أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تراجع الإمدادات وتذبذب السياسات التجارية

شهدت أسعار النفط ارتفاعا طفيفا يوم الأربعاء، حيث اقتربت العقود الآجلة من بلوغ أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أسابيع، وذلك بسبب تزايد المخاوف من تشديد العرض العالمي نتيجة لتعريفات أمريكية جديدة واستمرار الضغوط في الأسواق الناجمة عن تراجع مخزونات النفط الأمريكية.

ويأتي هذا الارتفاع في وقت تتداخل فيه عوامل عدة تشمل السياسات التجارية الأميركية والتوترات الجيوسياسية بالإضافة إلى التقلبات الفنية في الأسواق، فيما شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية انخفاضات نتيجة لهذه التطورات.

تأثير تعريفات النفط الفنزويلي على العرض

تأتي هذه الارتفاعات نتيجة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدول التي تستورد النفط من فنزويلا.

وتعد فنزويلا المصدر الرئيسي للنفط بالنسبة لبعض الدول، ولا سيما الصين التي تعتبر أكبر مشترٍ للنفط الفنزويلي، وقد أدت هذه التهديدات إلى توقف تجارة النفط الفنزويلي إلى الصين في يوم الثلاثاء، مما خلق حالة من عدم اليقين حول تدفق النفط من العاصمة الكاريبية.

وفي هذا السياق، يعكس ارتفاع الأسعار توقعات بأن التوتر في تجارة النفط الفنزويلي سيسهم في تشديد العرض على المستوى العالمي، مما يدعم أسعار النفط حتى مع استمرار بعض الضغوط الناتجة عن زيادة الإنتاج في بعض الأسواق.

تأثير العقوبات الأميركية على صادرات إيران

في سياق متصل، قامت الولايات المتحدة مؤخرا بفرض جولة جديدة من العقوبات على صادرات النفط الإيراني، مستهدفة كيانات ومصفاة مستقلة في الصين، بالإضافة إلى السفن المشاركة في توريد النفط.

وأدت هذه العقوبات إلى زيادة الضغوط على العرض العالمي، حيث يتوقع المحللون أن تخفض صادرات إيران بشكل ملحوظ، مما يعزز من دعم أسعار النفط في ظل تراجع الإمدادات من المصدر الإيراني الحيوي.

بيانات المخزونات الأمريكية وأثرها

دعما للتوقعات بتشديد العرض، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 4.6 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو انخفاض يفوق توقعات المحللين التي كانت تشير إلى تراجع بمقدار مليون برميل فقط.

ويعد هذا الانخفاض إشارة إلى ارتفاع الطلب على المنتجات النفطية في أكبر اقتصاد عالمي، مما يسهم في تقليل المخزونات ويدعم الأسعار على المدى القصير، وتعد بيانات المخزونات مؤشرًا مهمًا على توازن العرض والطلب، إذ يظهر انخفاض المخزونات أن السوق قد يصبح أكثر شحا إذا استمر هذا الاتجاه.

التوترات الدولية والاتفاقيات الدبلوماسية

على الجانب الدبلوماسي، ساهمت الجهود المبذولة من قبل الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاقيات لوقف الهجمات البحرية والعدائية على منشآت الطاقة بين أوكرانيا وروسيا في تهدئة بعض المخاوف المتعلقة بالعرض.

فقد وصلت جهود الولايات المتحدة إلى اتفاقيات محدودة مع كييف وموسكو تهدف إلى تخفيف بعض الضغوط على إمدادات النفط العالمية، رغم أن كلا الجانبين عبرا عن شكوكهما في التزام الطرف الآخر بتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل.

ويظهر ذلك أن حالة عدم اليقين مستمرة، ولكنها قد تؤدي إلى بعض الاستقرار المؤقت في السوق إذا ما أدت الاتفاقيات إلى تخفيف العقوبات أو إعادة تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.

التحديات المستقبلية وتوقعات السوق

رغم الارتفاع الطفيف الذي سجله النفط يوم الأربعاء، يبقى السوق متذبذبا في ظل توقعات بأن يكون النمو الاقتصادي العالمي ضعيفا بسبب تأثير التعريفات والعقوبات على النشاط الاقتصادي.

كما يتوقع بعض المحللين أن تتأثر الأسعار بتعديلات إضافية في الإنتاج من قبل مجموعة أوبك+، التي تسعى لتعديل مستويات الإنتاج لتغطية الفائض الذي تحقق خلال الفترة الماضية.

وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية هامة في الأيام القادمة قد تعيد تحديد معادلة العرض والطلب، مما يؤثر على مستقبل أسعار النفط على المدى القصير والمتوسط.

في النهاية يظهر مشهد النفط الحالي حالة من التوازن الحساس بين العوامل الداعمة للأسعار، مثل انخفاض المخزونات الأمريكية والتوترات الناتجة عن العقوبات الأميركية، والعوامل المثبطة مثل احتمال زيادة الإنتاج من قبل أوبك+ وعدم اليقين الناتج عن الاتفاقيات الدبلوماسية.

وعلى الرغم من أن الأسعار ارتفعت يوم الأربعاء، فإن المخاوف من تأثير العقوبات والتوترات التجارية الدولية تستمر في تشكيل توقعات المستثمرين.

ومع ترقب البيانات الاقتصادية المقبلة، سيظل السوق في حالة ترقب لتحديد الاتجاه المستقبلي، مما يجعل من الضروري متابعة التطورات الدولية والمحلية عن كثب لفهم ديناميكيات العرض والطلب في سوق النفط العالمي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى