أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

توقعات بارتفاع أسعار النفط بعد تخفيف مخاوف الحرب التجارية

تشهد الأسواق تغيرات إيجابية في أسعار النفط، حيث يتوقع أن تنهي أسعار النفط سلسلة من انخفاضات امتدت لثلاثة أسابيع.

وجاء هذا الانتعاش مدعوما بارتفاع الطلب على الوقود وتوقعات بتأجيل تنفيذ تعريفات جمركية متبادلة من قبل الإدارة الأمريكية حتى أبريل، مما يتيح فترة زمنية أطول لتجنب نشوب حرب تجارية جديدة.

وقد ساهمت هذه التطورات في رفع معنويات المستثمرين ودعم أسعار النفط، التي بدأت تشهد تحسنا تدريجيا في ظل ظروف السوق الحالية.

تأجيل التعريفات وتأثيره على أسعار النفط

في خطوة مثيرة للاهتمام، أمر الرئيس دونالد ترامب المسؤولين في وزارة التجارة والاقتصاد بدراسة إمكانية فرض تعريفات متبادلة على الدول التي تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية، مع تقديم توصياتهم بحلول الأول من أبريل.

ويعد هذا التأجيل مؤشرا على أن التعريفات الجديدة لن تفرض في الوقت الحالي، مما خفف من التوترات في صفوف المستثمرين بشأن المخاطر التجارية. وقد ساعد هذا القرار في رفع أسعار النفط، حيث أن انخفاض التوتر التجاري يُحسن من توقعات العرض والطلب على النفط عالميًا.

وارتفعت أسعار النفط، إذ سجل خام برنت ارتفاعا بمقدار 39 سنتا (0.5%) ليصل إلى 75.41 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، فيما شهد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ارتفاعا بمقدار 28 سنتا (0.4%) ليصل إلى 71.57 دولار للبرميل.

وكان كلا العقدين في طريقهما لتحقيق مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 1%، وتشير هذه التحركات إلى أن أسعار النفط بدأت تنتعش بعدما تعرضت لضغوط شديدة خلال الأسابيع الماضية بسبب المخاوف من التصعيد التجاري.

ارتفاع الطلب وتوقعات العرض الروسي

إلى جانب التأجيل في فرض التعريفات، لعب ارتفاع الطلب على الوقود دورا مهما في دعم أسعار النفط. وفقا لتقارير بعض البنوك العالمية، شهد الطلب العالمي على النفط ارتفاعا ليصل إلى 103.4 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل مقارنة بالفترة السابقة. ويعزى ذلك إلى انتعاش الطلب على وقود التنقل والتدفئة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، مما يدفع المستهلكين للتحول نحو استخدام النفط.

من جهة أخرى، هناك توقعات بأن صادرات النفط الروسية قد تستمر في التدفق إذا تم إيجاد حلول لتجاوز العقوبات الأمريكية الأخيرة. ذكرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن استمرار تدفق النفط الروسي قد يحدث تغيرا في توازن السوق العالمي، مما يعقد توقعات أسعار النفط.

ورغم ذلك، فإن المخاوف من تدخل روسيا في التوترات التجارية لا تزال قائمة، خاصة مع إمكانية استئناف المحادثات السلمية بين روسيا وأوكرانيا، ما قد يؤدي إلى رفع بعض العقوبات في حال تحقيق تقدم في السلام.

تأثير البيانات الاقتصادية والسياسات النقدية

على صعيد آخر، شهدت بيانات أسعار الإنتاج الأمريكية تحسنا بسيطا ساعد في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن التضخم.

ففي ظل بيانات تضخمية إيجابية، أصبح من المرجح أن يحتفظ البنك الاحتياطي الفيدرالي بسياسة نقدية متشددة لفترة أطول دون خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

يساهم هذا التوجه في دعم أسعار النفط، حيث أن استقرار السياسات النقدية يقلل من الضغوط التضخمية على الاقتصاد، مما يجعل الطلب على النفط أكثر استقرارا.

يضيف بعض المحللين أن ارتفاع أسعار النفط سيظل محدودا إلى حد ما بسبب توقعات بعودة بعض الإمدادات الروسية إلى السوق. ومع ذلك، فإن الانتعاش في الطلب وتحسن الثقة في الأسواق التجارية من شأنهما أن يدعما مسار أسعار النفط نحو مستويات أعلى، خاصة إذا استمر التراجع في حدة التوترات التجارية.

المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على النقل البحري

تظل المخاطر الجيوسياسية إحدى العوامل التي تؤثر في مسار أسعار النفط، خاصة في مناطق حيوية مثل البحر الأحمر. فقد شهدت المنطقة حالة من الهدوء النسبي بعد توترات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن بعض التحذيرات من هجمات محتملة على السفن لا تزال قائمة.

وهذا الوضع يؤثر على حركة الشحن العالمية، وهو ما يعتبر عاملا مؤثرا في تحديد أسعار النفط على المدى القصير. في ظل هذه الظروف، يبقى المستثمرون على حذر من أي تطورات قد تؤدي إلى اضطرابات في طرق النقل البحري الحيوية.

ختاما تشير المعطيات الحالية إلى أن أسعار النفط قد تنهي سلسلة الانخفاضات التي استمرت لثلاثة أسابيع، مدعومة بارتفاع الطلب على الوقود وتوقعات بتأجيل تنفيذ تعريفات جمركية جديدة حتى أبريل.

كما أن تخفيف التوتر التجاري والمخاوف من حرب تجارية حادة يشكل عامل دعم رئيسي لأسعار النفط في الأسواق العالمية.

ومع ذلك، يبقى الوضع معقدا بسبب توقعات بعودة بعض الإمدادات الروسية إلى السوق وتحديات المخاطر الجيوسياسية في مناطق النقل الحيوية.

في هذا السياق، يتابع المستثمرون عن كثب التطورات التجارية والاقتصادية لتحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط، التي تظل محورية في تقييم صحة الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق الطاقة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى