أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط ترتفع مع استقرار السوق بعد تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية

ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد انخفاضات شهدتها الأسبوع الماضي بسبب المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية، حيث أبدى المستثمرون تفاؤلا أكبر وتجاهلوا تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعا بقيمة 74 سنتا أو ما يعادل 1% لتصل إلى 75.40 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير.

كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي بنسبة 1% أو 72 سنتا لتصل إلى 71.72 دولار للبرميل، وجاء هذا الارتفاع بعد ثلاثة أسابيع متتالية من التراجع بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي العالمي.

تأثير الرسوم الجمركية على السوق

قال هاري تشيلينجويريان، رئيس قسم الأبحاث في شركة Onyx Capital: “إن عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية هو العامل الأساسي الذي يؤثر على شهية المخاطرة في الأسواق بشكل عام، وله تداعيات مباشرة على أسعار النفط“.

أعلن ترامب يوم الأحد عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، مما أثار مخاوف جديدة بشأن تأثير هذه السياسة على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة.

من جهة أخرى، تستعد الصين لفرض رسوم جمركية انتقامية على بعض الصادرات الأمريكية اعتبارا من يوم الاثنين، دون تحقيق تقدم واضح في المفاوضات بين بكين وواشنطن. في هذه الأثناء، يسعى تجار النفط والغاز إلى الحصول على استثناءات من الصين لاستيراد الخام الأمريكي والغاز الطبيعي المسال.

وبالرغم من القلق، بدا المستثمرون أكثر هدوءا هذه المرة. وأوضح توني سيكامور، المحلل في شركة IG بسيدني، أن الأسواق ربما تكون قد تكيفت مع فكرة استمرار الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وأضاف: “يبدو أن المستثمرين أدركوا أن رد الفعل السلبي على كل عنوان رئيسي ليس دائما الحل الأفضل”.

وأشار إلى أن هناك احتمالا متساويا بأن يتم التراجع عن هذه الرسوم أو زيادتها في المستقبل، مما يجعل الأسواق تتبنى نهجا أكثر حذرا.

العقوبات وتأثيرها على أسعار النفط

في الوقت نفسه، تستمر العقوبات الأمريكية في التأثير على الإمدادات النفطية العالمية. فقد فرضت واشنطن عقوبات جديدة على أفراد وسفن تساعد في نقل ملايين البراميل من النفط الخام الإيراني إلى الصين سنويًا. هذه العقوبات، إلى جانب الفشل في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، تمثل مخاطر صعودية على أسعار النفط، وفقا لمحللي Citi.

كما تستمر العقوبات المفروضة على تجارة النفط الروسية منذ 10 يناير في تعطيل الإمدادات الموجهة إلى كبار العملاء مثل الصين والهند. ومع ذلك، ذكر ترامب يوم الأحد أن الولايات المتحدة تحقق تقدمًا مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون الكشف عن تفاصيل المحادثات.

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط

رغم التوترات الجيوسياسية والعقوبات، يرى محللو Citi أن أسعار النفط قد تواجه ضغوطًا هبوطية في المستقبل. وأشاروا في مذكرة بحثية إلى أن أسعار خام برنت قد تتراوح بين 60 إلى 65 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2025. وأرجع المحللون ذلك إلى رغبة ترامب المستمرة في خفض أسعار الطاقة، مما قد يجعله يؤثر بشكل سلبي على سوق النفط.

وقال المحللون: “نعتقد أن أسعار النفط ستتجه إلى الاستقرار أو الانخفاض خلال الشهر المقبل، مع تراكم الضغوط الأساسية على السوق”.

ختاما في ظل التوترات التجارية العالمية والعقوبات المفروضة على روسيا وإيران، تظل أسعار النفط عرضة لتقلبات حادة. ومع استمرار السياسات الأمريكية في التأثير على الطلب والعرض، من المتوقع أن تظل الأسواق تحت ضغط كبير خلال العام الحالي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى