أخبار الدولار الأمريكيأخبار الأسواق

ارتفاع الدولار الأمريكي واستقراره وسط بيانات اقتصادية وتحركات عملات أخرى

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا طفيفا يوم الأربعاء، إذ انتعش بعد أن كان قد تراجع إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياتها خلال 11 أسبوعا، نتيجة لتعافي عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد انخفاضات حديثة كانت ناجمة عن بيانات اقتصادية ضعيفة وحالة من عدم اليقين بشأن تنفيذ الرسوم الجمركية.

تعافي عوائد السندات وتحركات مؤشر الدولار

ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.30% ليصل إلى 106.56، مقارنةً بأدنى مستوى أسبوعي بلغ 106.12، وهو أدنى مستوى منذ 10 ديسمبر. تأتي هذه الزيادة بعد أن دفعت مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي ومخاوف السياسات التجارية المستثمرين نحو السندات الآمنة، مما أثر على الطلب على الدولار مؤقتًا.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن الاقتصاد يبدو أكثر هشاشة مما تشير إليه المؤشرات التقليدية، مستشهداً بتقلبات أسعار الفائدة، واستمرار التضخم، واعتماد نمو الوظائف على القطاع الحكومي، كما وصف الرسوم الجمركية كمصدر هام للإيرادات.

وشهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات ارتفاعا بنسبة 0.7%، حيث ابتعدت عن أدنى مستوياتها التي سجلت خلال 11 أسبوعا عند 4.283%، مما يشير إلى تحقيق أول أرباح في ست جلسات تداول متتالية، ويأتي هذا في ظل توقعات بأن ترتفع الضغوط التضخمية مع فرض الرسوم الجمركية المحتملة على واردات كندا والمكسيك في الأسبوع المقبل، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول.

ووفقا لأداة Fedwatch، فإن احتمالات تخفيض سعر الفائدة بمقدار 0.25% في اجتماع مارس تبلغ 2.5%. ويترقب المتداولون بيانات الناتج المحلي الإجمالي ونفقات المستهلك الشخصية خلال هذا الأسبوع، إلى جانب مجموعة من التصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، لتحديد مسار السياسات النقدية في الأشهر القادمة.

تحركات العملات الأجنبية وتأثيرها

تباين أداء الدولار مقابل العملات الأخرى فقد انخفض اليورو إلى 1.0488 دولار بعد أن بلغ أعلى مستوى له عند 1.0528 دولار يوم الاثنين، في ظل استمرار تقييم صانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي لأثر سعر الفائدة الحالي البالغ 2.75%. وفي المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2645 دولار بعد انخفاض طفيف على خلفية بيانات تشير إلى انخفاض تسجيلات السيارات وتفاؤل متواضع في قطاع التجزئة البريطاني.

أما بالنسبة للين الياباني، فقد شهد الدولار ارتفاعا أمامه بنسبة 0.35% ليصل إلى 149.54 ين بعد أن كان عند 148.95 ين يوم الثلاثاء، حيث جاءت هذه التحركات في ظل بيانات اقتصادية يابانية تظهر تباطؤ نمو أسعار الخدمات وتراجع نمو الأجور. كما ارتفع سعر الدولار مقابل الدولار الكندي إلى 1.4346 بعد صدور بيانات متعلقة بمبيعات التصنيع في كندا.

التطورات الدبلوماسية والتجارية

تأتي تحركات الدولار في وقت تتصاعد فيه المخاوف التجارية والسياسية. فقد صرح الرئيس ترامب مؤخرًا بأنه سيكشف عن تعريفات جديدة خلال الشهر المقبل، مستهدفًا واردات من دول مثل كندا والمكسيك، مما يثير توقعات بشأن تأثير هذه الإجراءات على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وفي الوقت نفسه، تتابع الأسواق التطورات الدبلوماسية، إذ يجري التحضير لمحادثات خبراء بين روسيا والولايات المتحدة في سياق جهود التوصل إلى اتفاق سلام بشأن الصراع في أوكرانيا. وقد تم تأكيد استعداد السلطات الروسية والأمريكية، فيما أُبرمت اتفاقية بشأن الموارد الطبيعية لأوكرانيا بين الطرفين.

وفي الوقت الذي يشهد فيه الدولار تقلبات طفيفة، حافظت البيتكوين على استقرارها عند حوالي 88,242 دولارًا، بعد تراجع بنسبة 5.6% يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوى لها منذ منتصف نوفمبر. تعكس هذه التحركات حالة من عدم اليقين في السوق الرقمية وسط توقعات بتصحيحات محتملة في أسواق الأصول الرقمية.

ختاما يعكس تراجع الدولار الأمريكي وارتفاعه الطفيف أمام العملات الرئيسية حالة من التقلب والانتظار في الأسواق المالية، وسط توقعات ببيانات اقتصادية مهمة وتصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.

ويظهر انخفاض عوائد سندات الخزانة وتحركات العملات الأجنبية تداخل عوامل اقتصادية وسياسية تؤثر على مسار الدولار. وفي الوقت نفسه، تظل التطورات الدبلوماسية والتجارية، خاصة تلك المتعلقة بالرسوم الجمركية ومحادثات السلام، ضمن المحاور الأساسية التي يتابعها المستثمرون عن كثب لتحديد اتجاه السياسات النقدية والتجارية في الولايات المتحدة على المدى القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى