أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

تراجع مؤشر داو جونز الأمريكي وانخفاضه بأكثر من 1,300 نقطة في يومين

شهد سوق الأسهم الأمريكية تراجعا حادا يوميّا، حيث فقد مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 1,300 نقطة خلال يومين متتاليين، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جديدة. وقد أثارت هذه السياسات التجارية مخاوف المستثمرين من تأثيرها السلبي على الاقتصاد الوطني، مما أدى إلى تصاعد حالة الذعر في الأسواق المالية.

أداء المؤشرات الرئيسية

في اليوم الثاني للتراجع، انخفض مؤشر داو جونز بمقدار 670.25 نقطة، أي بنسبة 1.55%، مكملا هبوطه بعد انخفاض تقريبي بلغ 650 نقطة في اليوم السابق.

وانتهى مؤشر داو جونز عند 42,520.99 نقطة، كما سجل مؤشر S&P 500 انخفاضا بنسبة 1.22% ليغلق عند 5,778.15 نقطة، بعد أن شهد أسوأ يوم له هذا العام في الجلسة السابقة.

أما مؤشر ناسداك المركب فقد تراجع بنسبة 0.35% ليغلق عند 18,285.16 نقطة. وفي أدنى مستوياته، هبط مؤشر داو جونز بأكثر من 840 نقطة، بينما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2%، وتراجع ناسداك بأكثر من 2%، ليتمايل في أوقات كان قريبا من منطقة التصحيح، وهو مصطلح يشير إلى انخفاض المؤشر بنسبة 10% من أعلى مستوياته الأخيرة.

تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 80% من أسهم S&P 500 أنهت اليوم بخسائر، رغم أن بعض المستثمرين استغلوا الفرصة لشراء أسهم شركات مثل نفيديا التي تعرضت لضربات قوية خلال هذا العام.

تأثير التعريفات الأمريكية وردود الفعل الدولية

جاء انخفاض السوق نتيجة مباشرة للإجراءات التجارية التي أعلن عنها ترامب، حيث قام بفرض تعريفات بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارا من منتصف الليل، كما فرض ترامب رسوما إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية.

ولم يكتف الطرف الأمريكي بهذا الإجراء، إذ قامت الصين بالرد بتطبيق تعريفات إضافية تصل إلى 15% على بعض المنتجات الأمريكية، فيما أعلن الرئيس المكسيكي كلوديا شينباوم عن استعداد بلاده لاتخاذ تدابير مماثلة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وعقب تصريح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن كندا ستفرض تعريفات بنسبة 25% على السلع الأمريكية، رد ترامب بالقول إنه سيضيف تعريفات أعلى على كندا.

وقد تعرضت الأسهم التي تعتمد على الواردات لضغوط كبيرة؛ إذ انخفضت أسهم شركتي GM وFord بنسبة تجاوزت 4% وقرابة 3% على التوالي، كما تراجعت أسهم شركة Chipotle التي تحصل على نصف أفوكادوها من المكسيك بنسبة 2%، في حين خسر سهم Target حوالي 2.5%، مع تحذيرات بأن أسعار بعض المنتجات ستشهد ارتفاعًا خلال الأيام المقبلة نتيجة التعريفات.

المخاوف الاقتصادية وتأثير البيانات الاقتصادية

كان هذا الهبوط جزءا من سلسلة خسائر مستمرة في شهر فبراير، حيث كانت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية تسجل خسائر متزايدة بسبب المخاوف المتعلقة بتأثير التعريفات على النمو الاقتصادي. وقد دفع هذا الوضع المستثمرين إلى التخوف من حدوث صدمة اقتصادية إضافية.

في هذا السياق، أعرب سام ستوفال، كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في CFRA Research، عن رؤيته بأن “هذا التصحيح المشروط يعتمد بشكل أساسي على مدى التمسك بالتعريفات من قبل ترامب.”

كما أدت البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة مؤخرا إلى زيادة المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي، حيث تراجعت مؤشرات قطاعات البنوك والتجزئة، مما يشير إلى تأثير سلبي محتمل على النمو الاقتصادي.

مراقبة التطورات المستقبلية

مع انخفاض مؤشرات السوق، أصبح مؤشر S&P 500 يتداول الآن دون مستويات الإغلاق التي سجلها في يوم الانتخابات في نوفمبر، وهو اليوم الذي فاز فيه ترامب بفترة ولايته الثانية.

ويترقب المستثمرون بشغف خطاب الرئيس إلى الكونغرس مساء الثلاثاء، والذي من المتوقع أن يتضمن تصريحات حول التعريفات التجارية، وهي حجر الزاوية في حملته الانتخابية.

كما يترقب المتداولون نتائج البيانات الاقتصادية القادمة لتحديد مدى تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي وعلى استقرار سوق الأسهم.

انتعاش جزئي في بعض القطاعات

على الرغم من الهبوط الكبير، شهدت بعض الأسهم انتعاشا خلال فترة التداول بعد الانخفاض الحاد في بداية الجلسة. فقد لاحظ المتداولون نشاطا إيجابيا في النصف الثاني من اليوم، حيث تمكنت بعض الأسهم التي تكبدت خسائر كبيرة من التعافي جزئيًا، مثل شركة Super Micro Computer التي شهدت انتعاشا بعد هبوطها بنسبة 13% في اليوم السابق، حيث تداولت لاحقا بارتفاع بلغ حوالي 10% عن أدنى مستوياتها.

وبالمثل، شهدت أسهم نفيديا انتعاشا بعد تراجعها بنسبة تقارب 4% في بداية اليوم، حيث عادت للارتفاع نحو 4% في وقت لاحق، مما يدل على أن بعض المستثمرين استغلوا الفرصة لإعادة شراء الأسهم المضيئة.

ختاما يبرز تراجع سوق الأسهم الأمريكية، وخصوصا انخفاض مؤشر داو جونز بأكثر من 1,300 نقطة خلال يومين، كيف أن سياسات ترامب التجارية المتشددة أثرت بشكل كبير على معنويات المستثمرين.

فقد أدت فرض التعريفات على الواردات من كندا والمكسيك والصين إلى زيادة المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي، مما تسبب في موجة من الخسائر على مستوى المؤشرات الرئيسية.

وبينما يترقب المستثمرون خطاب ترامب إلى الكونغرس ونتائج البيانات الاقتصادية القادمة لتحديد مسار السياسات التجارية والاقتصادية المستقبلية، يبقى السؤال قائما حول قدرة السوق على تحمل الصدمات المتزايدة في ظل بيئة تسودها حالة من عدم اليقين.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى