الأسهم الأمريكية تسجل مكاسب طفيفة وتحقق ثالث جلسة صعودية

مارس 25, 2025آخر تحديث: مارس 25, 2025

0 58 3 دقائق

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تحسنا ملحوظا يوم الثلاثاء، حيث تمكن مؤشر S&P 500 من تسجيل مكاسب طفيفة، مما أكسب السوق دفعة إيجابية وجعلها تحقق ثالث جلسة صعودية متتالية بعد فترة من التقلبات والهبوط.

وجاء هذا الانتعاش في ظل توقعات بأن تُضيق الولايات المتحدة نطاق التعريفات الجمركية، ما يخفف المخاوف من تأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي، ويُعيد الثقة إلى المستثمرين بعد أيام عصيبة شهدت فيها السوق بعض التقلبات الحادة.

أداء سوق الأسهم والتحركات الرئيسية

أنهى مؤشر S&P 500 الجلسة بزيادة طفيفة قدرها 0.16% ليغلق عند 5,776.65 نقطة. كما سجل مؤشر ناسداك المركب ارتفاعا بنسبة 0.46% ليصل إلى 18,271.86 نقطة.

بينما سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعا ضئيلا بمقدار 4.18 نقطة، أي بنسبة 0.01%، ليتداول عند 42,587.50 نقطة، ويعد هذا الانتعاش إنجازا هاما بعد سلسلة من الأسابيع التي تراجعت فيها الأسواق بشكل كبير بسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات التجارية والاقتصادية.

بيانات الثقة الاقتصادية وتوقعات النمو

أظهرت بيانات مؤشر الثقة الشهري انخفاضا إلى 92.9، وهو أدنى من توقعات داو جونز البالغة 93.5، فيما انخفض مؤشر التوقعات المستقبلية إلى 65.2، وهو أدنى مستوى منذ 12 عاما ويعد مؤشرا مبكرا على احتمال حدوث ركود اقتصادي.

وقد عبر المحلل الاستثماري بريت كينويل عن قلقه من تراجع الثقة بين المستثمرين والمستهلكين والشركات، مشيرا إلى أن استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية والاقتصادية يجعل معنويات السوق هشة للغاية.

ومن المتوقع أن تصدر بيانات مهمة خلال الأسبوع الحالي، بما في ذلك تقارير الناتج المحلي الإجمالي ومؤشر الإنفاق الشخصي (PCE)، الذي يعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لمراقبة التضخم، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأسبوعي المقبل. قد توفر هذه البيانات مزيدا من الوضوح بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي وتحدد مدى تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي.

تأثير التعريفات الجمركية على الأسواق

تظل السياسات الجمركية موضوعا رئيسيا يؤثر على قرارات المستثمرين، فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب مؤخرا أن بعض الرسوم الجمركية التبادلية التي كان من المقرر فرضها في 2 أبريل قد تخفف، حيث أوضح أنه قد يمنح “استثناءات لكثير من الدول”.

كما أشار إلى أن بعض القطاعات، مثل الأدوية والسيارات، ستظل تخضع لهذه الرسوم في المستقبل القريب. وقد ساعدت هذه التصريحات في تخفيف بعض المخاوف لدى المستثمرين، مما أسهم في رفع معنويات الأسواق وأدى إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ.

وتجدر الإشارة إلى أن تأثير التعريفات الجمركية على الأسواق لم يكن محصورا على الجانب الاقتصادي فحسب، بل أثر أيضا على القرارات الاستثمارية للشركات، التي بدأت تشعر بحالة من التردد في التخطيط لرأس المال والتوظيف بسبب حالة عدم اليقين التي أحدثتها تلك السياسات.

هذا التذبذب في سياسات التجارة ساهم في دفع المؤشرات الأمريكية نحو التعافي، حيث تمكنت الأسواق من تحقيق مكاسب جيدة بعد سلسلة من الانخفاضات الكبيرة.

تأثير الأحداث الدولية والمحلية

علاوة على ذلك، أثرت الأحداث الدولية بشكل مباشر على معنويات المستثمرين. فقد شهدت الأسواق تحركات إيجابية نتيجة لتحسن الأجواء الدبلوماسية، حيث تشير التقارير إلى أن هناك محاولات لتهدئة التوترات الدولية، وهو ما قد يخفف من حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي.

وفي هذا السياق، تأتي البيانات الاقتصادية القوية جزئيا لتخفيف المخاوف من تباطؤ النمو، مما يساهم في إعادة الثقة إلى المستثمرين.

كما أدت الأخبار المتعلقة بتغير سياسات التعريفات الجمركية إلى تحسين الحالة العامة للسوق، مما ساهم في تصحيح بعض مستويات الانخفاض التي سجلتها المؤشرات في الأسابيع الأخيرة.

في نهاية المطاف، يظهر مؤشر S&P 500 انتعاشا ملحوظا يوم الثلاثاء بعد فترة طويلة من التقلبات والهبوط، وذلك بفضل تخفيف المخاوف المتعلقة بالتعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس ترامب وتوقعات بتحسن البيئة الاقتصادية.

ورغم تراجع بيانات ثقة المستهلك وتوقعات الركود، فإن البيانات الاقتصادية الأخيرة، مثل تقارير الناتج المحلي الإجمالي ومبيعات التجزئة، أثبتت أن هناك إشارات على استقرار النشاط الاقتصادي في ظل حالة عدم اليقين الحالية.

وبينما يظل المستثمرون يترقبون المزيد من البيانات المهمة التي ستوضح الصورة الاقتصادية بشكل أدق، يبدو أن الأسواق بدأت تضع حدا لسلسلة الخسائر وتبدأ في إيجاد مستويات دعم جديدة.

وإن استقرار مؤشر S&P 500، إلى جانب الانتعاش في مؤشرات ناسداك وداو جونز، يعكس ثقة متجددة في قدرة الاقتصاد الأمريكي على الصمود في وجه التحديات القائمة، مما يعطي أملًا بتحقيق المزيد من النمو في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…