تراجع أسعار الذهب بعد ارتفاع قياسي وسط مخاوف من الرسوم الجمركية
استقرت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بعد ارتفاع قياسي خلال الجلسة السابقة، حيث ظل المستثمرون حذرين بشأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، بينما تترقب الأسواق البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر في وقت لاحق من الأسبوع.
وسجل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 2,809.91 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2,830.49 دولار يوم الاثنين. ومع ذلك، انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.5% لتسجل 2,843.50 دولار للأوقية.
التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب
تزايدت حركة شحن الذهب من مراكز عالمية مثل دبي وهونغ كونغ إلى الولايات المتحدة، للاستفادة من الفارق الكبير بين أسعار العقود الآجلة للذهب وأسعار السوق الفورية، والذي تأجج بفعل المخاوف من الرسوم الجمركية.
وفرضت الصين رسومًا جمركية على واردات أمريكية ردًا سريعًا على الرسوم الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة، مما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وعلى الرغم من أن إدارة ترامب منحت استثناءات مؤقتة للمكسيك وكندا، إلا أن الأسواق لا تزال قلقة بشأن تداعيات الحروب التجارية على الاقتصاد العالمي.
ومن الواضح أن تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا لا يغير حقيقة أن الأسواق العالمية ما زالت مضطربة بسبب مخاوف الحروب التجارية التي قد تدفع الأسعار للارتفاع بينما تضعف التوقعات الاقتصادية.
وبقيت الأسواق مغلقة في الصين، أكبر مستهلك للذهب، بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، ومن المتوقع أن تستأنف التداول يوم الأربعاء.
الذهب كملاذ آمن أمام التضخم والمخاطر الجيوسياسية
تقليديا، يعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الذهب كأصل لا يحقق عوائد. وقد حذر ثلاثة مسؤولين من مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الاثنين من أن خطط الإدارة الأمريكية للرسوم الجمركية تأتي مع مخاطر تضخمية، وأشار أحدهم إلى أن عدم اليقين بشأن التضخم يتطلب تباطؤا في خفض أسعار الفائدة.
وفي الوقت الحالي، تظل الرسوم الجمركية محور التركيز نظرا لتأثيرها المحتمل على التضخم والنمو والاستقرار المالي.
زيادة في الطلب الصيني على الذهب
أوضح المحللون أن تجار الجملة في الصين يتوقعون ارتفاعا في الطلب الاستهلاكي على الذهب. وأشاروا إلى أن عمليات السحب من بورصة شنغهاي للذهب (SGE)، التي تعد مؤشرا رئيسيا على الطلب بالجملة وفي التصنيع، عادة ما تشهد ارتفاعا في ديسمبر ويناير تزامنا مع استعداد المصنعين للاحتفال برأس السنة الصينية الجديدة، التي وقعت هذا العام في 29 يناير.
وعلى الرغم من البداية القوية لعام 2024، إلا أن إجمالي السحوبات لعام 2024 كانت من بين الأدنى على الإطلاق، حيث بلغت 1,450 طنا، باستثناء عام 2020. ويعزى ذلك إلى الانكماش المستمر في قطاع المجوهرات في الصين، حيث سجلت شركات كبرى مثل “ريشمونت”، و”تشاو تاي فوك”، و”تشاو سانج سانج” انخفاضا في الإيرادات على أساس سنوي.
ومع ذلك، شهد شهر ديسمبر 2024 زيادة بنسبة 23% في السحوبات مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى أن عمليات السحب لشهر يناير قد تتماشى مع المتوسط التاريخي البالغ 190 طنا، استنادا إلى بيانات بورصة شنغهاي منذ عام 2016.
وأوضح المحللون أن السحوبات من بورصة شنغهاي غالبا ما تعكس الطلب الاستهلاكي مقدما. وأضافوا: تشير الزيادة في ديسمبر إلى أن الطلب الاستهلاكي في الصين قد يشهد انتعاشا في الربع الأول من هذا العام، رغم أنه عند مستويات أقل مقارنة بعام 2024″
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن الأداء الفعلي للطلب يعتمد جزئيا على حركة أسعار الذهب. فقد شهدت أسعار الذهب ارتفاعا أسبوعيا مستمرا هذا العام، مسجلة مستويات قياسية جديدة بالدولار. وقد يحد هذا الارتفاع من التأثير الإيجابي لموسم الهدايا المرتبط برأس السنة الصينية.
ترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية الأمريكية
تتوجه أنظار المستثمرين إلى مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة هذا الأسبوع، والتي تشمل تقرير الوظائف الشاغرة المتوقع صدوره اليوم، وتقرير التوظيف الصادر عن ADP يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف الشهري يوم الجمعة. كما ستتابع الأسواق عن كثب خطابات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
وبالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن الأخرى تحركات متفاوتة. ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 31.59 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% إلى 962.00 دولار. أما البلاديوم فقد انخفض بنسبة 0.44% ليصل إلى 1,004.86 دولار.
اقرأ أيضا…