أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

الذهب يستقر مع ترقب الأسواق لخطط ترامب الجمركية وتأثيرها

شهد سوق الذهب استقرارا ملحوظا يوم الأربعاء، حيث حافظ سعر الذهب على مستويات قريبة من الذروة القياسية، وذلك وسط تركيز المستثمرين على السياسات التجارية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتأتي هذه الحالة في ظل مخاوف متزايدة من احتمال اندلاع حرب تجارية قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية عالمية، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

تأثير الرسوم الجمركية على سعر الذهب

أعلنت إدارة ترامب عن نية فرض تعريفات جديدة على واردات معينة مثل الأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والأدوية خلال الشهر المقبل.

وتعتبر هذه السياسات التجارية أحد العوامل التي أثرت سلبا على معنويات المستثمرين، مما دفعهم للبحث عن أصول آمنة.

نتيجة لذلك، شهد سعر الذهب ارتفاعا ملحوظا، حيث وصل الذهب الفوري إلى حوالي 2,916.63 دولار للأوقية وقت نشر هذا المقال، بعد أن سجل سعره فوق أدنى مستوى له خلال أكثر من أسبوع.

وقد كان لهذه السياسات دور في دفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية، حيث وصل إلى 2,956.15 دولار للأوقية في جلسة سابقة.

تأثير البيانات الاقتصادية والتصحيحات الفنية على سعر الذهب

تأثرت حركة سعر الذهب أيضا بتصحيحات فنية جاءت عقب انخفاضات كبيرة في أسواق الأسهم والبيتكوين.

ووفقا للمحلل المستقل روس نورمان، فإن “التصحيح الحاد في سعر الذهب جاء نتيجة لتراجع أسواق الأسهم والبيتكوين، لكن سوق الذهب شهد عمليات شراء جيدة عند المستويات المنخفضة، مما أعاد توازنه بسرعة مقارنة بفئات الأصول الأخرى.”

وأضاف نورمان أن هذه الانخفاضات قد تخلق فرصا جيدة للمستثمرين لاقتناص الذهب عند مستوى سعر الذهب الذي يقارب 2,900 دولار للأوقية، وهو ما قد يشكل نقطة دخول مثالية لمن فاتتهم موجة الصعود السابقة.

كما أن البيانات الاقتصادية، وخاصة تقرير مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) الذي يعتبر المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، ستصدر يوم الجمعة، مما يزيد من حالة الترقب لدى المستثمرين حول مسار السياسات النقدية.

ففي ظل استمرار عدم اليقين، يبقى سعر الذهب خيارًا استثماريًا جاذبًا للتحوط ضد التضخم وعدم استقرار الأسواق.

الدعم المؤسسي وتدفقات صناديق الاستثمار

يدعم سعر الذهب أيضا الطلب المركزي المتزايد، إذ تظهر بيانات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب زيادة في التدفقات الشرائية.

وقد أشارت التقارير إلى ارتفاع حيازات صناديق الاستثمار في الذهب، مما يدل على أن المستثمرين الكبار يسعون لتنويع محافظهم بعيدا عن العملات التقليدية.

ويؤكد هذا الدعم المؤسسي أن سعر الذهب سيظل يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، حتى في ظل حالة عدم اليقين التجاري والسياسي.

توقعات مستقبلية لسعر الذهب

على الرغم من أن سعر الذهب وصل إلى مستويات مرتفعة خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الاتجاه الفني يشير إلى أن الزخم قد يفتر قليلاً مع احتمالية جني الأرباح من قبل المتداولين الذين استفادوا من الارتفاعات السابقة. وفي هذا السياق، يتوقع بعض المحللين أن يستمر الطلب على الذهب في الارتفاع إذا ما استمر التوتر التجاري وعدم اليقين السياسي، مما قد يدفع سعر الذهب ليتجاوز حاجز 3,000 دولار للأوقية في المستقبل القريب.

وأشار محللون إلى أن سلوك البنوك المركزية سيكون عاملًا رئيسيًا في تحديد مستقبل سعر الذهب، حيث أن سياسات الشراء والتنوع في الاحتياطيات ستظل تدعم المعدن الأصفر كأصل احتياطي. وفي هذا السياق، يعتبر الذهب خيارا استثماريا مهما في مواجهة تقلبات الأسواق، خاصة مع استمرار الضغوط الناتجة عن السياسات التجارية التي يتبناها ترامب.

ختاما يبقى سعر الذهب في مركز الصدارة كأصل ملاذ آمن في ظل بيئة اقتصادية متقلبة وسياسات تجارية غير مستقرة. فقد حافظ الذهب على استقراره رغم التوترات الناجمة عن تهديدات الرسوم الجمركية، واستفاد من تصحيحات السوق التي أعادت توازن العرض والطلب في سوق الذهب.

ومع انتظار البيانات الاقتصادية المهمة مثل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، يستمر المستثمرون في متابعة التطورات عن كثب لتحديد تأثيرها على السياسات النقدية وأسواق السلع.

وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل الذهب خيارا جذابا للتحوط ضد المخاطر، مع توقعات بأن يستمر في دعم الثقة في النظام المالي العالمي، وربما يشهد ارتفاعا إضافيا نحو مستويات قياسية جديدة في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى