أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

ضعف سعر الدولار وسط ترقب تأثير الرسوم الجمركية

شهد سعر الدولار انخفاضا ملحوظا يوم الخميس مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، وذلك في ظل ترقب المستثمرين لتداعيات سياسات الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.

وقد أدت هذه السياسات إلى تخفيف بعض المخاوف التي كانت تؤثر على الثقة في العملة الأمريكية، فيما ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوياته خلال عدة أسابيع بسبب توقعات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان.

ووصل مؤشر الدولار إلى انخفاض بنسبة 0.4% ليصبح عند 106.79، ومن المتوقع أن ينهي الأسبوع بشكل شبه ثابت بعد انخفاض بلغ 1.2% في الأسبوع الماضي.

تأثير السياسات الجمركية الجديدة على سعر الدولار

أعلن الرئيس ترامب يوم الأربعاء أنه سيكشف عن تعريفات جديدة خلال الشهر المقبل، تشمل إضافة منتجات الأخشاب والمنتجات الحرجية إلى الخطط التي أعلن عنها سابقا.

وجاءت هذه الخطوة في إطار سعي الإدارة الأمريكية لإعادة هيكلة التجارة الدولية وتعديل الميزان التجاري مع الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية.

وأوضح مايكل فيستر، محلل العملات في بنك كومرتس بنك، أن التراجع في الدولار كان أقل حدة مقارنة بالتحركات التي شوهدت بعد الإعلان الأولي عن تعريفات ترامب على المكسيك وكندا في يناير.

وأضاف فيستر: “نشهد بعض الضعف في الدولار، لكنه ليس بمستوى التحركات السابقة”، مما يشير إلى أن السوق بدأت تتكيف مع التهديدات الجمركية، رغم استمرار المخاوف من تداعياتها.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على السوق

يستمر تأثير التطورات الجيوسياسية في تشكيل حركة العملات، خاصة بعد تصريحات الرئيس ترامب التي وصفت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ “الدكتاتور”، مما عمّق الخلاف بين الزعيمين وأثار قلق المسؤولين الأوروبيين.

كما أدلى ترامب بتصريحات حول إمكانية توقيع صفقة تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، مع توقع زيارة محتملة لرئيس الصين، شي جين بينغ، إلى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد. يظهر ذلك أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالتغييرات في العلاقات التجارية الدولية، خاصة مع الدول التي لها تعرض كبير للتجارة مع الصين.

بيانات الطلبات الأولية لإعانات البطالة

يعتبر مؤشر الطلبات الأولية لإعانات البطالة من أهم المؤشرات التي يقيسها المحللون لتقييم حالة سوق العمل الأمريكية. إذ يظهر هذا المؤشر مدى تعرض الاقتصاد لظروف تسريح العمال وتغيرات في معدلات التوظيف. ورغم أن الزيادة البسيطة من 214,000 إلى 219,000 طلب قد تبدو طفيفة، فإنها تعكس استمرار تذبذب أرقام البطالة ضمن نطاق معتدل، وهو ما يشير إلى عدم حدوث موجة تسريحات ضخمة مفاجئة في سوق العمل الأمريكي.

يذكر أن هذه الأرقام تظل ضمن النطاق الطبيعي الذي شهدته الولايات المتحدة على مدار العامين الماضيين، مما يدل على أن الاقتصاد الأمريكي تمكن من تجنب ارتفاع حاد في معدلات البطالة، رغم الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التوترات التجارية والتحديات العالمية.

تأثير العملات ذات الصلة بالتجارة الآسيوية

يُعد تأثير السياسات التجارية الدولية واضحًا على العملات المرتبطة بالتجارة مع الصين، مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي.

فقد شهد الدولار الأسترالي ارتفاعا بنسبة 0.51% ليصل إلى 0.63780 دولار أمريكي، وهو نتيجة لتقلبات جاءت بعد تقرير الوظائف المختلط الذي أظهر زيادة في التوظيف للشهر الثاني على التوالي، رغم ارتفاع معدل البطالة قليلاً.

كما سجل الدولار النيوزيلندي ارتفاعًا بنسبة 0.57% ليصل إلى 0.57340 دولار أمريكي. وتُظهر هذه التحركات أن الأسواق تركز على تأثير العلاقات التجارية مع الصين على أداء العملات ذات الصلة، مما يؤثر بدوره على تقييم الدولار الأمريكي مقابل هذه العملات.

أداء اليورو والجنيه الإسترليني مقابل الدولار

على الصعيد الأوروبي، شهد اليورو تراجعًا بسيطًا مقابل الدولار؛ إذ وصل سعر اليورو إلى 1.041 دولار أمريكي بعد انخفاض بنسبة 0.3%. في المقابل، سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.26180 دولار أمريكي. ويُعكس هذا التباين أن المستثمرين يقيمون تحركات العملات بناءً على التوترات التجارية والسياسية العالمية، إضافةً إلى توقعات السياسات النقدية المستقبلية في الولايات المتحدة وأوروبا.

توقعات وآفاق أسعار العملات

تشير مؤشرات السوق إلى أن عدم اليقين حول سياسات الرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية سيستمر في التأثير على حركة الدولار. ففي ظل هذه الظروف، قد يبقى الدولار في حالة ضعف نسبي حتى تتضح النتائج الفعلية للسياسات التجارية الجديدة والمفاوضات الدبلوماسية التي يجري العمل عليها، سواء في إطار العلاقات مع الصين أو فيما يتعلق بالصراعات الجيوسياسية مع أوكرانيا. وفي نفس الوقت، يُتوقع أن تُظهر بيانات الاقتصاد الأمريكي القادمة، مثل تقارير الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات التضخم، مزيدًا من التأثير على مسار الدولار على المدى القريب.

كما يشير بعض المحللين إلى أن التوترات الجيوسياسية، إلى جانب المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، قد تدفع المستثمرين إلى التحول نحو الأصول الآمنة كوسيلة للتحوط، مما يقلل من جاذبية الدولار. ويأتي ذلك في سياق محاولات المسؤولين في الولايات المتحدة لإعادة هيكلة السياسات التجارية وإعادة تقييم العلاقات الدولية في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى