أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع سعر الدولار مع تراجع مخاوف الحرب التجارية

شهد سعر الدولار انخفاضا ملحوظا يوم الأربعاء، حيث تراجعت قيمة العملة الأمريكية بعد أن هدأت المخاوف المتعلقة بخطر اندلاع حرب تجارية عالمية بين الولايات المتحدة والصين.

وارتفع الدولار في البداية بعد تهديد ترامب بفرض تعريفات على المكسيك وكندا، لكن المخاوف بدأت تتلاشى بعد حصول هفوة في هذه الخطط، مما أدى إلى انخفاض سعر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من أسبوع.

تأثير التعريفات الجمركية على السوق

أدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جديدة بنسبة 25% على واردات السلع من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 10% على السلع الصينية، إلى ارتفاع سعر الدولار بشكل ملحوظ في البداية.

ومع ذلك، وبفضل الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل كندا والمكسيك لتعزيز حدودهما، تمكنت هذه الدول من تأمين فترة تهدئة دامت لمدة شهر، مما أوقف الارتفاع الحاد في سعر الدولار وأدى إلى تراجعه مع انخفاض المخاطر التجارية.

من ناحية أخرى، شهدت الصين تراجعا بسيطا في قيمة اليوان نتيجة لهذه الإجراءات الجمركية، مما أثر بدوره على سعر الدولار في الأسواق العالمية.

وقد أعلن مسؤولون صينيون عن فرض تعريفات على بعض الواردات الأمريكية كرد فعل سريع، مما أشعل حالة من التوتر في الأسواق، إلا أن ردود الفعل كانت معتدلة بما يكفي لتهدئة المخاوف لاحقا.

بيانات اقتصادية وتأثيرها على سعر الدولار

ساهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية الحديثة في دعم سعر الدولار، إذ جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي وتقرير الإنفاق الشخصي لتظهر قوة مستمرة في الاقتصاد، رغم التوترات التجارية.

حيث أظهرت البيانات الصادرة عن شركة ADP، المتخصصة في معالجة بيانات الرواتب، أن الشركات في القطاع الخاص قد أضافت وظائف أكثر من المتوقع في يناير، مما يعزز حالة السوق العمالية المستقرة التي تمنح الاحتياطي الفيدرالي وقتا كافيا لتقييم خطواته المقبلة في السياسة النقدية.

ففي هذا الشهر، تمكنت الشركات من خلق صافي 183,000 وظيفة، وهو رقم تجاوز التوقعات التي كانت تقدر بنمو قدره 150,000 وظيفة، كما أن الرقم الحالي جاء أعلى قليلا من 176,000 وظيفة سجلت في ديسمبر، وقد تم رفع الرقم الأصلي بشكل حاد عن القيمة الأولية التي كانت تبلغ 122,000 وظيفة.

شهدت أجور العمال الذين احتفظوا بوظائفهم زيادة سنوية بمعدل 4.7%، بزيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية مقارنة بشهر ديسمبر. وتوضح هذه البيانات أن مستويات الدخل لم تتأثر سلبًا بالظروف الاقتصادية الراهنة، مما يُعطي دفعة إضافية لمستويات الثقة في سوق العمل.

ومع ذلك، فإن هذه البيانات لم تكن كافية لتثبيت سعر الدولار في مواجهة المخاوف التجارية، ما أدى إلى استمرار تقلبات قيمة الدولار، كما تأثرت العملات الأخرى بارتفاع سعر الدولار، حيث سجل اليورو انخفاضا، فيما ازداد الطلب على العملة اليابانية، مما دفع الين إلى الانتعاش.

فقد ارتفعت قيمة الين الياباني بفضل بيانات قوية عن ارتفاع أجور العاملين في اليابان وتعليقات من مسؤولين في بنك اليابان، مما جعل الين خيار ملاذ آمن للمستثمرين في ظل عدم اليقين.

وفي ظل تصاعد التوترات، شهدت الأسواق حركة تصاعدية قوية في الين الياباني، الذي احتفظ بمكانته كعملة ملاذ آمن.

وارتفعت قيمة الين بسبب بيانات الأجور القوية في اليابان وتعليقات من محافظ بنك اليابان الذي أكد ضرورة الحفاظ على السياسة النقدية التيسيرية حتى يرتفع التضخم الأساسي إلى 2%.

هذا الارتفاع في الين ساهم في تقليل جاذبية سعر الدولار، مما أدى إلى تراجع قيمته مقابل الين بشكل ملحوظ.

على الجانب الأوروبي، سجل اليورو بعض الارتفاعات الطفيفة مع تراجع سعر الدولار، إذ ارتفع اليورو بنسبة 0.28% إلى 1.037 دولار. لكن التوترات التجارية لا تزال تشكل تهديدًا، خاصة مع احتمال تمديد الرسوم الجمركية إلى الاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى تضخم إضافي في الولايات المتحدة ويدعم استمرار قوة سعر الدولار في المستقبل.

تأثير أسعار النفط والسلع على سوق العملات

أدت الإجراءات الجمركية والضغوط التجارية إلى تحرك أسعار النفط والسلع، حيث شهدت أسواق النفط تذبذبا في الأسعار نتيجة للتوترات بين الولايات المتحدة والصين.

هذا التذبذب يساهم أيضا في تأثر سعر الدولار، إذ يرتبط الطلب على الدولار ارتباطا وثيقا بمستويات أسعار السلع الأساسية. ويشير المحللون إلى أن الأسواق ستظل متقلبة حتى يتم الوصول إلى تفاهمات تجارية جديدة تقلل من المخاطر الاقتصادية وتعزز استقرار العملة الأمريكية.

ويترقب المستثمرون تطورات جديدة في مجال السياسة التجارية الأمريكية، خاصة بعد فترة الهدوء التي أعقبت تراجع سعر الدولار، وتتوقع الأسواق أن تعقد مفاوضات بين ترامب ونظرائه في كندا والمكسيك قد تساهم في تهدئة الوضع التجاري، مما قد يؤدي إلى استقرار سعر الدولار أو حتى تراجعه بشكل أكبر إذا تبين أن السياسات التجارية لم تكن مؤثرة بشكل سلبي كما كان متوقعا.

وفي الوقت نفسه، تتابع الأسواق عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة مثل تقارير الوظائف والناتج المحلي الإجمالي، التي ستساهم في تشكيل توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية.

ختاما في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شهد سعر الدولار انخفاضًا ملحوظًا بعد فترة من الارتفاع، مما أثر على العملات الأخرى وحقق الين وبعض العملات الأوروبية مكاسب.

وتأتي هذه التحركات وسط حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، مع توقع استمرار تقلبات سعر الدولار حتى تتضح التطورات التجارية والاقتصادية المقبلة.

وتبقى المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية دافعا رئيسيا لتحركات الأسواق، فيما يترقب المستثمرون مفاوضات قد تهدئ الأوضاع وتعيد استقرار سعر الدولار في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى