أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

تراجع سوق الأسهم الأمريكية وسط تأكيد التعريفات من ترامب

شهد سوق الأسهم الأمريكية تراجعا ملحوظا يوم الاثنين، حيث اتسعت الخسائر التي بدأت في فبراير وتحولت المؤشرات الرئيسية إلى اللون الأحمر على مستوى العام.

وجاء هذا التراجع عقب تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ تعريفات جديدة على الواردات من المكسيك وكندا، مما أثار مخاوف واسعة بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي وعلى معنويات المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكية.

أداء المؤشرات الرئيسية

انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.1%، مما أدى إلى تحقيق خسارة تقارب 1% على مستوى العام حتى الآن، كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 789 نقطة، أي بنسبة 1.8%، فيما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3%، متأثرا بانخفاض سهم شركة نفيديا بأكثر من 9%.

ومن اللافت أن جميع المؤشرات الرئيسية في سوق الأسهم الأمريكية كانت قد شهدت ارتفاعا في بداية الجلسة، حيث وصل مؤشر داو جونز إلى ارتفاع مؤقت يقارب 200 نقطة، قبل أن يتراجع السوق بشكل حاد عقب تصريحات ترامب.

تصريحات ترامب وتأثيرها على السوق

أعاد ترامب التأكيد على أن التعريفات بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا ستدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، وهو ما قضى على آمال المستثمرين في التوصل إلى صفقة أخيرة لتجنب تطبيق التعريفات الكاملة على هذين الحليفين الرئيسيين للولايات المتحدة. وفي تصريح صدر من البيت الأبيض برفقة وزير التجارة هوارد لوتنيك، قال ترامب: “لم يبقَ مجال للمكسيك أو كندا.”

وأضاف: “التعريفات المتبادلة ستبدأ في 2 أبريل… ولكن الأهم من ذلك، غدا ستبدأ التعريفات بنسبة 25% على الواردات من كندا و25% على المكسيك.”

كما وقع ترامب إجراء يفرض تعريفات إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وفقا لمسؤول في الإدارة. وقد أدت هذه التصريحات إلى زيادة المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات على النمو الاقتصادي العالمي، مما أثر سلبا على سوق الأسهم الأمريكية وأسواق المال بشكل عام.

تأثير التعريفات على قطاعات مختلفة

تأثرت قطاعات متعددة في سوق الأسهم الأمريكية بتلك التصريحات؛ فقد شهدت أسهم التكنولوجيا تراجعا حادا، حيث انخفض سهم Nvidia بأكثر من 9%، إلى جانب هبوط شركات الذكاء الاصطناعي مثل Broadcom وSuper Micro Computer.

كما تراجع مؤشر Russell 2000 الذي يركز على الشركات الصغيرة بأكثر من 3%. إضافة إلى ذلك، انخفضت أسهم الشركات التي يتوقع أن تتعرض لضربة مباشرة من التعريفات أو من الانتقام التجاري من الدول المستهدفة؛ فقد سجلت شركتا GM وFord أدنى مستويات لهما خلال الجلسة، كما تراجعت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التابعة لشركة iShares التي تتبع أداء أسواق المكسيك وكندا.

ردود فعل المستثمرين والآراء الاقتصادية

لم يبق المستثمرون في سوق الأسهم الأمريكية بمعزل عن هذا التوتر؛ فقد حذر بعض الخبراء من أن التعريفات الجديدة قد تشكل صدمة كبيرة للاقتصاد الأمريكي. في مذكرة نشرها كريس روبكي، كبير الاقتصاديين في FWDBONDS، جاء قوله:

“ليس من الواضح ما إذا كان سوق الأسهم الأمريكية سيتمكن من تحمل هذا التغيير. بأي حال من الأحوال، ستشكل التعريفات صدمة للاقتصاد.”

تأتي هذه التصريحات في ظل خسائر شهرية سجلتها المؤشرات الثلاثة في فبراير، حيث انخفض كل من مؤشر داو وS&P 500 بأكثر من 1% خلال الشهر، فيما شهد مؤشر ناسداك المركب أسوأ شهر له منذ أبريل 2024 بانخفاض قدره 4%.

وتعكس هذه الخسائر المخاوف من تأثير التعريفات على سلاسل الإمداد والنمو الاقتصادي، فضلاً عن المخاوف الناجمة عن تراجع ثقة المستثمرين.

البيانات الاقتصادية ودورها في التأثير على السوق

أضافت بيانات اقتصادية جديدة تظهر تراجعا في قطاعات التصنيع والبناء إلى حالة عدم اليقين في سوق الأسهم الأمريكية.

فقد جاءت هذه البيانات لتؤكد على ضعف النشاط الاقتصادي في ظل التوترات التجارية والسياسية، مما يزيد من حذر المستثمرين. وتعد هذه البيانات بمثابة مقدمة لأسبوع حافل بالإفصاحات الاقتصادية، سيختتم بتقرير الوظائف لشهر فبراير المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يعتبر مؤشرا حاسما على صحة سوق العمل والاقتصاد الأمريكي ككل.

ختاما يظهر تراجع سوق الأسهم الأمريكية يوم الاثنين كيف أن تصريحات ترامب بشأن تطبيق تعريفات جديدة على الواردات من المكسيك وكندا قد أدت إلى زيادة المخاوف بشأن تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي.

فقد شهدت المؤشرات الرئيسية انخفاضا حادا، مع تراجع أسهم شركات التكنولوجيا والصناعات الصغيرة بشكل ملحوظ، مما يعكس حالة من عدم اليقين تعم الأسواق.

وبينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية هامة لتحديد مسار الاقتصاد الأمريكي في الأشهر المقبلة، يظل السؤال قائما حول قدرة سوق الأسهم الأمريكية على تحمل هذه التغييرات الكبيرة في السياسات التجارية وآثارها المحتملة على النمو الاقتصادي واستقرار الأسواق المالية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى