أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن وسط مخاوف من تعريفات ترامب الجمركية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا يوم الخميس، حيث لجأ المستثمرون إلى المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف بشأن التعريفات الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون صدور تقرير رئيسي عن التضخم في الولايات المتحدة، والذي قد يحدد ملامح السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وبلغ سعر الذهب الفوري 2,776.79 دولار للأونصة بارتفاع نسبته 0.7% وقت نشر هذا التقرير، بينما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.8% لتصل إلى 2,791.70 دولار للأونصة.

على الجانب الأخر تظل مخاطر فرض رسوم جمركية على الذهب في الولايات المتحدة ضعيفة نظرا لكونه أصلا احتياطيا، إلا أن مديري المخاطر لا يتركون أي مجال للمفاجآت، ما دفعهم إلى نقل المزيد من المعدن إلى داخل الولايات المتحدة. وأضافت أن عمليات تبادل العقود الآجلة بالذهب المادي هي الأكثر تأثرا بهذا الاتجاه، لكنها تساهم في دعم الأسعار الفورية.

الذهب يتدفق إلى نيويورك وسط تحركات الأسواق

يواجه سوق الذهب في لندن طلبا متزايدا على اقتراض المعدن النفيس من البنوك المركزية، التي تخزن احتياطياتها في العاصمة البريطانية، بعد زيادة ملحوظة في شحنات الذهب المتجهة إلى الولايات المتحدة. وأفادت مصادر مطلعة بأن هذا الارتفاع في الطلب يعكس قلق المتداولين بشأن المخاطر المحتملة، رغم أن ترامب لم يدرج الذهب في خططه المتعلقة بالتعريفات الجمركية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت الإدارة الأميركية أن ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من المكسيك وكندا اعتبارا من يوم السبت، كما يدرس إمكانية فرض رسوم على الصين.

ومن جهة أخرى، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير يوم الأربعاء، حيث أكد رئيسه جيروم باول أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة مجددا. والآن، يترقب المستثمرون تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر ديسمبر، والمقرر صدوره يوم الجمعة، لتقييم توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.

ارتفاع الفضة والبلاتين والبلاديوم

لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد مكاسب، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.8% إلى 31.05 دولارًا للأونصة، وسط زخم متزايد مقارنة بالذهب. وأوضح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في Saxo Bank، أن سوق الفضة يواجه احتمالية أكبر لفرض تعريفات جمركية مقارنة بالذهب، ما عزز الإقبال عليه.

كذلك، سجل البلاتين ارتفاعا بنسبة 1.1% ليصل إلى 956.79 دولار، بينما قفز البلاديوم بنسبة 1.8% ليصل إلى 979.45 دولار للأونصة.

الذهب ثاني أكبر استثمار لصندوق التقاعد السويسري في 2024

لطالما اعتُبر الذهب أحد الأصول الدفاعية التي توفر الحماية للمحافظ الاستثمارية، لكن الأداء القوي للمعدن النفيس خلال العام الماضي قد يدفع إلى إعادة النظر في هذا التعريف التقليدي.

هذا الأسبوع، أعلن صندوق التقاعد الفيدرالي السويسري PUBLICA تحقيق عائد استثماري صافي بنسبة 5.9% في عام 2024، عبر جميع خطط التقاعد التابعة له. وأكد الصندوق أن عوائده القوية جاءت مدفوعة بشكل أساسي باستثماراته في الأسهم والمعادن النفيسة.

وأوضح الصندوق أن الاستثمارات في الأسهم كانت المحرك الأكبر للنمو، حيث سجلت عائدا سنويا بنسبة 14.5%، مما ساهم بنحو 4.7 نقطة مئوية من إجمالي العائد البالغ 5.9%. وأضاف أن الشركات المدرجة في أميركا الشمالية قدمت أفضل أداء، بينما كانت الأسهم الأوروبية متخلفة عن الركب.

الذهب يحقق عائدا استثنائيا بنسبة 33%

إلى جانب الأسهم، كانت المعادن النفيسة ثاني أكبر المساهمين في العوائد الإجمالية لصندوق PUBLICA خلال عام 2024، حيث حققت عائدا مذهلا بنسبة 33%. وأشار الصندوق إلى أنه يستثمر جزءا من أصوله في الذهب والفضة لأغراض التنويع وتقليل المخاطر.

ورغم أن سوق الذهب شهد نوعا من التماسك خلال الشهرين الأخيرين من العام، إلا أن الأسعار سجلت واحدة من أقوى الارتفاعات في العقود الأربعة الماضية، حيث ارتفعت بنسبة 27% خلال عام 2024.

السندات الأضعف أداء في محفظة الصندوق

على الجانب الآخر، أظهر الصندوق أن استثماراته في السندات كانت الحلقة الأضعف في محفظته خلال العام الماضي، حيث سجلت عائدا سنويا متواضعا بنسبة 1%، مما ساهم فقط بـ 0.4 نقطة مئوية في العائد الإجمالي للصندوق.

يؤكد هذا الأداء القوي للذهب أن المعدن النفيس لا يزال يمثل عنصرا أساسيا في استراتيجيات الاستثمار المؤسسي، خاصة في ظل تقلبات الأسواق المالية وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية العالمية. ومع استمرار التقلبات الجيوسياسية والمخاوف من السياسات الحمائية الأميركية، قد يواصل المستثمرون الاعتماد على الذهب كملاذ آمن في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى