تراجع البيتكوين مؤقتا تحت 80,000 دولار وسط حالة من الخوف الشديد في السوق

شهدت عملة البيتكوين انخفاضا حادا يوم الاثنين، حيث تراجعت بنسبة تزيد عن 5% لتتداول لفترة وجيزة دون مستوى 80,000 دولار، وهو مستوى نفسي مهم للمستثمرين.
ويأتي هذا التراجع في ظل المخاوف المتزايدة من تأثير التعريفات الجمركية التي قد تُبطئ النمو الاقتصادي، مما يثير قلق المستثمرين في السوق الرقمية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تنخفض فيها البيتكوين دون مستوى 80,000 دولار منذ أربعة أشهر، فيما تعرضت أسواق الأسهم الأمريكية لضغوط مماثلة؛ إذ انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 526.2 نقطة، أي بنسبة 1.2%، ليصل إلى 42,275.6 نقطة خلال الساعات الأولى من التداول.
تذبذب السوق والتداول المستمر للعملات الرقمية
تُميز العملات الرقمية مثل البيتكوين عن الأسهم التقليدية بأنها تتداول على مدار الساعة دون التقيد بمواعيد افتتاح وإغلاق محددة، مما يجعلها أكثر تقلبًا واستجابةً للأحداث الفورية في السوق.
وقد أدت حالة عدم اليقين الناتجة عن السياسات التجارية الأمريكية وتداعياتها إلى تصاعد موجة من المخاوف بين المستثمرين، مما دفعهم إلى اتخاذ مواقف دفاعية في ظل حالة الخوف الشديد التي تجتاح السوق.
ويظهر مؤشر نسبة البيتكوين إلى الذهب، الذي يقيس عدد أوقيات الذهب المطلوبة لشراء بيتكوين واحد، حاليا قيمة تبلغ 28 ضعفا.
ومتوقع أن يشهد أداء البيتكوين تراجعا خلال العام الحالي، مع احتمال انخفاض هذه النسبة إلى 21 ضعفا، خاصة إذا شهد سوق الأسهم الأمريكية تصحيحا لخسائر كبيرة كانت قد سجلت خلال العام السابق والتي بلغت ما يقارب 12 تريليون دولار.
ويعد هذا التصحيح احتمالا مهما يؤثر على تقييم البيتكوين، إذ أن تراجع أسعار الأسهم قد يزيد من الضغوط على السوق الرقمية ويضعف معنويات المستثمرين.
تصاعد المخاوف وسط سياسات التعريفات
على الرغم من الجهود الحكومية المبذولة لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين لتعزيز مكانته ضمن النظام المالي، إلا أن السوق الرقمية لا تزال تعاني من حالة من الذعر الشديد.
فقد أدت السياسات الحمائية والتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب إلى حالة من التذبذب، مما أضاف بعدا آخر إلى المخاوف الاقتصادية.
وفي هذا السياق، يشير بعض المحللين إلى أن استمرار هذه السياسات قد يفاقم من ضغوط العرض والطلب، مما يدفع السوق إلى مزيد من التصحيحات الفنية طويلة الأجل.
ويعد بيترب شيف، المحلل المعروف للبيتكوين، من بين الأصوات التي ترى أن التصحيح الحالي في السوق الرقمي طال انتظاره، وأن هذا الاتجاه الهبوطي قد يمتد لسنوات قادمة.
وقد وصف شيف الوضع بأنه تحول طويل الأجل قد يستمر حتى نهاية العقد الحالي، معتبرًا أن السوق الرقمية بحاجة إلى إعادة تقييم جذرية لأسسها في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة.
ويرى شيف أن استمرار الانخفاض قد يكون نتيجة لعوامل أساسية مرتبطة بتباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع ثقة المستثمرين في السياسات المالية.
أرباح الحيتان وتداول المراكز الكبيرة
في تطور مثير للاهتمام، حقق إحدى “الحيتان” في سوق العملات الرقمية أرباحا كبيرة من خلال مراكز قصيرة الأجل على البيتكوين خلال فترة الانخفاض الأخير.
ووفقًا لتقارير Lookonchain، فقد قام هذا المتداول بفتح مركز قصير عند مستوى 96,500 دولار في فبراير، ووضع أوامر لجني الأرباح في نطاق يتراوح بين 70,000 و74,000 دولار، مما يشير إلى إمكانية تحقيق أرباح غير محققة تقدر بأكثر من 7.5 مليون دولار.
ويعكس هذا الإجراء استراتيجية تداولية تعتمد على الاستفادة من التقلبات الحادة في السوق، مما يبرز حجم التذبذب الذي يشهده السوق الرقمي حاليًا.
ختاما يأتي التراجع الأخير في سعر البيتكوين تحت مستوى 80,000 دولار كإشارة قوية على حالة الخوف الشديد التي تعم السوق الرقمية في ظل المخاوف المتزايدة بشأن تأثير التعريفات الجمركية على النمو الاقتصادي.
ورغم جهود الحكومة الأمريكية لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين، فإن السوق لا تزال تواجه تحديات كبيرة من حيث تقلباتها الفنية وعدم اليقين السياسي والاقتصادي.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل البيتكوين مشبوها بتراجع محتمل في الأداء إذا استمر التصحيح الفني، فيما تظهر مواقف الحيتان والتداولات الكبيرة أن المستثمرين يسعون للاستفادة من التقلبات لتحقيق أرباح كبيرة.
وفي نهاية المطاف، سيعتمد استقرار السوق الرقمي على مدى قدرة السياسات المالية والتجارية على تهدئة المخاوف وتحقيق توازن بين العرض والطلب في ظل بيئة اقتصادية متقلبة، مما يجعل من الضروري مراقبة التطورات المستقبلية عن كثب.
اقرأ أيضا…