أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في أربعة أشهر بسبب العقوبات على روسيا
توقفت أسعار النفط عن ارتفاعها يوم الثلاثاء لكنها بقيت قرب أعلى مستوياتها في أربعة أشهر، مع تركيز السوق على تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على صادرات النفط الروسية إلى الهند والصين.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 54 سنتا، أو بنسبة 0.67%، لتصل إلى 80.47 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، بينما تراجع خام غرب تكساس الأمريكي بمقدار 53 سنتا، أو بنسبة 0.67%، ليصل إلى 78.29 دولار للبرميل.
العقوبات الأمريكية وتأثيرها على صادرات النفط الروسية
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 2% يوم الاثنين بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات يوم الجمعة على “غازبروم نفط” و”سورجوت نفط ” بالإضافة إلى 183 ناقلة تشكل ما يعرف بـ”أسطول الظل” الذي يستخدم لنقل النفط الروسي.
وصرح محلل الاستثمار الكبير، شارالامبوس بيسوروس، أن العديد من الدول تبحث عن بدائل لإمدادات الوقود للتكيف مع العقوبات، مما قد يدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع حتى لو شهدت تصحيحا هبوطيا بسبب بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة.
تأثير التضخم على أسعار النفط والفائدة
من المتوقع صدور مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الأمريكي اليوم، يليه مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الأربعاء. وقد يؤدي ارتفاع التضخم الأساسي إلى أكثر من التوقعات البالغة 0.2% إلى تقليل احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مما يدعم النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على النفط.
على الرغم من توقع تأثير كبير للعقوبات الجديدة على الإمدادات الروسية، تشير التحليلات إلى أن تأثيرها على السوق الفعلي قد يكون أقل مما تشير إليه الأرقام.
الإمدادات العالمية وتأثير العقوبات
وفقا لمحللي ING، فإن العقوبات الجديدة قد تُلغي فائض الإنتاج اليومي المقدر بـ 700 ألف برميل لهذا العام. ومع ذلك، يمكن أن يكون الانخفاض الفعلي في التدفقات أقل، حيث تسعى روسيا والمشترون للالتفاف حول هذه العقوبات.
وأكد المحللون أن العقوبات الأخيرة قد تقرب السوق من تحقيق التوازن هذا العام، مع تقليل الضغط على نمو الطلب لتحقيق ذلك.
وأظهرت البيانات الرسمية يوم الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام انخفضت في عام 2024 للمرة الأولى منذ عقدين، باستثناء فترة جائحة كورونا. ومع ذلك، تسعى المصافي الصينية والهندية للحصول على إمدادات بديلة للتكيف مع العقوبات الأمريكية الجديدة.
ارتفاع تكاليف الشحن بعد العقوبات
قفزت أسعار شحن ناقلات النفط العملاقة بعد توسيع العقوبات الأمريكية على صناعة النفط الروسية، مما دفع التجار إلى استئجار السفن لنقل الإمدادات من دول أخرى إلى الصين والهند.
أدى الحظر الأمريكي إلى استهداف حوالي 35% من أسطول الظل المكون من 669 ناقلة تشارك في نقل النفط الروسي والفنزويلي والإيراني، وفقا لتحليل من “لويدز ليست إنتليجنس”.
أظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن شركة “يونيبيك”، الذراع التجارية لأكبر شركة تكرير في آسيا “سينوبك”، استأجرت ثماني ناقلات لنقل النفط من الشرق الأوسط منذ يوم الجمعة.
كما حجزت شركات صينية أخرى، مثل “بتروتشاينا” و”رونغشنغ”، ناقلات لنقل النفط من الشرق الأوسط. وارتفع سعر الشحن على خط الشرق الأوسط-الصين بنسبة 39% منذ الجمعة ليصل إلى 37,800 دولار يوميا، وهو الأعلى منذ أكتوبر.
تأثير محدود على الإمدادات العالمية
رغم ارتفاع التكاليف، لا تزال بعض الناقلات الخاضعة للعقوبات عالقة خارج ميناء شاندونغ الصيني، غير قادرة على تفريغ حمولتها بعد حظر فرضته مجموعة موانئ شاندونغ قبل إعلان واشنطن يوم الجمعة.
توقعت شركة “كيبلر” أن يؤدي البحث عن ناقلات غير خاضعة للعقوبات إلى تضييق السوق بشكل أكبر في الأشهر القادمة.
ومع زيادة تكاليف الشحن، تبدو أسواق النفط متجهة نحو مزيد من الاضطرابات، مما يعزز حالة عدم اليقين في سوق الطاقة العالمي لعام 2025.
اقرأ أيضا…