ارتفاع الأسهم الأمريكية بفضل تأجيل التعريفات الجمركية

شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعا ملحوظا يوم الخميس، حيث أغلقت الأسهم الأمريكية بزيادة تجاوزت 300 نقطة. جاء هذا الارتفاع نتيجة لتراجع المخاوف بشأن فرض تعريفات جديدة على الواردات، بعد أن صرح الرئيس دونالد ترامب بتأجيل تطبيق أي رسوم جمركية جديدة.
وفي الوقت نفسه، شهدت أسهم التكنولوجيا ارتفاعا قويا ساهم في دعم المؤشرات الرئيسية مثل مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك المركب.
إجراءات ترامب وتأجيل التعريفات الجمركية
وقع الرئيس ترامب مذكرة تنفيذية لدراسة إمكانية تطبيق تعريفات متبادلة على الدول الأجنبية، إلا أنه قرر تأجيل فرض رسوم جمركية جديدة بعد أن ألمح إلى تغييرات محتملة في السياسات التجارية خلال هذا الأسبوع.
وجاءت هذه الخطوة لتخفف من توترات التجارة العالمية وتساعد على تقليل مخاوف المستثمرين من تفاقم ضغوط التضخم. وقد أدت هذه القرارات إلى رفع معنويات السوق، مما انعكس إيجابا على الأسهم الأمريكية، وساهم في ارتفاع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.77% ليصل إلى 44,711.43 نقطة.
تأثير أسهم التكنولوجيا على الأسواق
شهدت أسهم التكنولوجيا الأمريكية ارتفاعا كبيرا، حيث سجلت شركة نفيديا ارتفاعا بنحو 3.2% بعد أن أعلنت شركة Hewlett Packard Enterprise شحنها لأول حل يعتمد على شريحة Blackwell من نفيديا.
كما ارتفعت أسهم شركة AppLovin بنسبة 24% على خلف نتائج أرباح قوية، وسجلت شركة تسلا ارتفاعًا بنسبة 5.9%. هذه التحركات القوية في قطاع التكنولوجيا ساهمت في تعزيز أداء الأسهم الأمريكية، مما دفع مؤشر ناسداك المركب إلى تحقيق ارتفاع بنسبة 1.50% ليصل إلى 19,945.64 نقطة.
بيانات أسعار المنتجين وتأثيرها على توقعات أسعار الفائدة
صدر تقرير أسعار المنتجين لشهر يناير، حيث سجلت الأسعار زيادة بنسبة 0.4% بعد تعديل موسمي، متجاوزة توقعات داو جونز البالغة 0.3%.
وشهدت الأسعار الأساسية، التي تستبعد المواد الغذائية والطاقة، ارتفاعا بنسبة 0.3% متوافقة مع التوقعات، ورغم أن الأرقام تشير إلى ارتفاع في تكاليف الإنتاج، فإن بعض البيانات الفرعية تظهر أن المؤشرات التضخمية المفضلة لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، مثل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، قد لا تكون مرتفعة كما يخشاها المتداولون.
هذا ما ساعد في تهدئة المخاوف حول زيادة التضخم، مما أثر إيجابيًا على الأسهم الأمريكية وأسهم الشركات الكبرى.
تأثير أسعار السندات وعوائد الخزانة
بعد صدور بيانات التضخم، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية انخفاضا بنحو 10 نقاط أساس لتصل إلى 4.531%. هذا الانخفاض في عوائد السندات ساعد على تخفيف الضغوط على الأسواق المالية، إذ يعد ارتفاع العوائد مؤشرا على توقعات أسعار فائدة مرتفعة لفترة أطول.
وقد أعرب المحللون عن تفاؤلهم بأن انخفاض العوائد قد يكون مؤشرًا إيجابيًا لدعم النمو في الأسهم الأمريكية، مما يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.
تأثير التصريحات الدولية والعوامل الجيوسياسية
بالإضافة إلى التطورات الاقتصادية الداخلية، أثرت العوامل الدولية على تحركات السوق. فقد شهد اليورو ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.0434 دولار، بينما ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.56% ليصل إلى 153.56 ين للدولار.
كما أضافت التصريحات المتعلقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا تفاؤلا بين المستثمرين، هذه التطورات الإيجابية ساهمت في تخفيف حدة التوترات التجارية والجيوسياسية، مما دعم الأسهم الأمريكية وجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن استقرار السوق.
تأثير أخبار الدفاع على الأسهم الأمريكية
على الجانب العسكري، شهدت أسهم شركات الدفاع تراجعا بعد تصريحات الرئيس ترامب التي أشارت إلى إمكانية خفض الإنفاق العسكري إلى النصف.
حيث انخفضت أسهم شركات مثل Lockheed Martin وNorthrop Grumman بنسبة تجاوزت 1%، فيما تراجعت أسهم شركة General Dynamics بنسبة 1.5%. ورغم هذا التراجع في قطاع الدفاع، فإن تأثيره على الأسهم الأمريكية كان محدودا مقارنة بالقوة الداعمة لأسهم التكنولوجيا وتراجع المخاوف التجارية.
ختاما أغلقت الأسواق الأمريكية جلسة تداول إيجابية يوم الخميس بعد أن أدت تصريحات الرئيس ترامب بتأجيل فرض تعريفات جديدة إلى تخفيف المخاوف التجارية والتضخمية.
وساهم ارتفاع أسهم التكنولوجيا والشركات الكبرى في دعم الأسهم الأمريكية، بينما ساعد تقرير أسعار المنتجين والبيانات التضخمية على تهدئة توقعات خفض أسعار الفائدة.
كما لعب انخفاض عوائد سندات الخزانة دورًا في دعم معنويات المستثمرين، في ظل استمرار النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة.
في ضوء هذه التطورات، يبقى المستثمرون يتابعون عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة مثل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي وتوقعات أسعار الفائدة لتحديد معالم السياسات النقدية والتجارية في الأشهر القادمة، مما يبرز أهمية الأسهم الأمريكية كمؤشر على صحة الاقتصاد وسوق المال في ظل الظروف العالمية
اقرأ أيضا…