انتعاش مؤشر S&P 500 وينهي سلسلة من الأربعة أسابيع من الخسائر

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية انتعاشا ملحوظا يوم الجمعة، حيث تمكن مؤشر S&P 500 من تحقيق مكاسب طفيفة أنهت بذلك سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع بسبب اضطرابات في السياسات التجارية ومخاوف من الركود الاقتصادي، بالإضافة إلى تأثير بيع الأسهم التكنولوجية العملاقة.
وجاء هذا الانتعاش على خلفية تصريحات الرئيس ترامب بشأن مرونة التعريفات الجمركية التي أثارت حالة من الالتباس لدى الشركات، مما دفع المستثمرين إلى العودة إلى الأسواق بعد فترة من القلق الشديد.
أداء المؤشرات الرئيسية
أنهى مؤشر S&P 500 الجلسة بارتفاع طفيف بنسبة 0.64% ليغلق عند 5,675.12 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.52% ليصل إلى 17,784.05 نقطة.
أما مؤشر داو جونز الصناعي فقد سجل ارتفاعا بمقدار 32.03 نقطة، أو 0.08%، ليغلق عند 41,985.35 نقطة، وتعكس هذه المكاسب الانتعاش الذي بدأ يظهر بعد سلسلة من الانخفاضات التي تسببت فيها المخاوف المتزايدة من تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد، حيث كانت الأسواق قد انزلقت في بعض الأحيان إلى مناطق التصحيح الفني.
تأثير تصريحات ترامب على التعريفات
في جلسة التداول، أدت تصريحات الرئيس دونالد ترامب إلى تحريك السوق بعد أن أعلن عن وجود “مرونة” في تنفيذ التعريفات الجمركية.
ورغم أن هذه التصريحات أدت إلى تذبذب في الأسعار خلال الجلسة، إلا أنها ساعدت في تعزيز معنويات المستثمرين، الذين كانوا يشعرون بالارتباك بسبب سلسلة من التعديلات والإعلانات المتضاربة حول التعريفات الجمركية.
وأوضح محلل استراتيجي مثل مايكل جرين، رئيس Simplify Asset Management، أن التعريفات الجمركية المستمرة تُضعف ثقة الشركات في التخطيط لقرارات الاستثمار والتوظيف، مما يؤدي إلى تباطؤ في الإنفاق والاستثمار، وهو ما انعكس سلبا على أداء الأسهم خلال الأيام الماضية.
تأثير “الويتشينج” (انتهاء عقود الخيارات) على السوق
شهد يوم الجمعة أيضا ما يعرف بـ “الويتشينج الرباعي”، وهو يوم انتهاء صلاحية عقود الخيارات وعقود المؤشرات والأسهم الفردية، وقدرت Goldman Sachs أن ما يزيد عن 4.7 تريليون دولار من التعرض لعقود الخيارات سينتهي في ذلك اليوم.
ويعد هذا الحدث من العوامل التي تُساهم في زيادة التقلبات داخل الأسواق المالية، إذ يضطر المستثمرون إلى إعادة تعديل مراكزهم في ظل انتهاء صفقات كبيرة، مما يضيف مزيدا من الضغوط على السوق في ظل بيئة عدم اليقين.
تأثير البيانات الاقتصادية والآفاق المستقبلية
على الرغم من أن البيانات الاقتصادية لم تظهر تحسنا كافيا في ظل المخاوف المتعلقة بالركود، إلا أن المستثمرين بدأوا ينتظرون بحذر صدور بيانات جديدة قد تساهم في إعادة تقييم التوقعات الاقتصادية.
فقد أظهرت بيانات مبيعات التجزئة والناتج المحلي الإجمالي مؤشرات على تراجع النشاط الاقتصادي، مما دفع البعض إلى توقع استمرار التصحيحات الفنية في الأسواق.
ومع ذلك، أشار محللون إلى أن التصحيحات تعتبر جزءا طبيعيا من دورة الأسواق وأنها قد تساعد في إزالة المراكز الضعيفة، مما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار على المدى المتوسط والطويل.
ردود فعل الشركات وأداء بعض القطاعات
تأثرت بعض الشركات سلبا من تذبذب السياسات التجارية، حيث شهدت شركات مثل FedEx انخفاضا بنسبة 6.5% بعد خفض توقعاتها للأرباح، فيما تراجعت أسهم Nike بأكثر من 5% بسبب توقعات انخفاض المبيعات بسبب التعريفات الجمركية وتراجع ثقة المستهلكين.
وقد كانت هذه التطورات أحد المحفزات التي أدت إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته الأسواق في الأيام الماضية، مما جعل المستثمرين يتجهون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب لاستثمار أموالهم في ظل حالة عدم اليقين.
ختاما على الرغم من الضغوط والتقلبات التي عانى منها سوق الأسهم خلال الأسابيع الماضية، تمكن مؤشر S&P 500 من تحقيق مكاسب طفيفة يوم الجمعة، مما أنهى سلسلة من الأربعة أسابيع من الخسائر.
ويأتي هذا الانتعاش وسط حالة من التذبذب نتيجةً للتحديات التي تفرضها السياسات التجارية غير المستقرة التي يتبعها الرئيس ترامب، فضلا عن تأثير انتهاء صلاحية عقود الخيارات التي تُسبب تقلبات إضافية في السوق.
وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يبقى المستثمرون حذرين وينتظرون بيانات اقتصادية جديدة يمكن أن تعيد رسم توقعات النمو والسياسة النقدية في المستقبل، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب مستمر لتحديد اتجاهاتها في الأسابيع المقبلة.
اقرأ أيضا…