أخبار الأسواقاخبار اقتصادية

استقرار أسعار النفط وسط انتظار تقدم مفاوضات السلام في أوكرانيا

تشهد أسواق النفط حالة من الاستقرار النسبي في بداية يوم الاثنين، إذ ارتفعت الأسعار إلى مستويات مستقرة بينما يترقب المستثمرون تقدما في مفاوضات إنهاء الصراع في أوكرانيا .

وتأتي مكاسب أسعار الذهب في ظل محاولات مستمرة للتصول لحل سلمي بين روسيا و أوكرانيا، إلى جانب توقعات بعودة تدفقات النفط من شمال العراق.

ويظل التوتر الجيوسياسي والتداعيات المحتملة للعقوبات الدولية من أبرز العوامل التي تشكل معادلة العرض والطلي في السوق العالمية.

تأثير مفاوضات السلام على الأسعار

يعد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا من أبرز العوامل التي ينتظرها المستثمرون، إذ أن أي تقدم في هذه المحادثات قد يخفف من حالة عدم اليقين التي يعاني منها السوق.

ففي ظل استمرار المحادثات بين المسؤولين الأمريكين والروس، ومع اقتراب دخول الصراع في عامه الرابع، يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الجهود على الأسعار قائما.

وتشير التصريحات الأخيرة إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي سيعقدون قمة استثنائية في السادس من مارس لبحث سبل دعم أوكرانيا وضمانات أمنية للدول الأوروبية، ما يضيف بعدا إيجابيا على توقعات تخفيف التوتر في المنطقة.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده للتنازل عن منصبه في حال ساعد ذلك على إحلال السلام، فيما شرعت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب في مبادرات منفردة للتفاوض مع روسيا دون إشراك أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر.

ويعتقد بعض المسؤولين أن أي تخفيف في العقوبات المفروضة على صادرات النفط الروسية لن يؤدي بالضرورة إلى زيادة التدفقات النفطية، خاصةً وأن روسيا عضو في تحالف أوبك+ الذي يفرض قيودًا على الإنتاج.

تحديات العرض والطلب

على الرغم من استقرار الأسعار، تبقى هناك عوامل تضغط على معادلة العرض والطلب.

فقد سجلت أسعار النفط انخفاضات طفيفة في نهاية الأسبوع الماضي، حيث تراجعت أسعار خام برنت وWTI بأكثر من 2 دولار لكل منهما خلال يوم الجمعة، مما أسفر عن انخفاض أسبوعي بنسبة 0.4% و0.5% على التوالي.

يعود هذا التراجع إلى حالة من عدم اليقين السياسي والتجاري، إذ ما زالت المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية لمفاوضات السلام والضغط الناتج عن العقوبات تشكل عامل ضغط على الأسعار.

وفي الوقت نفسه، يظل تأثير العوامل الموسمية والعرض المحلي في الولايات المتحدة عاملا مهما؛ إذ يشهد الإنتاج الأمريكي تحديات مناخية قد تؤدي إلى تقليل حجم الإنتاج في بعض المناطق.

كما أن تقلبات السوق الفني، التي تتراوح الأسعار ضمن نطاق محدد، تشير إلى أن المستثمرين لا يزالون يتخذون موقفا حذرا، حيث تتأرجح الأسعار بين مستويات الدعم والمقاومة دون تحرك حاسم.

التدفقات النفطية من العراق والتأثير الإقليمي

يترقب المستثمرون أيضا عودة تدفقات النفط من منطقة كردستان العراقية عبر خط أنابيب العراق-تركيا، إذ يقدر أن هذه التدفقات قد تضيف حوالي 185,000 برميل يوميا إلى السوق العالمي.

ورغم ذلك، تبقى توقيت استئناف هذه التدفقات غير واضح بعد تصريحات مسؤولين عراقيين، مما يضيف بعدا آخر من عدم اليقين بشأن مستقبل العرض العالمي.

ويشير ذلك إلى أن أي تغيير في تدفقات النفط من العراق قد يكون له تأثير مباشر على توازن العرض والطلب العالمي، مما يدفع الأسعار إلى التحرك في اتجاهات قد تكون صعودية أو هبوطية اعتمادًا على حجم الزيادة في العرض.

تأثير السياسات التجارية والعقوبات الدولية

تستمر السياسات التجارية والتوترات الدولية في التأثير على أسعار النفط، إذ لا تزال المخاوف من فرض تعريفات جديدة من قبل إدارة ترامب قائمة.

فبينما يترقب السوق نتائج المحادثات حول السلام، تظل المخاوف من تصعيد الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية عاملا مؤثرا، إذ من المحتمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتقليل الطلب على النفط. كما تؤثر العقوبات التي تفرض على روسيا على تدفقات النفط، حيث يتعين على روسيا التقيد بحصتها الإنتاجية ضمن تحالف أوبك+، مما يحد من إمكانيات زيادة العرض حتى في حال تخفيف العقوبات.

ختاما يبقى سوق النفط في حالة من التوازن الدقيق وسط حالة عدم يقين تشمل محادثات السلام في أوكرانيا وتداعيات السياسات التجارية والعقوبات الدولية. مع استمرار حالة الترقب لنتائج المفاوضات ومحاولة إعادة تدفق النفط من شمال العراق، يبقى العرض العالمي متأثرًا بعوامل عدة من بينها المخاوف الجيوسياسية والتغيرات الموسمية.

ورغم أن الأسعار استقرت عند مستويات قريبة من ذروتها، فإن التطورات المستقبلية قد تؤدي إلى تقلبات كبيرة سواء في الاتجاه الصعودي أو الهبوطي. على المستثمرين متابعة هذه التطورات عن كثب لتقييم تأثيرها على توازن العرض والطلب العالمي، حيث سيشكل هذا التفاعل محورًا رئيسيًا في تحديد مسار أسعار النفط في الأشهر القادمة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى