقة ليغلق الجلسة بمكاسب طفيفة، وذلك في ظل حالة من الترقب وعدم اليقين تتعلق بسياسات التعريفات الجمركية التي يتوقع أن يعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.

وجاءت هذه المكاسب في وقتٍ تشهد فيه الأسواق تقلبات ملحوظة، إذ تأثرت مؤشرات الأسهم ببيانات اقتصادية مخيبة للآمال وبعض التقارير التي أشارت إلى تراجع النشاط الصناعي والاقتصادي.

أداء المؤشرات خلال الجلسة

شهد مؤشر S&P 500 انتعاشا طفيفا حيث أضاف 0.38% لينهي اليوم عند 5,633.07 نقطة، وذلك بعد سلسلة من التقلبات التي شهدها خلال الجلسة.

ورغم أن المؤشر سجل ارتفاعا بنسبة 0.7% في إحدى مراحل التداول، إلا أنه تراجع لاحقا ليصل إلى مستويات منخفضة تقارب انخفاضا بنسبة 1% عن أعلى مستوى.

وفي المقابل، شهد مؤشر ناسداك المركب ارتفاعا بنسبة 0.87% ليغلق عند 17,449.89 نقطة، بينما سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضا ضئيلا بلغ 11.80 نقطة، أو ما يعادل 0.03%، ليتداول عند 41,989.96 نقطة.

تأتي هذه التحركات بعد تقلبات كبيرة خلال الأيام الماضية، إذ تراجع مؤشر S&P 500 إلى أدنى مستوى له خلال ستة أشهر قبل أن يبدأ في التعافي.

وقد عكست هذه التقلبات حالة عدم اليقين التي تسيطر على السوق بسبب تأثير سياسات التعريفات الجمركية المتوقعة على الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى الضغوط الناتجة عن بعض البيانات الاقتصادية المخيبة للتوقعات.

أداء القطاعات والأسهم الفردية

كان لقطاع السلع الاستهلاكية غير الضرورية دور بارز في دعم انتعاش السوق خلال الجلسة، حيث سجلت شركات مثل تسلا ارتفاعا بنسبة 3.6%، فيما أضافت شركة نايك مكاسب بنسبة 2%.

وقد ساهم هذا الأداء في تعزيز معنويات المستثمرين الذين بدأوا في تحويل بعض رؤوس أموالهم نحو القطاعات الدفاعية والسلع الاستهلاكية في ظل المخاوف من استمرار الضغوط التجارية.

وتأتي هذه التحركات في وقت تأثر فيه قطاع التكنولوجيا بشكل ملحوظ، حيث شهدت أسهم بعض الشركات التكنولوجية الرئيسية تقلبات شديدة نتيجة لتراجع الأمل في استمرار الارتفاع الذي شهدته في العام الماضي بدعم من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

البيانات الاقتصادية وتأثيرها على السوق

في يوم الثلاثاء، كانت هناك بيانات اقتصادية مثيرة للجدل أثرت على توقعات المستثمرين.

فقد جاءت بيانات معهد إدارة التوريدات (ISM) الخاصة بقطاع التصنيع في منطقة الولايات المتحدة في منطقة الانكماش، مما أثار مخاوف من تباطؤ النشاط الصناعي.

كما أظهرت بيانات فرص العمل التي أصدرتها إدارة مكتب إحصاءات العمل الأمريكية تراجعا بسيطا في فرص العمل، مما يشير إلى حالة من التباطؤ التدريجي في سوق العمل.

وتعكس هذه البيانات حالة من عدم اليقين حول النمو الاقتصادي المستقبلي، خاصةً في ظل التوترات التجارية الناجمة عن السياسات الجمركية.

وبينما كانت هذه البيانات تثير بعض القلق بين المستثمرين، فإنها جاءت في إطار سياق اقتصادي متباين، حيث أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع معدل نمو مراجعا بمقدار 2.4%، وهو رقم يفوق توقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون ثبات الرقم عند 2.3%.

ومع ذلك، تم تعديل بيانات الإنفاق الشخصي للربع الرابع إلى زيادة بنسبة 4.0% بدلاً من 4.2%، مما يعكس تباطؤا طفيفا في الإنفاق الاستهلاكي.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت بيانات مبيعات المنازل المعلقة في فبراير زيادة بنسبة 2.0% على أساس شهري، وهو أداء يفوق التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 1.0%.

تأثير التعريفات الجمركية على السوق

يظل تأثير السياسات التجارية أحد أبرز العوامل المؤثرة في اتجاه الأسواق المالية. ففي ظل إعلان الرئيس ترامب عن نية تطبيق تعريفات جديدة على واردات السيارات من الخارج، بدأ المستثمرون في إعادة تقييم مواقفهم.

فقد أكد ترامب أن التعريفات التبادلية القادمة ستشمل “جميع الدول” دون استثناءات، مما زاد من حالة عدم اليقين حول تأثير هذه السياسات على النمو الاقتصادي.

وأفادت تقارير من مصادر موثوقة بأن الإدارة الأمريكية تفكر في اتخاذ خطوات أكثر حزمًا بشأن تطبيق هذه الرسوم الجمركية، ما دفع بعض المستثمرين إلى المخاوف من احتمال حدوث تصحيح مفاجئ في الأسواق.

وأوضح مارك تشاندلر، استراتيجي السوق في شركة Bannockburn Global Forex، أن “عدم اليقين والتغطية السرية للتفاصيل تجعل الأسواق في حالة من الترقب، مما يؤدي إلى بيع المستثمرين وانتظار توضيحات إضافية قبل اتخاذ قرارات كبيرة.”

وبحسب تشاندلر، فإن إعلان التعريفات الجمركية في 2 أبريل سيخلق حالة من التقلبات، لكن عدم اليقين بشأن طبيعة هذه التعريفات قد يُبقي السوق في حالة تماسك مؤقت.

ختاما بينما تسعى إدارة ترامب لتطبيق تعريفات جديدة قد تؤثر على النمو الاقتصادي، يتوقع أن يستمر السوق في تقييم المخاطر والتقلبات بناء على النتائج القادمة.

وبينما يعكس هذا الوضع حالة من التردد بين المستثمرين، فإن التوازن بين العوامل الاقتصادية السلبية والإيجابية سيظل العامل الحاسم في تحديد اتجاه الأسهم الأمريكية في الأشهر القادمة، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى