أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

استمرار استقرار الدولار بعد بيانات التضخم

شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) استقرارًا يوم الجمعة عند مستوى 104.3، وسط حالة من الترقب والتذبذب في الأسواق المالية بسبب توقعات بتطبيق تعريفات جمركية جديدة قد تُفرض من قبل الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل.

وتأتي هذه التطورات في ظل تحديات اقتصادية متزايدة، حيث تشير بيانات مؤشر الإنفاق الشخصي (PCE) إلى تصاعد الضغوط التضخمية، فيما تراجع نمو الإنفاق الشخصي قليلا عن التوقعات.

ويعكس هذا الوضع حالة عدم يقين سائدة بين المستثمرين الذين يترقبون تأثير هذه السياسات على مستقبل الاقتصاد الأمريكي.

تأثير بيانات التضخم والنفقات على معنويات السوق

أظهرت بيانات مؤشر الإنفاق الشخصي (PCE) أن الأسعار الأساسية ارتفعت بنسبة 0.4% في الفترة الأخيرة، وهو رقم تجاوز توقعات المحللين الذين توقعوا زيادة بنسبة 0.3%.

ويعتبر مؤشر PCE المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمراقبة التضخم، إذ يتميز بقدرته على تعديل التغيرات في سلوك المستهلكين بشكل أفضل من مؤشر أسعار المستهلكين التقليدي.

وعلى الجانب الآخر، شهد الإنفاق الشخصي نموًا طفيفًا لكنه أقل مما كان متوقعًا، مما قد يشير إلى تراجع بسيط في ثقة المستهلكين في ظل المخاوف التجارية والسياسية الحالية.

تأثير السياسات التجارية وتعريفات ترامب

تعد السياسات الجمركية المتوقعة من قبل إدارة ترامب أحد أبرز العوامل التي أثرت في معنويات السوق. فقد أعلن ترامب يوم الأربعاء عن فرض تعريفات بنسبة 25% على واردات السيارات والشاحنات الخفيفة، وهو ما أضاف بعدا من عدم اليقين حول مستقبل التجارة الأمريكية والعلاقات الاقتصادية الدولية.

وعلى الرغم من أن بعض المتداولين أبدوا تفاؤلا بأن تكون هذه الرسوم أقل شدة مما كان يخشى، إلا أن حالة عدم اليقين لا تزال تؤثر سلبا على توقعات النمو الاقتصادي، مما دفع المستثمرين إلى تفضيل الدولار كأصل آمن.

أكد محلل السوق مارك تشاندلر، رئيس الاستراتيجيين في Bannockburn Global Forex، أن كلمة “عدم اليقين” أصبحت السائدة في تصاريح المستثمرين والمحادثات الرسمية مع صانعي السياسات.

وأضاف تشاندلر: “ما نعرفه بالتأكيد هو أنه في 2 أبريل سنشهد إعلان تعريفات جمركية تبادلية، لكننا لا نعرف بالضبط ما يعني ذلك على أرض الواقع، مما يدفع السوق إلى محاولة التماسك والتوازن.”

تأثير بيانات السوق الأمريكية وتوقعات الفيدرالي

بالإضافة إلى تأثير التعريفات الجمركية، أثرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في اتجاه الدولار. فقد جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بزيادة طفيفة مراجعة إلى 2.4%، فيما تم تعديل بيانات الإنفاق الشخصي إلى 4.0%، مما يدل على تحسن طفيف في بعض المؤشرات رغم تراجع توقعات النمو في بعض الجوانب.

كما سجلت بيانات مبيعات المنازل المعلقة نموا بنسبة 2.0% على أساس شهري، مما يعزز من التوقعات بتحسن النشاط الاقتصادي في بعض القطاعات.

على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، ظل تأثير الرسوم الجمركية والتوترات التجارية عاملا سلبيا للطلب على الدولار، حيث تأثر الدولار بقوة بمستويات العرض والطلب الدولية.

ورغم أن مؤشر الدولار ارتفع بشكل طفيف خلال الأسبوع بمعدل 0.2%، إلا أنه لا يزال يعاني من تراجع شهري بحوالي 3% نتيجة للمخاوف المتزايدة بشأن تأثير سياسات ترامب على النمو الاقتصادي.

تحركات العملات الأجنبية وأسواق السلع

على صعيد العملات، شهد زوج اليورو دولار ارتفاعا بنسبة 0.23% بعد انتعاش طفيف، حيث عاد اليورو للتعافي من أدنى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع.

كما سجل الين الياباني ارتفاعا بنسبة 0.22%، على خلفية ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى مستويات مرتفعة تقدر بـ4.315%، ما زاد من قوة الدولار ضد بعض العملات الآسيوية.

أما في سوق المعادن الثمينة، فقد شهد الذهب ارتفاعا بنسبة 1.12%، إذ سجل عقد الذهب الآجل لشهر أبريل سعرا قياسيا بلغ 3,061.80 دولارًا للأونصة. واستفاد السوق من انخفاض قوة الدولار وزيادة الطلب الآمن على الأصول المالية، خاصة بعد توسيع تعريفات ترامب على واردات السيارات، والتي أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق.

ختاما يبقى الدولار الأمريكي في حالة تذبذب مع استمرار الضغوط الناتجة عن التعريفات الجمركية والسياسات التجارية غير الواضحة، في ظل بيانات اقتصادية مختلطة تعكس حالة من عدم اليقين حول مستقبل النمو والتضخم في الولايات المتحدة.

وتظل تأثيرات هذه العوامل حاسمة في تحديد توجهات الأسواق المالية، إذ أن بيانات الإنفاق الشخصي والتضخم والناتج المحلي الإجمالي تلعب دورا مهما في صياغة توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياساته النقدية المستقبلية.

وبينما يستمر المستثمرون في مراقبة هذه البيانات والانتظار لمعرفة تأثير التعريفات الجمركية الجديدة، يبقى التركيز منصبا على مدى تأثير هذه العوامل على الطلب على الدولار وعلى سعر الذهب، مما سيحدد اتجاهات السوق العالمية في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى