أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع سعر الذهب وسط تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

شهد سعر الذهب ارتفاعا ملحوظا يوم الأربعاء، حيث قفز بنسبة 1%، مما أكمل سلسلة من الارتفاعات القياسية التي يشهدها السوق.

وجاء هذا الانتعاش مدفوعا بارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، بينما تظل البيانات المتعلقة بتقرير الرواتب محورا أساسيا يتابعها المستثمرون لتحديد مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.

ارتفاع سعر الذهب في السوق الفوري والعقود الآجلة

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 2,867.59 دولار للأونصة وقت نشر هذا التقرير، بعد أن سجل أعلى مستوى له في وقت سابق عند 2,869.68 دولار.

وفي الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعا بنسبة 0.7% لتتداول عند 2,895 دولار للأونصة، ويظهر هذا الارتفاع القوي أن الأسواق لا تزال تولي أهمية كبيرة للذهب كأصل آمن في ظل الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.

تصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

أدى تصاعد التوترات التجارية إلى تجدد المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات العالمية. فقد قامت الصين برد فعل سريع على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، حيث فرضت تعريفات على بعض الواردات الأمريكية.

جاءت هذه الخطوة في إطار تصعيد الردود التجارية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية على السلع الصينية. كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نواياه بفرض تعريفات شاملة بنسبة 25% على واردات كندا والمكسيك، مما زاد من حدة المخاوف حول اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق.

هذه الإجراءات أثارت حالة من الذعر في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى تحويل رؤوس أموالهم إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، ومع ذلك، فإن تأثير الرسوم الجمركية لا يقتصر على الذهب فقط، بل يمتد إلى تأثيرها على معدلات التضخم وسياقات السياسة النقدية التي قد تبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

ورغم أن الرسوم الجمركية من المتوقع أن تزيد من التكاليف التجارية وتؤثر على الاقتصاد العالمي، فإنها تُعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث تثير التعريفات الجمركية الجديدة مخاوف من تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي، مما يجعل المستثمرين يلجأون إلى الذهب كوسيلة للتحوط من المخاطر.

ومن جهة أخرى، فإن استمرار ارتفاع سعر الذهب ينعكس أيضًا في بيانات الطلب العالمية؛ فقد سجل الطلب على الذهب ارتفاعًا قياسيًا، حيث زادت المشتريات من قبل البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية. وتعتبر هذه الزيادة مؤشرا على الثقة المتجددة في الذهب كأصل استثماري، خاصة في ظل التوترات التجارية والضغوط التضخمية المتزايدة.

تأثير ارتفاع سعر الدولار وسياسات الفائدة

يؤثر ارتفاع الدولار الأمريكي في العديد من الأسواق، حيث يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، كما أن التوقعات ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة، نتيجة للضغوط التضخمية وعدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية، تعتبر عاملا داعما لاستمرار ارتفاع سعر الذهب على المدى المتوسط.

ويشير بعض المحللين إلى أن التضخم والبيانات الاقتصادية المتعلقة بسوق العمل، مثل تقرير الرواتب، ستظل تلعب دورا مهما في توجيه سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية، مما يؤثر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين في سوق الذهب.

تداعيات على أسواق المعادن الأخرى

لم يقتصر تأثير التوترات التجارية على الذهب فحسب، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى. فقد سجلت أسعار الفضة ارتفاعا بنسبة 1.1% لتصل إلى 32.44 دولار للأونصة، بينما شهد البلاتين ارتفاعا بنسبة 1.3% ليصل إلى 976.05 دولار، في حين زاد البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 998 دولار.

وتظهر هذه التحركات أن الطلب على المعادن النفيسة يستمر في الارتفاع رغم المخاوف التجارية، مما يعكس بحث المستثمرين عن الأمان في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة.

ختاما يعد ارتفاع سعر الذهب في السوق اليوم نتيجة لتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فضلا عن المخاوف من فرض تعريفات جمركية شاملة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، إلا أن هذه المخاوف تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يدعم استمرار ارتفاع سعر الذهب على المدى المتوسط.

ومع استمرار التقلبات في أسواق العملات والسلع، يبقى الذهب خيارا رئيسيا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان في ظل عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى