البيتكوين يعيد اختبار مستوى 90,000 دولار وسط تكهنات بتمييز خاص

شهدت أسعار البيتكوين ارتفاعا ملحوظا ووصولها مجددا إلى مستوى 90,000 دولار بعد تقارير تداولت عن إمكانية حصولها على معاملة تفضيلية ضمن استراتيجية الاحتياطي الرقمي المقترحة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يأتي ذلك قبل قمة البيتكوين في البيت الأبيض، حيث سيستضيف ترامب كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة الأصول الرقمية، مما أثار موجة من التفاؤل بين المستثمرين بشأن مستقبل العملات الرقمية.
خطة الاحتياطي الرقمي لترامب
وفقا لما نشرته “ذا بافلوفيك توداي”، وبالاستشهاد بوزير التجارة هوارد لوتنيك، سيشكل الاحتياطي الرقمي الاستراتيجي محور جدول أعمال قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية يوم الجمعة.
وأفاد لوتنيك بأن “الرئيس يعتقد بالتأكيد بوجود احتياطي استراتيجي للبيتكوين، والآن سيطرح السؤال عن كيفية التعامل مع باقي العملات الرقمية.
وأعتقد أن النموذج سيتم الإعلان عنه يوم الجمعة.” تشير هذه التصريحات إلى أن ترامب يضع البيتكوين في مرتبة خاصة ضمن الاحتياطي الرقمي، مما يميّزه عن باقي العملات الرقمية الأخرى.
الاهتمام الخاص بالبيتكوين
تخيل ترامب أن يكون هناك احتياطي استراتيجي مخصص للبيتكوين، مما يمنحه وضعية فريدة مقارنة ببقية العملات الرقمية.
وأوضح لوتنيك أن البيتكوين سيحظى بمعاملة مختلفة وإيجابية عن باقي الرموز الرقمية، في ظل رؤية الإدارة الأمريكية التي تسعى لرفع مكانة الولايات المتحدة في صناعة العملات الرقمية.
بعد هذا الإعلان، تمكن البيتكوين من استعادة مستوى 90,000 دولار، حيث سجل سعر تداول يصل إلى 90,097 دولار في الوقت الراهن، وهو ما يمثل ارتفاعا تجاوز 7% منذ بدء جلسة التداول يوم الأربعاء.
تأثير الإعلان على السوق والتوقعات المستقبلية
لا يثير التفضيل المحتمل للبيتكوين مفاجأة بين المستثمرين، نظرا لمكانته الرائدة في عالم العملات الرقمية وتاريخه الطويل كأصل رقمي.
كما أن وضعه كسلعة، إلى جانب الإيثيريوم وغيره من الأصول الرقمية الكبرى، يجعل من المنطقي أن يتلقى البيتكوين معاملة خاصة في إطار الاحتياطي الرقمي.
ورغم إعلان ترامب الذي شمل احتساب XRP وSOL وADA إلى جانب البيتكوين والإيثيريوم، إلا أن تصريحات لوتنيك توحي بأن البيتكوين قد يكون له وضع مميز يعزز من قوته السوقية.
ردود الفعل والجدل في الأوساط الرقمية
أثارت هذه التصريحات جدلا واسعا داخل مجتمع العملات الرقمية، فقد عبر بعض قادة القطاع عن شكوكهم حيال تضمين العملات البديلة (altcoins) في الاحتياطي الرقمي الأمريكي، معتبرين أن تفضيل البيتكوين على غيره من الرموز قد يؤدي إلى تشوهات في السوق.
في هذا السياق، وصف بيترب شيف، الناقد المعروف للبيتكوين، خطة الاحتياطي الرقمي بأنها “أكبر عملية نصب واحتيال في تاريخ العملات الرقمية.” ومن ناحية أخرى، كانت هناك توقعات سابقة بتضمين عملات بديلة إضافية في الاحتياطي، وهو ما تتحدى الآن تصريحات لوتنيك التي توحي بتمييز البيتكوين.
كما أشار بعض المحللين إلى أن ظهور قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية قد يدفع إلى موجة من الاستثمار في العملات البديلة (altseason)، إذ أن الانتعاش الذي يقوده البيتكوين غالبا ما يفتح الباب أمام ارتفاعات متتابعة لأسعار العملات الرقمية الأخرى.
ومع ذلك، أكد بعض الخبراء مثل هينريك زيبرغ جنسن، مدير الصناديق ورئيس قسم الاقتصاد الكلي في Swissblock Technologies AG، أن نجاح أي رمز رقمي على المدى الطويل سيعتمد على قابليته للاستخدام في حلول مستقبلية تسهم في رفع الإنتاجية وخفض التكاليف، مشددا على أن اختيارات ترامب في هذا الصدد تبدو عشوائية.
ختاما يجدر بالمستثمرين متابعة مستجدات قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية بعناية، حيث يتوقع الإعلان عن النموذج الجديد للاحتياطي الرقمي الأمريكي والذي قد يحدد معالم مستقبل السوق الرقمي.
وإذا حظي البيتكوين بمعاملة تفضيلية كما تشير التصريحات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة قوة الطلب عليه، مما ينعكس إيجابيا على أسعاره.
وعلى الرغم من أن العملات البديلة قد تواجه تحديات في ظل هذه الخطة، إلا أن تاريخ الأسواق يشير إلى أن انتعاش البيتكوين غالبا ما يمهد الطريق لارتفاعات لاحقة في أسواق الأصول الرقمية بشكل عام. في هذا السياق، وتبقى حالة عدم اليقين والتنافس على السيادة الرقمية من أبرز العوامل التي تشكل مستقبل هذا القطاع المتقلب.
اقرأ أيضا…