سيناريوهات تداول محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي
اليوم موعدنا مع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي وهو الحدث الأهم في الأسواق هذا الأسبوع، وسنتناول في هذا المقال السيناريوهات المتوقعة لمحضر الاجتماع وأثر هذا على مستويات الدولار الأمريكي الذي يعاني بالفعل مقابل العملات الرئيسية والسلع.
محضر الاجتماع المنتظر صدوره اليوم خاص باجتماع البنك الفيدرالي الذي عقد في 31/1 أكتوبر/نوفمبر، والذي شهد تثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50% وسط استمرار إشارة البنك إلى انتهاج سياسة التشديد النقدي وترك الباب مفتوح أمام رفع جديد في أسعار الفائدة.
السيناريو الأول: محضر الاجتماع لن يقدم شيء جديد
وهو سيناريو متوقع بشكل كبير حيث يظهر محضر الاجتماع نفس النقاط التي جاءت في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي من تمسك بسياسة التشديد النقدي حتى الوصول بمعدلات التضخم إلى مستهدف البنك عند 2%، وإبقاء الفرصة متاحة لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى والاعتماد على البيانات الاقتصادية لتقييم الاقتصاد واتخاذ قرارات السياسة النقدية القادمة.
الجدير بالذكر أن البيانات الاقتصادية التي تلت الاجتماع غيرت التوقعات في الأسواق بشكل جذري، خاصة بعد تقرير الوظائف عن شهر أكتوبر الذي أظهر تباطؤ في أعداد الوظائف الجديدة وارتفاع معدل الفائدة، ثم انخفاض معدلات التضخم عن نفس الشهر بأقل من التوقعات ليسجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي 3.2% بالإضافة إلى تراجع المؤشر الجوهري أيضاً الذي يستثنى عوامل التذبذب.
نستنتج من هذا أن محضر الاجتماع لن يشهد التحديث الأخير الخاص بالبيانات الأمريكية، وبالتالي وفقاً لهذا السيناريو لن يحدث تفاعل كبير للأسواق مع محضر الاجتماع، خاصة أن الأسواق تقوم الآن بتسعير يعتمد على انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة ووضع احتمال بنسبة 30% لخفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماع شهر مارس من عام 2024.
وفقاً لهذا السيناريو سيستمر الدولار الأمريكي في التراجع مقابل العملات الرئيسية بنفس الوتيرة، وقد يشهد بعض التوسع في الخسائر بسبب خيبة الأمل التي قد تصيب المراهنين على تعافي مستويات الدولار.
التوقعات بالنسبة لمؤشر الدولار أن يستمر في الهبوط وصولاً إلى منطقة المستوى 102.60 ومن بعده المستوى 102.10.
السيناريو الثاني: محضر الاجتماع يظهر تشديد نقدي أكبر من المتوقع
في هذا السيناريو يظهر محضر الاجتماع أن أعضاء البنك الفيدرالي متمسكين بالتشديد النقدي بشكل أكبر من توقعات الأسواق الحالية، وأنهم يرون أن السياسة النقدية الحالية قد لا تكون كافية للوصول إلى مستهدف التضخم 2% في وقت زمني مناسب للبنك.
هناك احتمالية بنسبة معقولة أن يتحقق هذا السيناريو خاصة أن أغلبية أعضاء البنك الفيدرالي بما فيهم رئيس البنك جيروم باول قد أشاروا إلى هذا خلال تصريحاتهم عقب اجتماع البنك، وبالتالي فإن فرص بقاء سياسة التشديد النقدي لفترة أطول من الوقت أمر وارد بشكل كبير.
في حال تحقق هذا السيناريو سيكون له تأثير كبير على الأسواق المالية، وسنشهد تعافي قوي لمستويات الدولار الأمريكي الذي يعاني من هبوط حاد منذ الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات التضخم.
سيعمل هذا السيناريو على تخفيف توقعات الأسواق الحالية والتي ربطت انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي ببدء عمليات خفض الفائدة بشكل مباشر، وهو ما لم يشير إليه البنك في أي من اجتماعاته السابقة، بل كانت إشارته دائما إلى بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت بغض النظر عن رفع الفائدة مجدداً من عدمه.
وبالتالي ستعدل الأسواق من توقعاتها وفقاً لهذا وسنشهد عودة الدولار الأمريكي إلى التعافي بشكل كبير، وفي هذه الحالة قد يعكش مؤشر الدولار حركته نحو الأعلى ويضع مستهدفات عند 104.00 و104.50 و 105.00.
2 تعليقات