ارتفاع أسعار الذهب وسط حالة عدم اليقين بشأن سياسات ترامب الاقتصادية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعا طفيفا يوم الثلاثاء، مدعومة بحالة عدم اليقين المستمرة حول خطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاقتصادية، مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية الأساسية.
وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى 2,669.14 دولار وقت نشر هذا التقرير، في حين زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% لتسجل 2,683.30 دولار.
تأثير بيانات الوظائف القوية وقوة الدولار
جاء هذا التعافي في أسعار الذهب بعد تراجع بنحو 1% يوم الاثنين، نتيجة ارتفاع الدولار الأمريكي. إذ عززت بيانات الوظائف القوية التي صدرت الأسبوع الماضي الثقة في الاقتصاد الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع الدولار، وجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
كما أن بيانات الوظائف عززت موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه تخفيض أسعار الفائدة هذا العام. في الوقت نفسه، ازدادت المخاوف من تأثير خطط ترامب بفرض التعريفات الجمركية على التضخم، ما لفت الانتباه إلى الذهب كملاذ آمن ضد التضخم.
مخاوف التضخم تدعم أسعار الذهب
صرح محللو بنك “BMO” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستكون بطبيعتها تضخمية. وأشاروا إلى أن هناك سياستين واضحتين ستشكلان محور تركيز ترامب في ولايته الثانية، مما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد والأسواق المالية.
حيث أوضحت التقارير أن عام 2025 سيشهد تصاعدا في فرض التعريفات الجمركية، وهو ما اعتبره المحللون بمثابة “ضريبة محلية على الاستهلاك يتحملها المستهلك”. وأضافوا أن التوافق الاقتصادي العام يشير إلى أن التعريفات الجمركية تؤدي إلى الركود التضخمي، مما يجعلها عاملا مؤثرا على استقرار الأسواق.
أما السياسة الثانية التي سلط الضوء عليها المحللون، فهي زيادة الإنفاق الحكومي. فترامب حقق فوزه الانتخابي بناء على وعود بخفض الضرائب على الشركات والأفراد، وهو ما يتوقع أن يضيف حوالي 7.75 تريليون دولار إلى الدين الأمريكي بين عامي 2026 و2035، وفقا لتحليل لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة.
وأشار المحللون إلى أن الضغوط التضخمية المتزايدة قد تدفع العوائد الحقيقية إلى الانخفاض، مما يقلل من جاذبية السندات الأمريكية بعوائدها الحالية ويدعم أسعار الذهب.
ترقب البيانات الاقتصادية الرئيسية
يتجه انتباه الأسواق حاليا نحو مؤشرات اقتصادية حاسمة، بما في ذلك مؤشر أسعار المنتجين (PPI) المقرر صدوره في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI) المقرر صدوره يوم الأربعاء. ستوفر هذه التقارير رؤى حول اتجاهات التضخم ومسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي لعام 2025.
ومن المتوقع أن يقدم مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عدة خطابات هذا الأسبوع، ما قد يوفر مزيدا من الوضوح حول موقف البنك المركزي. ووفقا لووترر، إذا أظهرت بيانات التضخم أرقاما أضعف من المتوقع، فقد يواجه الدولار الأمريكي ضغوط بيع، مما قد يؤدي إلى دعم أسعار الذهب عبر جعله أقل تكلفة للمستثمرين.
توجهات المستثمرين والنشاط المضاربي
أظهرت البيانات الأخيرة من بورصة “COMEX” أن المضاربين رفعوا مراكزهم الشرائية الصافية على الذهب بمقدار 12,116 عقدا، ليصل الإجمالي إلى 194,499 عقدا للأسبوع المنتهي في 7 يناير. يعكس هذا الارتفاع التفاؤل المتزايد بين المستثمرين بشأن إمكانات الذهب كأصل آمن في ظل المناخ الاقتصادي الحالي.
إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة. ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 29.71 دولارًا للأوقية. وزاد البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 956.59 دولارًا، بينما استقر البلاديوم عند 939.47 دولارًا.
ختاما بشكل عام، يواجه سوق الذهب مزيجًا معقدًا من العوامل، بما في ذلك البيانات الاقتصادية الأمريكية، والمخاوف التضخمية، وحالة عدم اليقين بشأن الإدارة القادمة بقيادة ترامب. ومع انتظار المستثمرين لمزيد من الوضوح من التقارير الاقتصادية القادمة وتعليقات الاحتياطي الفيدرالي، يواصل الذهب جذب الانتباه كملاذ آمن ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.
اقرأ أيضا…