أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

انخفاض أسعار الذهب وسط تقلبات السوق وتركّز البيانات الاقتصادية

شهد سوق الذهب تراجعا ملحوظا يوم الخميس، حيث انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة تقارب 1% بعد أن استغل المستثمرون فترة من المكاسب التي حققوها خلال ثلاثة أيام متتالية.

وجاء هذا التراجع في ظل توقعات المستثمرين لبيانات الوظائف الأمريكية التي ستصدر يوم الجمعة، والتي ينظر إليها كمؤشر على مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، في وقت تتزايد فيه المخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية العالمية، وتعد هذه الظروف بمثابة خليط من العوامل التقنية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر في تحركات أسعار الذهب.

حركة أسعار الذهب

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 2,893.63 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، رغم أن الذهب قد حقق مكاسب تجاوزت 10% حتى الآن هذا العام، بعد أن بلغ أعلى مستوى قياسي له عند 2,956.15 دولار للأوقية في 24 فبراير.

كما تراجع العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.9% لتتداول عند 2,900.70 دولار للأوقية. وتظهر هذه التحركات أن المستثمرين بدأوا في جني الأرباح بعد فترة من الارتفاعات المتواصلة، إذ انخفض الطلب على شراء الذهب بشكل جائزي في ظل المخاوف المتزايدة من السياسات التجارية.

تأثير التعريفات والتوترات التجارية

يظل اهتمام الأسواق منصبا على التوترات التجارية العالمية، خاصة بعد فرض الولايات المتحدة تعريفات بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى فرض رسوم جديدة على السلع الصينية.

وتأتي هذه الخطوات في إطار جهود تصعيد الحرب التجارية العالمية، مما يزيد من حالة عدم اليقين.

وفي هذا السياق، استجابت الأسواق الآسيوية بارتفاعات ملحوظة بعد أن منح الرئيس ترامب إعفاء لمدة شهر لبعض شركات تصنيع السيارات، مما أثار آمالًا بتخفيف حدة التوترات التجارية، ومع ذلك، يبقى تأثير هذه الإجراءات على الطلب العالمي على الطاقة والنمو الاقتصادي غير واضح، مما يضيف المزيد من الضغط على الأسواق المالية.

دور بيانات الوظائف وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي

يترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي، والذي يتوقع أن يظهر زيادة قدرها حوالي 160,000 وظيفة لشهر فبراير، وفقا لتوقعات استطلاع أجرته وكالة رويترز.

وينظر إلى هذا التقرير على أنه مؤشر مهم في تقييم حالة سوق العمل والنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، وبالتالي يعد أمرا حاسما لتحديد مسار أسعار الفائدة المستقبلية. ففي ظل توقعات احتمال خفض أسعار الفائدة، يُعتبر الذهب بمثابة ملاذ آمن للمستثمرين، خاصةً وأن الذهب لا يدر عائدًا، مما يجعله خيارًا جذابًا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

التأثير على معادن أخرى وأسواق السلع

لم يقتصر تأثير التوترات الاقتصادية على الذهب فقط، بل امتد إلى معادن ثمينة أخرى مثل البلاتين والفضة والبلاديوم.

فقد انخفض سعر البلاتين بنسبة 0.5% إلى 960.73 دولار للأوقية، بينما تراجع سعر الفضة بنسبة 1% ليصل إلى 32.30 دولار للأوقية، وتراجع سعر البلاديوم بنسبة 1% إلى 933.18 دولار للأوقية.

وتشير هذه التحركات إلى أن ضعف النشاط الاقتصادي والتوترات التجارية يمكن أن يؤثر سلبا على الطلب على هذه المعادن، على الرغم من كونها تُستخدم كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.

آفاق السوق والتحديات المستقبلية

على الرغم من أن عملية جني الأرباح التي يشهدها الذهب في الوقت الحالي تعد مؤشرا على بعض التراجع الفني، فإن العوامل الأساسية مثل عدم اليقين الجيوسياسي والتوترات التجارية العالمية ستظل داعمة للذهب على المدى المتوسط.

ففي ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، يتوقع بعض المحللين أن يشهد سعر الذهب مستويات داعمة قد تساعده في استعادة بعض المكاسب إذا ما جاءت بيانات الوظائف الأمريكية في صالح النمو الاقتصادي أو إذا تم تخفيض أسعار الفائدة.

ومع ذلك، حذر بعض الخبراء من أن أي تغيير مفاجئ في السياسات الاقتصادية قد يؤدي إلى تحركات حادة في أسعار الذهب، سواء صعودًا أو هبوطًا.

ختاما في خضم التقلبات الحالية، يستمر الذهب في لعب دوره كملاذ آمن للمستثمرين في ظل عدم اليقين المتزايد الناجم عن التوترات التجارية والبيانات الاقتصادية المتقلبة.

فقد بدأ المستثمرون في جني الأرباح بعد فترة من المكاسب، مما أدى إلى انخفاض طفيف في السعر، لكنه لم يضعف الدعم الأساسي الذي يحمله الذهب كأصل يحمي المحافظ الاستثمارية من تقلبات السوق.

ومع اقتراب صدور تقرير الوظائف الأمريكي، يبقى المستثمرون على أهبة الاستعداد لمعرفة مدى تأثير هذه البيانات على مسار أسعار الفائدة والاقتصاد الأمريكي، مما قد يحدث تغييرا في معنويات السوق ويعيد صياغة توقعات الأسعار للذهب في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى