أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع الذهب وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية

في ظل استمرار المخاوف حول تطبيق الرسوم الجمركية التبادلية الأمريكية وتأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي العالمي، سجل الذهب ارتفاعا طفيفا يوم الثلاثاء، مما يعكس حالة من التذبذب بين متداولي الأصول الآمنة.

واستمر الذهب في الاحتفاظ بمستوياته فوق حاجز 3,000 دولار للأونصة، حيث بلغ السعر الفوري 3,021.24 دولار للأونصة، فيما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 3,025 دولار للأونصة.

ويعد هذا الارتفاع إشارة إلى تماسك الطلب على الذهب وسط بيئة تشهد حالة من عدم اليقين نتيجة للسياسات التجارية المتقلبة.

تأثير المخاوف التجارية والسياسية

تأتي هذه التحركات في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أوضح أن ليس كل الرسوم الجمركية المهددة ستفرض اعتبارا من 2 أبريل، وأن بعض الدول قد تحصل على استثناءات.

ورغم هذا التلميح الذي خفف بعض المخاوف، لا تزال توقعات تأثير الرسوم الجمركية تشكل عبئا على النمو الاقتصادي العالمي، مما يحفز المستثمرين على اللجوء إلى الذهب كأصل ملاذ آمن.

ففي الآونة الأخيرة، ساهمت المخاوف من تباطؤ النشاط الاقتصادي في دعم الطلب على الذهب، إذ أن المستثمرين يرون في المعدن وسيلة لتحوط محافظهم ضد المخاطر المرتبطة بالتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

توقعات السياسات النقدية ودعم الذهب

يدعم الذهب أيضا بتوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

فقد أظهرت البيانات أن البنك المركزي الأمريكي حافظ على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الأخير، ولكنه أشار إلى إمكانية تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق من هذا العام.

ويعتبر انخفاض أسعار الفائدة عاملا إيجابيا للذهب، إذ إن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة تزيد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدا وتعمل على تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار فيه.

ومتوقع أن تظل أسعار الذهب فوق الحاجز النفسي البالغ 3,000 دولار للأونصة، ومن المحتمل أن ينظر إلى أي انخفاضات كفرص شراء.

ومع ذلك، حذر بعض المحللين من أن ارتفاع شهية المخاطر قد يؤدي إلى مقاومة قوية عند مستويات قريبة من 3,056 دولار، وهو الرقم الذي تم الوصول إليه الأسبوع الماضي.

تأثير البيانات الاقتصادية ومحادثات وقف إطلاق النار

يترقب المستثمرون أيضا صدور بيانات رئيسية مثل مؤشر الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة، الذي يعتبر المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، والمقرر صدوره يوم الجمعة. إن البيانات القادمة ستساعد في تحديد مدى تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى توجيه توقعات السوق بشأن التحركات النقدية المستقبلية.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، من المقرر أن تجتمع وفود من أوكرانيا والولايات المتحدة في السعودية لمواصلة مفاوضات وقف إطلاق النار المحدود في البحر الأسود، بعد اجتماعات سابقة بين روسيا والولايات المتحدة.

وينظر إلى هذه الخطوات على أنها محاولة لفتح آفاق جديدة للمحادثات السلمية، مما قد يؤدي إلى تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وهو ما يدعم الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

تأثير أسعار الذهب على الأسواق والطلب العالمي

يشهد الذهب ارتفاعًا تاريخيًا حيث سجل 16 رقما قياسيا هذا العام، مع تجاوز أربعة من هذه الأرقام حاجز الـ3,000 دولار للأونصة. ويعتبر هذا الأداء دليلا على أن المستثمرين حول العالم ما زالوا يفضلون الذهب كأصل ملاذ آمن في ظل المخاوف الاقتصادية والسياسية.

وقد لاحظ محللون أن الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب زاد بشكل ملحوظ، مما يعزز من توقعات استمرار الدعم للمعدن حتى في ظل وجود بعض الضغوط الفنية المحتملة.

وشهد السوق بعض عمليات جني الأرباح من قبل المتداولين الذين يعتمدون على العقود الآجلة قصيرة الأجل. فقد تم تسجيل انخفاض طفيف في سعر عقد الذهب الآجل لشهر أبريل بمقدار 6 دولارات، حيث استقر عند 3,015.60 دولار للأونصة.

ويعتبر هذا التراجع جزءا من عملية تقنية طبيعية، حيث يقوم المتداولون بتحقيق أرباحهم بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها الذهب، مع بقاء الطلب على الذهب قويا نسبيا في ظل بيئة عدم اليقين الراهنة.

ختاما يبقى الذهب في موقع الصدارة كأصل آمن وسط حالة من عدم اليقين التجاري والسياسي، إذ يتماسك عند مستويات قياسية رغم المخاوف الناتجة عن تطبيق التعريفات الجمركية وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي.

ومع ترقب المستثمرين لبيانات الإنفاق الشخصي والقرارات النقدية المستقبلية من الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع أن يستمر الطلب على الذهب في دعم الأسعار. ومع ذلك، فإن التقلبات الفنية ومخاوف ارتفاع شهية المخاطر قد تُشكل تحديات مؤقتة، مما يجعل السوق تحت مراقبة دقيقة لتحديد الاتجاه المستقبلي للذهب، سواء كان ذلك من خلال ارتفاعات إضافية أم عبر فترات من التماسك الفني قبل استئناف الزخم الصعودي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى