أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع الذهب الآمن على خلفية ضعف الدولار ومخاوف التعريفات

ارتفعت أسعار الذهب يوم الاثنين بعد تسجيل أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في الجلسة السابقة، وسجل الذهب الفوري ارتفاعا بنسبة 0.3% ليصل إلى 2,868.54 دولار للأوقية، فيما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1% لتصل إلى 2,878.90 دولار للأوقية.

وجاء هذا الارتفاع مدعوماً بانخفاض مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.4% عن أعلى مستوى له خلال أكثر من أسبوعين، مما جعل الذهب المقدر بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

تأثير سياسات التعريفات على السوق

أثارت تصريحات الرئيس دونالد ترامب مخاوف بشأن التصعيد التجاري، إذ هدد بفرض تعريفات إضافية على الواردات الصينية بنسبة 10% اعتبارا من الثلاثاء، مما يؤدي إلى تحقيق تعريفات تراكمية تصل إلى 20%. وينظر إلى هذه الإجراءات على أنها عامل دافع للطلب الآمن على الذهب، الذي يعتبر ملاذا آمنا في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

وأوضح هان تان، كبير محللي السوق في مجموعة Exinity، “إن الهبوط في أسعار الذهب يظل محدودا نظرا للطلب الواضح على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف من التوترات الجيوسياسية وتباطؤ النمو الاقتصادي.”

بيانات التضخم وتوقعات الاحتياطي الفيدرالي

واجه سعر الذهب ضغوطا في الجلسة السابقة، حيث انخفض بأكثر من 1% بعد أن ارتفعت مستويات التضخم في الولايات المتحدة، مما أثار توقعات بتبني الاحتياطي الفيدرالي موقفا حذرا تجاه خفض أسعار الفائدة هذا العام.

ومع ذلك، تظل بيانات الذهب الفورية مؤيدة للطلب الآمن، بينما يترقب المتداولون تقرير الوظائف الأمريكي الذي من المتوقع أن يوفر مزيداً من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية.

توقعات وآفاق سوق الذهب والفضة

على الرغم من الهبوط الأخير، لا يزال بعض المحللين يتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية هذا العام، وقد يرتفع إلى 3,200 دولار في سيناريوهات المخاطر العالية، وفقا لتحليل من UBS.

كما يتوقع المحللون فرصا لتحقيق مكاسب أكبر في سوق الفضة، حيث سجلت الفضة الفورية ارتفاعا بنسبة 0.6 لتصل إلى 31.35 دولار للأوقية، بينما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.3% إلى 950.2 دولار للأوقية وتقدم البلاديوم بنسبة 1.2% ليصل إلى 929.79 دولار للأوقية، وتأتي هذه التوقعات وسط إشارات على تعافي معتدل في الإنتاج الصناعي العالمي.

مشتريات البنوك المركزية: المحرك الأساسي

يعزى الارتفاع في التوقعات بشكل رئيسي إلى الطلب القوي والمتزايد على الذهب من قبل البنوك المركزية، فمنذ تجميد أصول البنك المركزي الروسي في عام 2022 عقب غزو روسيا لأوكرانيا، بدأت البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من الذهب بوتيرة ملحوظة.

وأشارت توماس إلى أن الطلب المؤسسي الشهري في سوق لندن خارج البورصة كان يبلغ في المتوسط 17 طنا قبل تجميد الأصول، بينما سجل ديسمبر من العام الماضي 108 أطنان، مما يمثل زيادة بمقدار خمسة أضعاف.

وقد دفعت هذه الزيادة في الطلب جولدمان ساكس إلى تعديل توقعاتها صعوديا، وتشير التقديرات إلى أن الطلب المستمر من البنوك المركزية قد يرفع أسعار الذهب بنسبة تصل إلى 9% هذا العام.

الدعم الإضافي من انخفاض أسعار الفائدة وتدفقات صناديق الاستثمار

يتوقع محللو جولدمان ساكس أن تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة، والتي يتوقع أن يطبقها الاحتياطي الفيدرالي مرتين هذا العام، إلى دعم إضافي لصعود الذهب كأصل لا يدر عائدا، فالأسعار المنخفضة تجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى التي تحقق عوائد فائدة.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع زيادة مشتريات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، حيث يسعى المستثمرون إلى اللجوء إلى الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

دور المراكز المضاربة في السوق

على الرغم من الدعم المؤسسي الإيجابي، يحتفظ المضاربون بمراكز طويلة غير معتادة في عقود الذهب الآجلة، ويحذر جولدمان ساكس من أن تخفيض هؤلاء المضاربين لمراكزهم قد يضغط مؤقتا على الأسعار.

ومع ذلك، إذا استمرت حالة عدم اليقين—سواء بسبب تهديدات التعريفات أو المخاطر الجيوسياسية أو مخاوف بشأن ارتفاع الديون الحكومية—فقد تزيد المراكز الطويلة لدى المضاربين، مما قد يدفع أسعار الذهب لتصل إلى 3300 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025.

المخاطر الصعودية والهبوطية

حدد تقرير جولدمان ساكس عدة سيناريوهات محتملة. من الجانب الإيجابي، إذا استمرت حالة عدم اليقين في السياسات وظلت مشتريات البنوك المركزية عند متوسط حوالي 70 طنا شهريا، فقد يصل سعر الذهب إلى 3200 دولار للأوقية بنهاية عام 2025.

بالإضافة إلى ذلك، إذا تصاعدت المخاوف بشأن ديون الحكومة الأمريكية، قد تؤدي الزيادة في المراكز المضاربة وتدفقات صناديق الاستثمار إلى رفع الأسعار بنسبة إضافية تصل إلى 5%، مما يدفعها إلى حوالي 3250 دولار للأوقية.

ومن ناحية أخرى، إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير بدلا من خفضها، فإن التوقعات تشير إلى أن يصل سعر الذهب إلى حوالي 3060 دولار للأوقية بنهاية العام نفسه.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى