أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

تراجع أسعار الذهب من مستويات قياسية بعد تصريحات جيروم باول

تواجه أسعار الذهب تراجعا طفيفا بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية جديدة، في ظل تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتركيز الأسواق الآن على البيانات الاقتصادية الأمريكية.

في هذا السياق، أصبحت أسعار الذهب محور اهتمام المستثمرين الذين يتابعون تأثير سياسات التعريفات الجمركية والتوترات الاقتصادية على الأصول الآمنة. وبينما تتواصل المخاوف من حرب تجارية محتملة، يشهد سوق الذهب تقلبات تتعلق مباشرة ببيانات التضخم ومؤشرات أسعار المستهلك.

تفاصيل أسعار الذهب والتحركات السوقية

سجلت أسعار الذهب انخفاضا بنسبة 0.2% لتصل إلى 2,892.50 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، وجاء هذا التراجع بعد أن ارتفعت أسعار الذهب لتصل إلى رقم قياسي بلغ 2,942.70 دولار للأوقية يوم الثلاثاء، وذلك وسط مخاوف من تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وتراجعت أسعار الذهب في العقود الآجلة بنسبة 0.6% لتصل إلى 2,916.60 دولار، مما يعكس حالة من التردد لدى المستثمرين الذين يتابعون تأثير تصريحات الجهات الرسمية على أسواق الذهب.

تصريحات باول وتأثيرها على أسعار الذهب

ظهر جيروم باول أمام الكونجرس في شهادته الأولى منذ تنصيبه، معبرا عن ثقته في الاقتصاد الأمريكي ومؤكدا أن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة.

رغم ذلك، أشارت تصريحات باول إلى وجود حالة من عدم اليقين قد تؤثر على أسعار الذهب، وصرح محلل السلع نيتش شاه من WisdomTree بأن تصريحات باول “أخذت بعض الزخم من أسعار الذهب اليوم” لكن العوامل الأساسية لا تزال تدفع السوق نحو تقلبات مستمرة.

ويعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في ظل هذه الحالة، حيث يبحث المستثمرون عن حماية لرؤوس أموالهم في مواجهة المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.

تأثير السياسات الأمريكية على أسعار الذهب

تأتي تحركات أسعار الذهب في ظل سياسة أمريكية تتسم بالتشدد التجاري، حيث قام الرئيس دونالد ترامب برفع تعريفات واردات الفولاذ والألمنيوم إلى 25%.

وتؤدي هذه السياسات إلى تصاعد المخاوف بشأن احتمال نشوب حرب تجارية عالمية، وهو ما يعزز من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

وفي هذا السياق، تظل أسعار الذهب مرتفعة نسبيا، رغم التراجع الطفيف الذي شهدته مؤخرا، ويترقب المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكي، حيث من المتوقع أن تظهر زيادة بنسبة 0.3% لشهر يناير بعد زيادة بلغت 0.4% في ديسمبر، وتعتبر هذه البيانات مؤشرا حاسما قد تؤثر على اتجاه أسعار الذهب في الأيام القادمة.

بيانات الإنتاج وأسعار الذهب

يظل تأثير بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) أمرا مهما لتحديد مسار أسعار الذهب في المستقبل، إذ يتوقع المستثمرون صدور بيانات PPI يوم الخميس، مما قد يوفر إشارات إضافية حول مستوى التضخم في الاقتصاد الأمريكي.

وتؤثر هذه البيانات على توقعات السياسة النقدية للولايات المتحدة، وهو عامل رئيسي في تحديد جاذبية أسعار الذهب كملاذ آمن.

ويشير المحللون إلى أن أية بيانات تؤكد استمرار ارتفاع التضخم قد تدعم أسعار الذهب وتمنع انخفاضها، بينما قد تؤدي بيانات أفضل من المتوقع إلى تقليل الطلب على الذهب.

أداء معادن ثمينة أخرى وتأثيرها على أسعار الذهب

لم يكن الذهب وحده الذي شهد تغيرات في أسعاره، إذ شهدت المعادن الثمينة الأخرى أيضا تراجعا طفيفا.

فقد انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 31.79 دولار للأوقية، فيما تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.3% لتصل إلى 980.94 دولار للأوقية، وانخفض سعر البلاديوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 971.99 دولار للأوقية.

ورغم ذلك، تظل أسعار الذهب في مقدمة الأصول الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين، مما يعزز مكانته كأداة للتحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.

ختاما في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي والتجاري، تشهد أسعار الذهب تحركات ملحوظة حيث تتراجع قليلا بعد تسجيلها مستويات قياسية جديدة.

وتعزى هذه التحركات إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتأثير سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية على السوق.

ويستمر التركيز على البيانات الاقتصادية القادمة مثل مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين، حيث يتوقع أن تلعب هذه البيانات دورا حاسما في تحديد اتجاه أسعار الذهب في المستقبل القريب.

ويبقى الذهب، وبالتحديد أسعار الذهب، الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في مواجهة التوترات الاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة، مما يعكس أهمية متابعة التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيرها المباشر على أسعار الذهب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى