أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب مستقرة قبل قرار الفيدرالي الأمريكي: الأسواق تترقب إشارات الفائدة

تشهد أسعار الذهب حالة من الاستقرار يوم الأربعاء، حيث يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من اليوم. كما أن الأسواق تتابع عن كثب تأثير السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مستقبل الذهب.

استقرار أسعار الذهب في ظل الترقب

لم يطرأ تغيير يُذكر على أسعار الذهب الفوري، حيث استقر عند 2,762.89 دولار للأونصة وقت نشر هذا التقرير، أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت بنسبة 0.1% إلى 2,771.50 دولار.

حيث الذهب يواجه العديد من العوامل المؤثرة في الوقت الحالي، لذا نشهد تذبذبا في الأسعار. رأينا ارتفاعا بسبب عمليات تغطية مراكز البيع بعد تهديدات فرض الرسوم الجمركية، مما دفع الأسعار إلى الاقتراب من مستوياتها القياسية، لكن ذلك أدى إلى بعض عمليات جني الأرباح عند القمة.

وشهدت أسعار الذهب الأسبوع الماضي ارتفاعا بنسبة 2.6%، مقتربة من أعلى مستوياتها المسجلة في أكتوبر الماضي. ومع ذلك، دخل المعدن الثمين الآن في مرحلة تداول ضمن نطاق محدد، حيث ينتظر المستثمرون نتائج اجتماع الفيدرالي وما إذا كان سيتم الإعلان عن خفض محتمل لأسعار الفائدة، إلى جانب تأثير تصحيح الأسواق المالية عقب الأخبار المتعلقة بشركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek.

البيع المكثف لأسهم التكنولوجيا وتأثيره على أسعار الذهب

في بداية الأسبوع، أدى البيع المكثف في أسهم التكنولوجيا إلى عمليات تصفية في سوق الذهب، حيث لجأ المستثمرون إلى بيع المعدن النفيس لتعويض الخسائر التي تكبدتها محافظهم الاستثمارية.

ويشار إلى أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم هو الأول خلال عام 2025، حيث يترقب المستثمرون تصريحات رئيس البنك المركزي جيروم باول بشأن التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية، ومن المتوقع أن يبقي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، خاصة بعد التخفيضات البالغة 100 نقطة أساس العام الماضي.

ومن ناحية أخرى، يواصل الرئيس ترامب الضغط من أجل خفض أسعار الفائدة، في خطوة تتعارض مع استقلالية الفيدرالي في تحديد سياساته. كما أن نوايا ترامب لفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك قد تعزز الضغوط التضخمية، مما قد يدفع الفيدرالي للحفاظ على معدلات فائدة مرتفعة لكبح جماح التضخم.

عودة “المشتري الغامض” وتأثيره على أسعار الذهب

كان أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب الأسبوع الماضي هو عودة ما يعرف بـ “المشتري الغامض” في الأسواق الآسيوية، حيث إن التحركات الأخيرة في السوق تعكس أنماط شراء قوية من مؤسسات آسيوية، مما أدى إلى تضخم تحركات الأسعار بسبب أنشطة التداول الخوارزمي (الآلي).

قبل الانتخابات الأمريكية، شهدت أسواق الذهب تدفقات استثمارية مختلفة، حيث وصلت مراكز المستثمرين الكبار إلى مستويات قصوى لم نشهدها منذ استفتاء بريكست أو فترة التيسير النقدي السري في 2019، وحتى أكثر من ذلك خلال أزمة كوفيد.

ولكن بعد الانتخابات، أدى التراجع في أسعار الذهب إلى تصفية عدد كبير من المراكز الاستثمارية الضخمة، مما زاد من تقلبات الأسعار.

الخوارزميات تسيطر على أسواق الذهب

يعتبر المستثمرون المؤسسيون والخوارزميات التجارية (CTAs) قوة رئيسية في سوق الذهب اليوم، وأن هذه الفئة من المستثمرين أصبحت اللاعب الأكثر تأثيرا في أسواق السلع منذ الأزمة المالية لعام 2008.

وما لا يدركه الكثيرون هو أن أسواق السلع، بما في ذلك الذهب، أصبحت خاضعة بشكل كبير لأنظمة التداول القائمة على الخوارزميات. كانت آخر سوق هبوطية في السلع بمثابة كارثة للصناديق الاستثمارية التقليدية، مما سمح للخوارزميات بالسيطرة على المشهد.

وخلال الأسبوع الماضي، كانت صناديق تداول السلع الخوارزمية (CTAs) مساهما رئيسيا في ارتفاع أسعار الذهب. ومع ذلك، أسعار الذهب شهدت ضغوطا بيعية هذا الأسبوع بسبب تسييل مراكز الشراء لدى الصناديق (Quant Funds) استجابة لموجة العزوف عن المخاطرة، مما أدى إلى عمليات بيع لاحقة من قبل الصناديق الآلية.

مستقبل أسعار الذهب في ظل السياسة النقدية الأمريكية

مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية، تظل التوقعات بشأن أسعار الذهب متباينة. يرى غالي أن الاتجاه المستقبلي للمعدن الأصفر سيعتمد بشكل كبير على مسار الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة:

  • إذا استمر ضعف الدولار وانخفضت الفائدة، فمن المرجح أن يعود المستثمرون لشراء الذهب.
  • أما إذا ارتفع الدولار بقوة، فقد يؤدي ذلك إلى عودة “المشتري الغامض” من آسيا لدعم الأسعار مجددًا.

تحركات المعادن الأخرى

بالإضافة إلى أسعار الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات طفيفة:

  • الفضة ارتفعت بنسبة 0.1% إلى 30.43 دولار للأونصة.
  • البلاتين سجل مكاسب بنسبة 0.4% ليصل إلى 945.25 دولار.
  • البلاديوم تراجع بنسبة 0.2% إلى 953.00 دولار.

ختاما تظل أسعار الذهب متذبذبة مع انتظار المستثمرين لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. في ظل هذه البيئة، يبدو أن الأسواق في حالة ترقب وانتظار، حيث ستعتمد تحركات الذهب القادمة على مدى تأثير السياسة النقدية الأمريكية وأداء الدولار في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى