أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات التجارية والقلق من اضطرابات الإمدادات

شهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا يوم الاثنين بعد أن أدت الإجراءات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إشعال مخاوف من اضطرابات في سلسلة الإمداد العالمي.

فقد سجلت الأسعار ارتفاعا طفيفا بعد إعلان ترامب عن فرض تعريفات جمركية على واردات السلع من كندا والمكسيك والصين، مما أثار توقعات بإمكانية نشوب حرب تجارية تؤثر على النمو الاقتصادي العالمي.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط

أدت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب إلى زيادة التوتر في الأسواق. ففي بداية الجلسة، ارتفعت أسعار النفط قليلا بعد أن بدأت إجراءات التعريفات، لكن المستثمرين ظلوا حذرين، إذ رافق ذلك تخوف واسع من تأثير هذه الرسوم على العرض العالمي للنفط. وقد أدت هذه المخاوف إلى ارتفاع أسعار النفط في وقت قصير قبل أن تبدأ الأسعار بالاستقرار أو التراجع قليلا نتيجة لتراكم الضغوط الاقتصادية والبيانات المتضاربة.

على سبيل المثال، ارتفعت عقود خام برنت بمقدار 44 سنتا لتصل إلى 75.05 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس (WTI) ارتفاعا قدره 48 سنتا ليصل إلى 71.51 دولار للبرميل. ومع ذلك، فإن المكاسب لم تكن كافية لتعويض الهبوط الذي شهده السوق في الجلسة السابقة، حيث تراجعت الأسعار بشكل عام بسبب المخاوف بشأن انخفاض الطلب العالمي نتيجة لتصاعد التوترات التجارية.

تصاعد التوترات التجارية والردود الدولية

تأتي هذه الإجراءات الجمركية في إطار حملة أوسع قام بها ترامب لفرض تعريفات شاملة على واردات السلع من كندا والمكسيك بنسبة 25%، إضافة إلى رسوم بنسبة 10% على بعض السلع الصينية. وقد أعلنت الصين رد فعل سريعا بفرض تعريفات على بعض الواردات الأمريكية مثل النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم، مما زاد من حدة المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأثارت هذه الخطوات ردود فعل عنيفة من الدول المتضررة؛ إذ أعلنت كندا والمكسيك عن إجراءات انتقامية فورية، بينما أكدت الصين نيتها تقديم شكوى رسمية لدى منظمة التجارة العالمية. ورغم هذه التصعيدات، حاول ترامب تخفيف حدة التوتر مؤقتا بتعليق تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية على كندا والمكسيك لفترة 30 يوما، مما منح الأسواق بعض مساحة التنفس وأدى إلى تخفيف الضغط على أسعار النفط على المدى القصير.

سعي تجار النفط للحصول على إعفاءات جمركية

في ظل استمرار هذه الإجراءات التجارية، بات تجار النفط والغاز يتطلعون إلى الحصول على إعفاءات جمركية من السلطات الصينية فيما يتعلق بواردات النفط الأمريكي والغاز الطبيعي المسال. تشير المصادر إلى أن بعض الشركات التي سبق أن قامت بحجز ناقلات نفط قد تتقدم بطلبات للحصول على إعفاءات تسمح لها بتجنب دفع الرسوم الجمركية المقررة، مما قد يساعد في تخفيف تأثير التعريفات على تكاليف الإنتاج وأسعار الوقود.

ومن المتوقع أن يكون الحصول على هذه الإعفاءات أمرا أكثر صعوبة في الصفقات الجديدة مقارنة بالصفقات القائمة، حيث تحاول الشركات التجارية تعديل استراتيجياتها لتفادي التكاليف الإضافية المرتبطة بهذه الرسوم. وهذا بدوره قد يؤدي إلى تقليل تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط، إذا ما تمكنت بعض الشركات من التفاوض بشأن استثناءات أو إعفاءات جزئية.

توقعات مستقبلية وتأثيرات محتملة

يتطلع المستثمرون إلى مراقبة التطورات القادمة، خاصة مع توقع انعقاد اجتماع أوبك+ في الأيام المقبلة. ففي ظل استمرار التوترات التجارية، يُرجّح أن يبقى إنتاج النفط تحت ضغط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إذا لم تتكيف الأسواق مع هذه التغيرات. كما يترقب المستثمرون بيانات المخزونات الأمريكية، التي ستكشف عن مدى تأثير تزايد المخزونات على الطلب العالمي.

تشير التحليلات إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يستمر إذا لم يتم التوصل إلى حلول تفاوضية تخفف من حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وفي الوقت نفسه، ستظل توقعات التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية عوامل رئيسية تؤثر على اتجاه أسعار النفط في الأشهر القادمة، حيث من الممكن أن يؤدي ارتفاع التضخم إلى بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يدعم الدولار الأمريكي ويضغط على أسعار النفط عالميا.

ختاما في ظل تصاعد التوترات التجارية والرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، تشهد أسعار النفط تذبذبا ملحوظا يعكس مخاوف المستثمرين من اضطرابات سلسلة التوريد وتأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. بينما تحاول بعض الدول الحصول على إعفاءات جمركية لتخفيف أثر هذه الرسوم، يبقى السؤال قائما حول مدى تأثير هذه الإجراءات على الأسواق النفطية في المدى القصير والطويل. ومع استمرار الترقب لتطورات الأوضاع التجارية والاجتماعية والاقتصادية، يتوقع المحللون أن تستمر التقلبات في أسعار النفط، مما يتطلب من المستثمرين إدارة مخاطرهم بحكمة واستعداد للتعامل مع بيئة اقتصادية متقلبة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى