تباين أداء الأسهم الأمريكية بعد إعلان نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى
شهدت الأسهم الأمريكية تفاعلا متباينا بعد إعلان عدد من شركات التكنولوجيا الكبرى عن نتائج أرباحها الفصلية، وسجلت أسهم ميتا بلاتفورمز ارتفاعا بنسبة 1%، بينما قفزت أسهم تسلا بنسبة 3%، في حين تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 6% بعد أن جاءت توقعاتها للإيرادات الفصلية أقل من المتوقع.
وعلى الرغم من أن مايكروسوفت حققت أرباحا جيدة، فإن المستثمرين شعروا بخيبة أمل نتيجة ضعف التوقعات المستقبلية. في المقابل، تمكنت تسلا من التغلب على التأثير السلبي لإعلانها عن أرباح وإيرادات أقل من التوقعات، حيث ارتفع سهمها بفضل التفاؤل بمستقبل الشركة على المدى الطويل.
وعلق آرت هوجان، كبير استراتيجيي السوق في شركة B. Riley Wealth Management، على أداء الأسهم الأمريكية قائلا: “شهدنا إعلان ثلاثة من عمالقة التكنولوجيا عن أرباحهم، وبشكل عام، لم تتأثر أسعار أسهمهم بشكل كبير بعد التقارير. هذا يعد أمرا إيجابيا عند النظر إلى العدد الإجمالي للشركات التي أعلنت عن أرباحها ومدى تجاوزها للتوقعات على مستوى الإيرادات والأرباح.”
تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثيره على الأسواق
على الرغم من الأداء الجيد لبعض أسهم التكنولوجيا، فإن المستثمرين أظهروا بعض الحذر في شراء الأسهم الأمريكية بعد أن سجل الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع نموًا بنسبة 2.3% فقط، متخلفًا عن التوقعات التي أشارت إلى 2.6%. هذا التباطؤ في النمو الاقتصادي أثار مخاوف بشأن تأثير ذلك على قرارات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة والسياسة النقدية الأمريكية.
قرار الفيدرالي وأثره على الأسهم الأمريكية
جاءت هذه التطورات بعد جلسة خسائر في وول ستريت، حيث قرر الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع استمرار نطاق الفائدة بين 4.25% و4.5%. وأكد صناع السياسة النقدية أن التضخم لا يزال “مرتفعًا إلى حد ما”، مما يشير إلى أن الفيدرالي قد يستمر في سياسته النقدية المتشددة لفترة أطول.
علق هوجان على القرار قائلاً: “يمكننا الآن تجاوز مسألة عدم خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، لأنه على الأرجح يقوم بذلك للأسباب الصحيحة، أي أن البيانات الاقتصادية تدعم الإبقاء على الفائدة دون تغيير في الوقت الحالي. هذا يمنح البنك المركزي الوقت الكافي لدراسة سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة وتأثيرها على الاقتصاد والتضخم.”
تأثر أداء الأسهم الأمريكية بقرار الفيدرالي، حيث شهدت بعض التقلبات وسط ترقب المستثمرين لأي إشارات مستقبلية حول السياسة النقدية. ومع استمرار التضخم وعدم تحقيق النمو الاقتصادي التوقعات، قد تواجه الأسواق ضغوطًا إضافية خلال الفترة المقبلة.
توقعات الأسواق والأحداث القادمة
لا تزال الأسواق تترقب نتائج أرباح شركات تكنولوجيا أخرى ضمن مجموعة “السبعة الكبار”، حيث من المقرر أن تعلن شركة أبل عن نتائجها يوم الخميس، يليها إعلان أمازون الأسبوع المقبل. إضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر ديسمبر، والمقرر صدوره يوم الجمعة، حيث يعد هذا التقرير أحد المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في تحديد سياسته النقدية.
ورغم أن مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك لا يزالان في طريقهما لإنهاء الأسبوع في المنطقة السلبية، إلا أنهما تمكنا من تقليص بعض الخسائر التي تعرضا لها مع بداية الأسبوع. في المقابل، يبقى مؤشر داو جونز الصناعي هو المؤشر الوحيد بين مؤشرات الأسهم الأمريكية الذي يتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، في ظل الأداء الجيد لبعض الأسهم الصناعية والمصرفية
ختاما تشهد الأسهم الأمريكية حالة من التقلبات وسط تفاعل المستثمرين مع نتائج أرباح الشركات الكبرى وقرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير. في الوقت ذاته، يؤثر تباطؤ النمو الاقتصادي على التوقعات المستقبلية للأسواق، مما قد يضع ضغوطًا إضافية على الأسهم الأمريكية خلال الأسابيع القادمة. ومع استمرار موسم إعلان الأرباح وترقب بيانات التضخم، ستظل الأسواق في حالة ترقب حذر بحثًا عن إشارات أوضح حول اتجاه الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية للفيدرالي.
اقرأ أيضا…