أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

ارتفاع طفيف في أسعار النفط بعد إلغاء تراخيص تشيفرون في فنزويلا

شهد سوق النفط ارتفاعا طفيفا يوم الخميس بعد انخفاض في الجلستين السابقتين، في ظل تجدد المخاوف بشأن العرض وتوترات جيوسياسية أثرت على توجهات المستثمرين.

وجاء هذا التحرك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عكس قرار سابق بمنح ترخيص لشركة تشيفرون للعمل في فنزويلا، القرار الذي منحته إدارة الرئيس جو بايدن قبل أكثر من عامين.

وتظهر هذه التطورات كيف تؤثر القرارات السياسية على تدفقات العرض والطلب في سوق النفط العالمي.

تطورات أسعار النفط في السوق

ارتفعت أسعار النفط بعد فترة من الانخفاض، حيث سجلت عقود خام برنت ارتفاعا طفيفا بمقدار سنتين لتصل إلى 72.55 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير.

كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس (WTI) بمقدار 6 سنتات لتتداول عند 68.68 دولار للبرميل، وجاء هذا الارتفاع بعد أن استقرت الأسعار عند أدنى مستوياتها منذ 10 ديسمبر، نتيجة زيادة مفاجئة في مخزونات الوقود الأمريكية، ما أشارت إليه بيانات إدارة معلومات الطاقة.

فقد تراجع الطلب على النفط مع انتشار آمال صفقة سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى خسارة كلا المؤشرين حوالي 5% خلال هذا الشهر.

تأثير قرار ترامب على عمليات تشيفرون في فنزويلا

أعلن الرئيس ترامب يوم الأربعاء عن عكس القرار السابق الذي منح شركة تشيفرون ترخيصا للعمل في فنزويلا، وتصدر تشيفرون حوالي 240,000 برميل يوميا من النفط من عملياتها الفنزويلية، وهو ما يمثل أكثر من ربع الإنتاج الكلي للبلاد.

ويؤدي إلغاء الترخيص إلى وقف تصدير النفط الفنزويلي، مما يزيد من المخاوف حول تراجع الإمدادات العالمية. وصف هيرويكي كيكوكاوا، رئيس وحدة NS Trading في شركة نيسان للأوراق المالية، أن هذا الخبر تسبب في تصفية المراكز البيعية بعد الانخفاض الأخير في الأسعار، خاصةً في ظل تبادل الأخبار عن محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

دور احتياطي النفط الاستراتيجي في دعم السوق

ساهمت عمليات الشراء المحتملة من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي في دعم الأسعار، حيث كان خام غرب تكساس يتداول عند أدنى مستوياته خلال أكثر من شهرين. في الأسبوع الماضي، أعلن ترامب أن إدارته ستعمل على تعبئة الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بسرعة، معبرا عن استيائه من استخدام إدارة بايدن لهذا الاحتياطي لخفض أسعار البنزين.

وتؤكد هذه الخطوة على سعي الإدارة الأمريكية لتحقيق سيطرة أكبر على سوق النفط، وهو ما يدعم توقعات المستثمرين بتراجع الضغوط العرضية مع استمرار التدخل الحكومي.

تأثير التطورات السياسية والاقتصادية

تركزت الأنظار في الأسواق على التطورات السياسية المصاحبة لهذا القرار، فقد أعلن ترامب أن الرئيس الأوكراني فيليديمير زيلينسكي سيزور واشنطن يوم الجمعة لتوقيع اتفاق يتعلق بالمعادن النادرة، فيما صرح زيلينسكي بأن نجاح الاتفاق يعتمد على استمرار المساعدات الأمريكية والمحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

وتبرز هذه التصريحات تأثير السياسة الخارجية على سوق النفط، إذ تزيد من حالة عدم اليقين وتدفع المستثمرين إلى مراجعة استراتيجياتهم في ظل التقلبات الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية.

بيانات المخزون وتحليل الخبراء

وأفادت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي نتيجة لزيادة نشاط التكرير.

في الوقت نفسه، سجلت مخزونات البنزين والمنتجات المقطرة ارتفاعات مفاجئة، مما يشير إلى تحول موسمي في الطلب؛ إذ يتحول الطلب من الكيروسين إلى البنزين في هذه الفترة.

وعلق هيرويكي كيكوكاوا بأن البيع الذي قاده ارتفاع المخزونات قد وصل إلى نهايته مع انتهاء فترة الذروة الموسمية، ومن جانب آخر، أشار بنك جولدمان ساكس في مذكرة يوم الأربعاء إلى أن أهداف الإدارة الأمريكية المزدوجة لتحقيق هيمنة على السلع والحفاظ على الأسعار المعقولة تدعم توقعاته بأن يستقر خام برنت ضمن نطاق 70 إلى 85 دولار للبرميل، وهو النطاق الذي يساهم في تعزيز النمو القوي للإمدادات الأمريكية.

ختاما يبرز قرار ترامب بإلغاء الترخيص الذي كان يسمح لتشيفرون بتصدير النفط الفنزويلي تأثيرا مباشرا على أسعار النفط، إذ ساهم في ارتفاع طفيف بعد فترة من الانخفاض الحاد.

وتظهر هذه التطورات التفاعل المعقد بين القرارات السياسية والتغيرات في بيانات المخزون والأنشطة الاقتصادية، مما يخلق حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين.

ويتابع المشاركون في السوق عن كثب تحركات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي وتطورات المحادثات الدولية بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لتوقع مسار الأسعار المستقبلي.

وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يبقى التنسيق بين السياسات الاقتصادية والتدخلات الحكومية أمرًا حيويًا لضمان استقرار الأسواق وتلبية احتياجات المستهلكين العالميين من النفط.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى