أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

انخفاض سعر الدولار ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية

تشهد الأسواق المالية الأمريكية تحركات مهمة في سعر الدولار، حيث أصبح سعر الدولار يتجه نحو خسارة أسبوعية مع بداية يوم الجمعة.

ويأتي هذا التراجع في ظل تأجيل تطبيق التعريفات الجمركية التي كان يعتزم الرئيس ترامب فرضها على الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية، مما أثار آمال المستثمرين بأن يكون تأثيرها أقل حدة مما كان متوقعا.

كما ساهم انخفاض مبيعات التجزئة وصدور بيانات اقتصادية مهمة في تعزيز هذه التحركات، مما دفع المتداولين إلى تعديل توقعاتهم بشأن مسار السياسات النقدية في المستقبل القريب.

تأثير تأجيل التعريفات على سعر الدولار

أصدر الرئيس ترامب تعليمات لفريقه الاقتصادي لدراسة إمكانية فرض تعريفات متبادلة على كل دولة تفرض رسوما على الواردات الأمريكية، مع تقديم توصيات بحلول الأول من أبريل.

وهذه الخطوة أثارت تفاؤل المستثمرين بتأجيل تطبيق التعريفات الجمركية، مما خفف من المخاوف المتعلقة بتأثيراتها السلبية على التجارة والاقتصاد، ونتيجة لذلك، انخفض سعر الدولار، حيث سجل مؤشر الدولار انخفاضا بنسبة 0.44% ليصل إلى 106.62 نقطة، وهو أدنى مستوى له خلال تسع أسابيع، مقارنة بالأسعار التي كانت تسجلها الأسواق في الأيام السابقة.

وأوضح محلل العملات في UBS، فاسيلي سيريبرياكوف، أن الأسواق تأمل في أن تكون آثار التعريفات الجمركية أقل حدة مما كان متوقعا سابقا، مما يعزز من التفاؤل بإمكانية تجنب حدوث نزاع تجاري واسع النطاق.

وأشار إلى أن هذه التوقعات جعلت المستثمرين يفضلون الأصول الآمنة، وهو ما ساهم في تراجع سعر الدولار، مما سمح بارتفاع اليورو وغيره من العملات الرئيسية.

تأثير البيانات الاقتصادية على سعر الدولار

تأثرت حركة سعر الدولار أيضا ببيانات اقتصادية مهمة صدرت مؤخرا، فقد أظهرت بيانات مبيعات التجزئة لشهر يناير تراجعا أكبر مما كان متوقعا، مما زاد من توقعات المتداولين بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرتين خلال هذا العام.

ويعتبر هذا التراجع في مبيعات التجزئة مؤشرا على ضعف الطلب الاستهلاكي، مما يدفع الأسواق إلى تعديل توقعاتها بشأن السياسات النقدية، وبالتالي يؤثر على سعر الدولار.

وترافق ذلك مع صدور بيانات أسعار الإنتاج (PPI) التي أشارت إلى أن بعض مكونات التضخم قد تكون أقل حدة من المتوقع، مما يدعم التوقعات بأن مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، الذي يتابعه الاحتياطي الفيدرالي، قد يسجل مستويات تضخمية أقل.

هذه المعطيات ساعدت في رفع آمال المستثمرين بتخفيف الضغوط التضخمية، وهو ما أدى بدوره إلى انخفاض سعر الدولار.

ويرى المحللون أن انخفاض سعر الدولار يعكس تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة، إذ بدأ متداولو العقود الآجلة بتسعير تخفيضات تصل إلى 40 نقطة أساس خلال هذا العام بعد بيانات التضخم الأخيرة.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على سعر الدولار

لم تكن التأثيرات مقتصرة فقط على السياسات الاقتصادية الداخلية، بل أثرت التطورات الجيوسياسية أيضا على سعر الدولار.

فقد ساهم التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في دعم اليورو مقابل الدولار، مما جعل المستثمرين يميلون إلى تقليل التعرض للعملة الأمريكية.

في هذا السياق، شهد اليورو ارتفاعا بنسبة 0.42% مقابل الدولار ليصل إلى 1.0508 دولار، فيما عززت التصريحات المتعلقة بتحقيق هدنة في المنطقة ثقة المستثمرين في الاستقرار الاقتصادي الأوروبي.

علاوة على ذلك، أشارت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي JD Vance إلى إمكانية فرض عقوبات على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام جيد، مما زاد من المخاوف بشأن السياسات التجارية والعقوبات الدولية.

وفي الوقت نفسه، أعرب وزير الخزانة الأمريكي عن استعداده لدراسة تأثير التلاعب في أسعار الصرف على الاقتصاد، مما يضيف بعدا جديدا للتأثيرات المحتملة على سعر الدولار. ويعتقد أن هذه العوامل، بجانب تأجيل التعريفات والبيانات الاقتصادية، قد تساهم في تخفيض قيمة الدولار على المدى القصير.

ختاما يظهر تراجع سعر الدولار الحالي أن الأسواق تتأثر بشكل كبير بتأجيل تطبيق التعريفات الجمركية وتراجع مبيعات التجزئة، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية التي أشارت إلى احتمالية تخفيف الضغوط التضخمية.

إن انخفاض سعر الدولار إلى أدنى مستوى له خلال تسع أسابيع يعكس التفاؤل بتجنب نزاعات تجارية واسعة النطاق وتحسن توقعات السياسات النقدية في المستقبل. وفي ظل استمرار العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، ستظل حركة سعر الدولار مؤشرًا هاما يعكس الحالة الاقتصادية في الولايات المتحدة والتوقعات المستقبلية بشأن أسعار الفائدة والسياسات التجارية.

وتتابع الأسواق هذه التطورات عن كثب لتحديد الاتجاه المستقبلي للعملة الأمريكية، مما يؤثر بدوره على الثقة في الاقتصاد وعلى قرارات المستثمرين في أسواق المال العالمية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى