أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط انتظار بيانات الوظائف الأمريكية

تشهد أسعار الذهب تحسنا طفيفا يوم الجمعة، مما جعل المستثمرين يتوقعون تحقيق مكاسب أسبوعية بعد تراجع سعر الذهب خلال الأيام السابقة.

وجاء هذا الانتعاش مدعومًا بانخفاض الدولار الأمريكي وعدم اليقين الناتج عن سياسات التعريفات الجمركية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب.

وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي، الذي من المتوقع أن يقدم مؤشرات حول مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، في ظل استمرار المخاوف من التوترات التجارية والضغوط التضخمية.

تحسن أسعار الذهب في ظل تراجع الدولار

سجلت أسعار الذهب الفوري ارتفاعا بسيطا بنسبة 0.2% ليصل إلى 2,916.88 دولار للأوقية، في حين حقق الذهب مكاسب تجاوزت 2% خلال الأسبوع حتى الآن.

وعلى الرغم من تراجع العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتتداول عند 2,918.80 دولار للأوقية، إلا أن الانخفاض البسيط لم يؤثر سلبا على النظرة التفاؤلية للمستثمرين بشأن الذهب كملاذ آمن.

ويعد انخفاض الدولار، الذي ظل يتراجع مؤخرا ليقترب من أدنى مستوياته خلال أربعة أشهر، عاملا رئيسيا يعزز من جاذبية الذهب، إذ يجعل الذهب المقدر بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحتفظون بأصول بعملات أخرى.

تأثير سياسات التعريفات والتوترات التجارية

تشهد الأسواق حالة من عدم اليقين بسبب التذبذب في سياسات التعريفات الجمركية، خاصة بعد أن أوقف الرئيس ترامب يوم الخميس التعريفات بنسبة 25% المفروضة مؤخرا على الواردات من كندا والمكسيك.

وقد جاءت هذه الخطوة في إطار محاولة لتخفيف حدة التوترات التجارية التي أدت إلى تراجع الثقة في الأسواق المالية وتعزيز المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.

ويعتقد العديد من المستثمرين أن استمرار هذه السياسات يمكن أن يدعم أسعار الذهب، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب تجارية جديدة قد تؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي العالمي.

توقعات وتحليلات من الخبراء

صرح كونال شاه، رئيس قسم البحوث في Nirmal Bang Commodities بمومباي، بأن “الأسواق تنتظر محفزات جديدة لتحديد الاتجاه المستقبلي للحرب التجارية… ولا يزال التوقع العام للأسعار متفائلا للغاية.”

ويعتبر شاه أن عدم اليقين الناجم عن التوترات التجارية، مع تضاؤل الدولار الأمريكي، يعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وقد ساهمت سياسات ترامب التي أثارت حالة من التقلب في الأسواق في ارتفاع سعر الذهب بنسبة تزيد عن 10% على أساس سنوي حتى الآن.

من جهة أخرى، أشار محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والير، إلى أنه يميل بشدة ضد خفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم لهذا الشهر، رغم أنه يرى أن التخفيضات قد تظل ممكنة في وقت لاحق من العام إذا استمرت الضغوط التضخمية في الانخفاض.

ويعتبر الذهب خيارا جذابا في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، إذ يعتبر وسيلة للتحوط ضد المخاطر السياسية والتضخمية، رغم أن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبيته كأصل لا يدر عائدا.

بيانات الوظائف والتوقعات المستقبلية

يركز المستثمرون الآن على تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي، والذي من المتوقع أن يظهر زيادة بحوالي 160,000 وظيفة لشهر فبراير، وفقا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز.

وتعد هذه البيانات مؤشرا رئيسيا على صحة سوق العمل وقد تؤثر بشكل كبير على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، كما أن بيانات أخرى مثل انخفاض طلبات البطالة الأولية وتعليقات حول تراجع العجز التجاري تعزز من توقعات المستثمرين بأن تكون البيانات الاقتصادية المقبلة حاسمة في تحديد مسار النمو الاقتصادي والطلب على الأصول الآمنة.

تأثير العملات والمعادن الأخرى

إلى جانب الذهب، شهدت أسواق المعادن الثمينة تحركات طفيفة؛ حيث سجلت أسعار الفضة انخفاضا طفيفا بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.60 دولار للأوقية، بينما سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.7% ليصل إلى 972.85 دولار للأوقية، كما ارتفعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.5% لتتداول عند 946.75 دولار للأوقية.

ويعتبر هذا التعافي في أسعار المعادن نتيجة مباشرة لضعف الدولار ولارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين التجاري والسياسي العالمية.

ختاما يبدو أن الذهب يواصل تحقيق مكاسب طفيفة وسط بيئة اقتصادية وسياسية متقلبة، حيث يستمر الدولار في التراجع وتترقب الأسواق بيانات الوظائف الأمريكية لتحديد مسار السياسات النقدية المستقبلية.

في ظل استمرار التوترات التجارية والضغوط التضخمية، يبقى الذهب خيارا آمنا للمستثمرين الباحثين عن حماية قيم أصولهم، مما يعزز من تفاؤلهم على المدى المتوسط. وبينما يظل السوق متأثرا بتقلبات التعريفات الجمركية وإشارات حول معدلات الفائدة، ينتظر المستثمرون النتائج الاقتصادية المقبلة عن كثب، آملين في أن تقدم تلك البيانات دلالات إيجابية قد تعيد استقرار الأسواق وتدعم اتجاهات النمو في المستقبل.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى