أسعار الذهب تسجل أعلى مستوى في شهر بفضل تزايد التوقعات لخفض الفائدة من قبل الفيدرالي
وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في شهر، مدعومة بتوقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة مرتين هذا العام، مع احتمالية بدء التخفيض في يونيو. جاء ذلك بعد بيانات التضخم الأمريكي الأساسية التي جاءت أقل من المتوقع.
ارتفاع أسعار الذهب
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى 2,706.56 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 12 ديسمبر في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.7% لتصل إلى 2,736.50 دولار.
تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب
رغم المكاسب الأخيرة، شهدت أسعار الذهب ضغطا محدودا بسبب توصل حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرًا من الصراع، مما خفف من حدة التوترات في الشرق الأوسط، ومنذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، شهد الذهب ارتفاعات قياسية متعددة وما زال مرتفعا بنسبة تقارب 50%.
وتظل التوترات الجيوسياسية المستمرة مثل الحرب في أوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط تساهم في رفع أسعار الذهب، حيث هذه الصراعات لا تظهر أي مؤشرات على التراجع.
في السياق نفسه، أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) يوم الأربعاء أن النزاعات المسلحة هي الخطر الأكبر لعام 2025، وقال المنتدى في تقريره السنوي: “تظهر النزاعات المسلحة التي تقودها الدول كأكبر تهديد مباشر لعام 2025، وفقا لنحو ربع المشاركين في الاستطلاع، مما يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية والانقسام العالمي.”
بيانات التضخم تدعم أسعار الذهب
ارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% في ديسمبر، بعد زيادات بنسبة 0.3% على مدى أربعة أشهر متتالية، وأشار مسؤولو البنك المركزي الأمريكي إلى أن التضخم الأمريكي يواصل التراجع وفقا لبيانات الأربعاء، لكنهم حذروا من حالة عدم اليقين بسبب السياسات المحتملة لإدارة دونالد ترامب، الذي سيعود إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وصرح كبير محللي السوق في Exinity Group، هان تان: رغم أن تخفيف التوترات الجيوسياسية قد يقلل الطلب على الملاذات الآمنة، إلا أن الذهب يحتفظ بمعظم مكاسبه التي تحققت بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، مما يشير إلى أن توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي تظل المحرك الرئيسي لأسعار الذهب.
وأضاف: طالما حافظ المشاركون في السوق على توقعاتهم لخفض الفائدة في 2025، سيبقى الذهب معرضا لحصد المزيد من المكاسب.
تأثير الرسوم الجمركية المرتقبة على أسعار الذهب
تشير التوقعات إلى احتمالية صعود كبير في أسعار الذهب، مدفوعة بفرض رسوم جمركية جديدة تحت إدارة ترامب القادمة. فقد تعهد الرئيس المنتخب بفرض رسوم تصل إلى 25% على الواردات من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى 10% على الواردات من الصين.
وإذا وفى ترامب بوعوده بشأن الرسوم الجمركية، فقد تؤدي إلى خلق ضغوط تضخمية هائلة، وهذه الرسوم قد تتسبب في ارتفاع معدلات التضخم، مما سيدعم الذهب كوسيلة تحوط ضد التضخم.
سياسة الفيدرالي والعوامل الاقتصادية الأخرى
بالإضافة إلى الرسوم الجمركية وعدم اليقين الجيوسياسي، هناك عوامل اقتصادية أخرى قد تؤثر على أسعار الذهب، مثل السياسة المالية الأمريكية وقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث أن الفيدرالي يبطئ من وتيرة تخفيض أسعار الفائدة، وأن عدد التخفيضات المقررة لعام 2025 سيعتمد على البيانات الاقتصادية.
وسياسات خفض الفائدة التي ينفذها الفيدرالي هذا العام ستعتمد على البيانات الحالية، وسنحتاج إلى متابعة تطورات هذه البيانات لنرى التأثيرات النهائية، والمؤكد أن عوامل مثل التضخم، والنمو الاقتصادي، والعجز في الموازنة ستؤثر جميعها على قرارات الفيدرالي.
أداء المعادن الأخرى
- ارتفع الفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 30.87 دولار للأوقية.
- صعد البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 944.23 دولار.
- بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.8% ليصل إلى 953.49 دولار.
في النهاية تعكس الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب استمرار الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوقعات بخفض الفائدة، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن التضخم والسياسات الأمريكية المستقبلية. ومع تخفيف التوترات الجيوسياسية، يبقى أداء الذهب مرتبطًا بشكل رئيسي بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات السوق.
اقرأ أيضا…